الثلاثاء 2 يوليو 2024

دعوات لتفعيل دور الخبراء الأفارقة بمفاوضات سد النهضة.. وخبراء: مصر منفتحة وتسعى لحل الأزمة بطريقة ودية.. وعلى الأطراف الإفريقية إلزام إثيوبيا بنتائج التفاوض

تحقيقات2-11-2020 | 17:14

تتواصل مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، منذ أمس، ولمدة أسبوع، حيث أكد خبراء أهمية استمرار التفاوض للوصول إلى حل وتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، مطالبين بضرورة تفعيل دور الخبراء الأفارقة كوسيلة للوصول إلى مسودة اتفاق، وضرورة إلزام إثيوبيا بنتائج التفاوض، وفي الوقت نفسه أن تتخلى عن التعنت.


ولليوم الثاني، تستمر اجتماعات مفاوضات سد النهضة، بين مصر وإثيوبيا والسودان، حيث تعقد اليوم جلسة بحضور خبير فني وقانوني من كل دولة لبحث سُبل التفاوض خلال الفترة القادمة، ومناقشة كافة الأطروحات من الدول الثلاث، على أن يتم رفع نتيجة تلك الجلسات للوزراء غدا الثلاثاء.


فيما طرح السودان رؤيته التي تتلخص في التخلي عن الطريقة السابقة غير المنتجة في التفاوض وتغييرها بمناهج أخرى اكثر فعالية بمنح خبراء الاتحاد الافريقى دورا أكبر في تسهيل التوصل لتجسير الهوة بين الأطراف الثلاثة وتقريب وجهات النظر بينها، واقترح فريق التفاوض السوداني المضي بالتفاوض للأمام وفق جدول زمني محدد وقائمة واضحة بالمخرجات التى سترفع لمفوضية مجلس الاتحاد الافريقي.


تفعيل دور الخبراء الأفارقة:


ومن جانبه، قال الدكتور باسم رزق، الأستاذ بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، إن غياب إثيوبيا عن اجتماعات واشنطن لوضع اللمسات النهائية لاتفاق ملء وتشغيل سد النهضة غير مبرر، مضيفا إنه لم يتضح أسباب الموقف الإثيوبي هل هو لإطالة أمد المفاوضات أم بسبب ضغوط داخلية.

 

وأكد رزق، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التحرك المصري سيتضح بعد نهاية الاجتماعات الجارية في واشنطن بمشاركة وزيري الخارجية والري اليوم وغدا، مضيفا إن وزارة الخزانة الأمريكية الراعية للاجتماعات ستتحرك وربما تلزم إثيوبيا بجدول زمني، وخاصة أن الاتفاق النهائي تم بلورته على ضوء مخرجات الاجتماعات الماضية.

 

وأشار إلى أن الجانب الإثيوبي يرتكب خطأ ربما يكلفه الكثير، ومصر مستمرة في التفاوض وفقا للإطار الذي تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات السابقة، مع توضيح الموقف الإثيوبي بشكل واضح من الاتفاق وما آلت إليه المفاوضات وربما يتم تحديد مهلة زمنية لعقد اجتماع آخر.

 

وأضاف إن الجانب الإثيوبي ينتهج سياسة المماطلة طوال مسار المفاوضات، لكن هذه المرة هناك طرفا دوليا يرعى المفاوضات وسيكون له موقفا صريحا، مشيرا إلى أن الرد المصري واضح وهو التمسك بمسار التفاوض لآخر نفس مع إعطاء فرصة للطرف الدولي، وننتظر في هذا الصدد الرد الأمريكي والذي سيتضح خلال البيان الختامي بعد إنهاء الاجتماعات اليوم وغدا.

 

وأوضح أنه بناءا على هذه المخرجات سيتم تحديد مسار التحرك المصري في الفترة المقبلة وفقا لما حدده القانون الدولي، مشيرا إلى أن إثيوبيا لا تمتلك رفاهية وضع الطرف الأمريكي في وضع محرج، وربما تغيبها عن هذا الاجتماع هو لإطالة الأمد أو كسب المزيد من الوقت لترتيب الوضع الداخلي حول الاتفاقية أو ما يتم التوصل إليه.

 

حل الأزمة بطريقة ودية:


ومن جانبه، قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن المفاوضات الحالية بشأن سد النهضة بين وزراء ري كل من مصر والسودان وإثيوبيا، والمستمرة على مدار أسبوع، هى فرصة إضافية لحل المشكلة بطريقة ودية مع المحافظة على العلاقات الطيبة بين الثلاث دول.

 

وأوضح بيومي، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن مصر تدرك جيدا سبل التحرك لحل هذه الأزمة، ولديها سيناريوها للتعامل مع الملف بما يحفظ حقوقها المائية، دون الإضرار بها مع ضمان حقوق كل الأطراف، مضيفا أن إثيوبيا تريد أن تحول الموضوع إلى أزمة سياسية.

 

وأضاف بيومي أن مصر لديها كل الأسباب لحل المشكلة في ظل تعنت الجانب الأثيوبي، موضحا أن هذه الاجتماعات التي انطلقت 27 أكتوبر بين وزراء ري الدول الثلاثة، جاءت بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن أزمة سد النهضة، والتي ساهمت في تحريك المياه الراكدة وجعل الاتحاد الافريقي يتدخل لحل المشكلة.

 

وأكد أن مصر منفتحة وتسعى لحل أزمة سد النهضة بطريقة ودية، وكذلك السودان الذي طالب بتفعيل دور الخبراء الأفارقة في المفاوضات لإيجاد حل وسط بين الدول الثلاث، مضيفا أن تفعيل دور الخبراء في المفاوضات مهم لدراسة النواحي الفنية، وخاصة أن الشكوك التي تدور حول السد واحتمالية تعرضه للانهيار، وكذلك معرفة آلية توليد إثيوبيا للكهرباء.