توصلت دراسة إلى أن طفيليات الملاريا تتكيف لتعيش في موسم الجفاف.
وأوضحت الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد إلى تطور طفيل الملاريا الرئيسي ليبقى دون أن يلاحظه أحد في مجرى دم الإنسان، وفقا لبحث جديد نشر في مجلة "ناتشر" الطبية.
يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه الملاريا سببًا رئيسيًا للوفاة في إفريقيا، حيث تقتل مئات الآلاف من الأشخاص كل عام، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة.
وعلى الرغم من أن غالبية الحالات تحدث خلال موسم الأمطار بسبب كثرة البعوض الذي ينشر طفيل المتصورة المنجلية، فإن قدرة الطفيل على البقاء في المضيف البشري لفترات طويلة من الزمن تسمح له بجسر فترة الجفاف عندما يصبح البعوض نادرًا وفرصة الإرسال منخفضة للغاية.. مع ذلك، فإن كيفية بقاء الطفيل في المضيف البشري تحت هجوم مستمر من قبل الجهاز المناعي غير مفهوم جيدًا.
في الدراسة الجديدة، تابع الفريق بقيادة "سيلفيا بورتجا" الأستاذة في جامعة "هايدلبرج" في ألمانيا الأفراد في مالي على مدار مواسم الجفاف والممطر المتتالية ووجدوا أنه بحلول نهاية موسم الجفاف، كان للطفيليات نمط مميز من النسخ الجيني.. وارتبط هذا النمط بانخفاض التصاق خلايا الدم الحمراء المصابة بالأوعية الدموية، مما مكن الطحال من التخلص من خلايا الدم المصابة إلى مستويات منخفضة.
وقال الدكتور "ريكير" من جامعة إكستر: "كنا نعلم أن الطفيل يمكن أن يطيل العدوى عن طريق تغيير مظهره بشكل مستمر إلى جهاز المناعة".. أضاف : "أن ما تظهره هذه الدراسة هو أن الطفيل يتبنى أيضًا استراتيجية أخرى تسمح له بشكل فعال بالاختباء باستخدام الطحال لإبقاء أعداده أقل من الرادار المناعي".