السبت 29 يونيو 2024

علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإنسانية وطن كل مؤمن

1-11-2020 | 14:02

إن الزمن بما يحتويه من أفكار ومبادئ، يسير ولا يعود، ومهما وُضعت من قوانين فإنها تغير وتبدل بما يتناسب مع زمانها ومكانها وأحوال الناس عندها، غير أننا أمام أفكار ومبادئ وقوانين تظل باقية وخالدة وصالحة لكل زمان ومكان، وكذلك أمام قوانين لا تهتم بجانب دون جانب، وإنما هى قوانين كلية تشمل الدين والدنيا؛ لأن صاحبها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إننا إذا أردنا أن ندرسَ ونفقهَ سيرةَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نؤسس الأجيال على فهم غاياتها وإسقاط كنوزها وأسرارها على واقعنا المعاصر، فعلينا أن نغرس فيهم الهوية التي قدَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسَه بها إلى العالم، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان متصفًا بكل صفات السمو والكمال الخلقي والعقلي والنفسي.

ذلك كله ينبع من حقيقة كبرى في حياته -صلى الله عليه وسلم-، ألا وهى أنه نبي مرسل من قِبَل الله عز وجل، قال تعالى : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح :٢٩].

ومن المعلوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد جاء ومهمته الأولى هي الإنسان، جاء ليحقق انسجام الإنسان مع سائر الكون، جاء ليهدى الإنسان إلى تحقيق المقاصد العليا للمكلِّف، جاء ليضع له القوانين التي يهتدى بها فى سائر شئون حياته، جاء ليضع له الحلول التي يستطيع بها أن يواجه الأزمات التي يتعرض لها.

إنها قيم رصينة رسختها سيرة النبى -صلى الله عليه وسلم- من خلال أقواله وأفعاله وأحواله وتصرفاته، نستطيع أن نجملها تحت عنوان، ((الإنسانية... وطن المؤمن))، وهذه القيم استفدناها من قول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ ليؤكد هُوِيّة النبوة: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء : ١٠٧].

نعم... هذه هى مقاصد النبوة التى يجب تأسيس الأجيال عليها...

مقاصد تؤسس للألفة لا للفرقة. ((فقه الجسد الواحد))...

مقاصد تدعوا للحركة المتعاونة لا المتعاندة. ((فقه العمارة))

مقاصد ترغب... فى احتكاك الرأى لا تحكك الرأى. ((فقه الاختلاف))...

مقاصد تؤصل دوائر الخير. تنبذ دوائر الشر. ((فقه صناعة الجمال))...

مقاصد تدعوا إلى التسامح والرحمة لا العنف والقسوة. ((فقه التآلف))...

مقاصد تربى فينا اللُّحمة الواحدة فى الوطن الواحد وإن تعددت الأديان ((فقه التعايش السلمى والمواطنة))...

مقاصد تؤسس للتدافع لا للصراع. ((فقه البنيان المرصوص))...

مقاصد تُعَمِّقُ قيم الحب والرحمة والوَحدة بين أفراد المجتمع. ترفض الغضب والكراهية والفِتن. ((فقه المشتركات الإنسانية))

مقاصد توجه نحو التكافل والتراحم ((فقه الشعور بالآخر)).

مقاصد جاءت ليصنع المؤمن جمالًا فى الوجود مع نفسه ومع بنى جنسه ومع الكون كله.... ((فقه الإحسان)).

إن المسلم يعيش اليوم فى هذا العصر الحديث، وقد اشتدت حاجته إلى الفهم العميق والقراءة الدقيقة لسيرة النبى -صلى الله عليه وسلم-، واستخراج كنوزها وأسرارها، وأحكامها وتعاليمها، والتى لا تتوقف بحدود الزمان أو المكان؛ إذ إن سيرةَ النبى صلى الله عليه وسلم هى معينٌ لا ينضب أبدًا، ففيها الترجمة الواقعية والتطبيق العملى للتعاليم القرآنية، وفيها ارتباط عالم الشهادة بعالم الغيب، وفيها صناعة الحياة وصياغتها من خلال معيشة مادية الأرض بقيم السماء، وفيها الحرفية لصناعة الله عز وجل فى خلقه، بما يحقق قوانين عامة لصيانة الإنسان فى الدنيا والآخرة، فيصنع الإنسان جمالًا فى الدنيا، وينتظره جمالٌ فى الآخرة.

إن كل مربٍّ فى طريق تربيته يجب أن يدرك أننا نعيش هدى النبي صلى الله عليه وسلم لا زمانه، وهذا ما يسمى بفقه الموازنات، الأمر الذى يجعلنا فى حاجة إلى أن نأخذ من تصرفات النبوة ما نسقطه على واقعنا المعاصر وبما يتناسب معه.

هذا إضافة إلى أن الفهمَ الصحيحَ لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على هُوِيّة الأمة الإسلامية من حيث اللغة والثقافة والحضارة والتاريخ.....، ويعمل على انتشار قيم الرسالة السماوية الخاتمة، ونبذ ما دون ذلك من أخلاق مذمومة، فمتى نربط أجيالنا بالفهم الصحيح لسيرة النبى صلى الله عليه وسلم؟.

