عقد إقليم وسط الصعيد الثقافى، اليوم الأحد، محاضرة تثقيفية لتوعوية الأسرة
والمجتمع بمناسبة المولد النبوي الشريف بعنوان "التسامح بين المسلمين
والمسحيين" حاضرها الدكتور خلف عمار رئيس لجنة الفتوي بأسيوط، في حضور رئيس
إقليم وسط الصعيد الثقافي وجميع العاملين بالإقليم ومديرى الإدارات.
وبدأ الدكتور خلف عمار حديثه عن الترابط
الأسري والنسيج الواحد الذي يتكون منه الوطن ويشمل كل سكان الوطن عرقيا، عقائديا
وسياسيا، وإنهم فى رباط إلى يوم القيامة، فبعد هذا التاريخ العريق من التآلف، الترابط
، الحب، القوة وحالة الوئام والسلام التى تفرضها المصالح العليا والسعى للتقدم
والسعادة والحفاظ على النسيج الوطني للأمة المصرية والتصدي لكل محاولات بث الفرقة
بين أبناء الوطن لن يستطيع أحد بث الفتنة بينهم.
وأكد على أنه يجب علينا أن نقوى ذلك من خلال
العمل على ترسيخ قيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك بين أبناء الوطن في
الداخل والخارج، موضحا أن الوحدة الوطنية ركيزة من ركائز هذا الوطن وأساس من أسس
تطوره وتقدمه ودليلا على تلاحم هذا الشعب مع قيادته.
كما أكد عمار على أن طبيعة المصريين السمحة تدعوا إلى السلام، التسامح
وحسن العشرة، المجاملة والذوق منذ استقر سكانها على ضفاف النيل، وبرعوا في الزراعة
والصناعة والحضارة موضحا حقيقة المواريث الاجتماعية والثقافة السائدة من قيم
وعادات وتقاليد يتناقلها المجتمع سالف عن سالف ويخضع فيها الفرد لقالب صلب هو
المجتمع، وسيادة القانون في الدولة المدنية، فلا تفرق الحكومة بين الناس في الدين
أو العرق أو اللون. أشار عمار أن جميع الأديان ﺗﺪﻋﻮ إلى التعايش الإيجابي بين
البشر جميعا في جو من الإخاء والتسامح.
وأشار إلى حرص الإسلم على التأكي على هذا
التسامح بين الأديان بجعله عنصرا جوهريا من عناصر العقيدة، فقد كان التسامح والعفو النبوي مع استطاعته صلى
الله عليه وسلم البطش والانتقام ممن أساء إليه، لكنه كان كما قال الله تعالى له
{فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ}.