إن من صور الإنسانية الرئيسة: فقهَ الشعور بالآخر:

وهذا يستدعى إعانةَ الضعيف والفقير والمظلوم والمحتاج، والسعي نحو الإصلاح بين المتخاصمين، والتأكيد على مفهوم الجسد الواحد.

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن تتسع دوائرُ الخير عند كل إنسان منا، وأن تتجاوز نفسه إلى أسرته إلى عائلته إلى مجتمعه إلى وطنه إلى الأمة، فيعم الخير الكلَّ.

ومن هنا نستطيع أن نفهم كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ....» [أخرجه الطبراني].. وهذه أعلى صفات الإيمان؛ لأنها تتمثل فى الرحمة للعالمين.

فقد ورد عن أبى ذر رَضِى اللَّهُ عَنهُ قال: سألت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ماذا ينجى العبد من النار؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((الإيمان بالله))، وهذا هو الأصل ... فقال يا نبى الله: مع الإيمان عمل؟ قال: ((أن تعطى مما أعطاك الله)) أى: أن تنفق، أن تعطى، أن تتصدق، أن تجود، أن تكون كريمًا .قلت يا نبى الله: فإن كان فقيرًا لا يجد ما ينفق أو ما يعطي؟ فقال: ((يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر))، قلت يا رسول الله: إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا أن ينهى عن المنكر؟ قال: ((فليعن الأخرق))، أى: ليعن ضعيفًا ـ قلت يا نبى الله: أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع؟ قال: ((فليعن مظلومًا))، قلت يا رسول الله: أرأيت إن كان ضعيفًا لا يستطيع أن يعين مظلومًا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((أما تريد أن تترك لصاحبك من خير؟)) أى: لا إعانة ضعيف، ولا نصرة مظلوم، ولا أمر بالمعروف، ولا نهى عن المنكر، ولا إنفاق، ولا شيء، فقال عليه الصلاة والسلام: «ليمسك أذاه عن الناس» ، قلت يا رسول الله: أرأيت إن فعل هذا أيدخل الجنة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((ما من مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة)).. [شعب الإيمان عن أبى ذر].

ومن هنا تعلمنا على يد مشايخنا أن كل عمل طيب ينقلك إلى عمل أطيب، وكل ترك منكر ينقلك إلى ترك منكر أكبر، وهكذا، الخيرات تتلاحق، والأعمال الصالحة تتعانق، إلى أن تنجو من عذاب النار .وما كان ذلك إلا بسبب رئيس ورصين وهو الإنسانية، التى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤسسنا عليها. فاللهم اجعلنا ممن يترجمون الإنسانية فى سائر تصرفاتنا.

ومن صور الإنسانية: (التعايش مع أصحاب الأديان الأخرى):

قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة :٨] وقال أيضًا: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة :٨٣]. فهذه الآيات مع غيرها تؤكد قيم الإنسانية فى رسالة النبى صلى الله عليه وسلم؛ وذلك من حيث التعايش السلمى مع الآخر، والمعاملة بالمعروف معهم؛ مما يؤكد نفى التعصب والنظرة الدونية للغير.

وانظر جيدًا إلى هذا التطبيق العملي فى عصر النبوة وقبوله للآخر، واستقباله لوفود نصارى نجران بتسامح وإنسانية رائعة، بل وأكرمهم (صلى الله عليه وسلم) بنفسه، وقال: (إنَّهم كانوا لأصحابنا مكرمين، فأحبُّ أنْ أكرمهم بنفسي) [دلائل النبوة، للبيهقي]. وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مترجِمًا حقيقيًّا لما جاء فى النص القرآنى.

وكذلك قَبِلَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) هديةً من المقوقس فى مصر، وهى السيدة مارية التى أنجبت إبراهيمَ ولده (صلى الله عليه وسلم)، ثمَّ وقف فقال: (استوصوا بالقـبـط خيرًا، فإنَّ لى فيهم نسبًا وصهرًا) [الطبقات الكبرى، لابن سعد].

الإنسانية... وثقافة الألفة والهداية:

 

إن من الإنسانية أن تتعاون مع غيرك لتجتث منه حظَّ النفس والشيطان وتتعاون معه لتأخذ بيده وتنقله من الضلالة إلى الهداية، وانظر إلى هذا النموذج الرائع حين تعاون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع وحشى قاتل عمه حمزة، وكيف أن رسول الله (صلى الله عليه سلم) صبر عليه بعفو وكظم غيظ وتسامح وعفو ورحمة؛ لينقله من الظلمات على النور – بالرغم من أنه قاتل عمه حمزة (رضى الله عنه) – ومع ذلك لم يمنعه ذلك من دعوته إلى طريق الخير، فما بالنا وهناك من يبتكر ابتكارًا فى إيذاء الآخر والبحث عن أسباب ووسائل الفرقة والخصام، فعن ابن عباس قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى وحشى بن حرب قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام فأرسل إليه: يا محمد كيف تدعونى وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى {يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان :٦٨ -٦٩]، وأنا صنعت ذلك فهل تجد لى من رخصة؟ فأنزل الله عز وجل: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان :٧٠] فقال وحشي: يا محمد هذا شرط شديد إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فلعلى لا أقدر على هذا، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء :٤٨] فقال وحشي: يا محمد هذا أرى بعد مشيئة فلا أدرى يغفر لى أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله عز وجل: {قل يَا عِبَادِى الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر :٥٣] قال وحشي: هذا نعم، وأسلم. [مجمع الزوائد، للهيثمى]

فهذه هى الإنسانية التى جعلت مقابلةَ الإساءة بالإحسان.

والإنسانية... طريق رصين لتحقيق الأمن والاستقرار والتعاون:

إننا إذا نظرنا بشيء من العمق فى كلام الله عز وجل، سنجد أن الله عز وجل قد وصف بقاعًا ثلاث فى القرآن الكريم بأنها أمان، أولًا: الجنة: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ)، ثانيًا: الحرم الشريف بمكة: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)، ثالثًا: مصر: (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)، والسؤال: كيف نستطيع أن نحقق الأمن والأمان وقيم الاستقرار؟

نعود إلى آيات الجنة فى قول الله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ). قال ربنا بعدها: (وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِمْ مِنْ غِل)، وكأن الله عز وجل يعطينا حيثيات تحقيق الأمان والأمن... وهى نزع بواعث الكراهية والغل والبغض والحقد، فعلينا إذا أردنا أن نعيش الأمن والاستقرار والهدوء أن نصفى أنفسنا من تلك البواعث، ومن ثم ننطلق إلى مرحلة البناء وعدم المعوِّقات لذلك البناء، علينا أن نصفى بواعث النفس من تلك الأخلاق المذمومة فتنعكس المحبة بيننا جميعًا، وعندها يحدث التعاون للبناء إن شاء الله.

أليست هذه من أولويات تحقيق الأمن والاستقرار التى ينبغى تأسيس الأجيال عليها، ومن ثم التعاون للبناء الذى نرجوه جميعًا، ومن ثم تقدمًا وتطورًا نواكب به الواقع المتغير فى عصرنا، ونجد مكانًا لنا بين الدول المتقدمة، لاسيما ونحن أمة الإسلام ( كل هذا يتحقق بالتسامح والإنسانية وإرساء القيم الإنسانية التى تنعكس على المجتمع بالرحمة والألفة والتعاون)، وهو ما أكد عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم..

((والإنسانية.. السبيل الرئيس فى النجاة من الحبس على القنطرة وتحقيق أهليتنا للجنة)):

إن الإنسانية فى أدق معانيها تؤسس لقِيَم الوُّدِّ والتواصل والتراحم والتسامح؛ ومن ثم تنعكس الرحمة علينا جميعًا، ونحقق مجتمعًا نقيًّا مترابطًا كما أراده الله عز وجل، ودعا إليه رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)).

لقد قال الله عز وجل عن الجنة: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الحجر :٤٦-٤٧]

وكلمة «نزعنا» كما علّمنا السادة العلماء تدل على أن تغلغل العمليات الحِقْدية فى النفوس يكون عميقًا، وفى المقابل ينبغى أن يكون خَلْعها أيضًا خَلْعًا من الجذور... وهذه هى قمة الإنسانية، والتى تتجلى فى التسامح.. بل هذا هو السبيل الرئيس والأصل الأصيل لنحقق أهليتنا للجنة....

ولنقرأ هذا البيان المنير الذى جاء على لسان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤكدًا على هذه المعانى الراقية والنبيلة التى تحق أهليتنا للجنة، فعن أبى سَعِيدٍ الْخُدْرِى (رضى الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ((صلى الله عليه وسلم)): (يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ [يقصد: الصراط] فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِى الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِى دُخُولَ الْجَنَّةِ فَوَ الَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِى الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِى الدُّنْيَا). [أخرجه البخاري].

والمعنى هنا أن المانع من دخول الجنة بعد مجاوزة الصراط هو ما تحمله الصدور والقلوب من كراهية وخصومة لبعضهم البعض، فلن يُؤْذَنَ لهم فى دخول الجنة إلا مع نقاء وصفاء العلاقة بينهم، وسلامة الصدور من الأحقاد وما يشبهها من أخلاق مذمومة.

فلابد من العناية بهذا القلب، والحرص على تطهيره من آفاته وأمراضه من كل حقد وحسد وغل ورياء وكبر... وسبيل ذلك ((الإنسانية التسامح))..

فما أطيب الهدى الصالح باتباع أخلاق النبى (صلى الله عليه وسلم) وترجمة تلك الأخلاق إلى واقع مجسد مشاهد، وصناعة الأجيال وفقها.