يمر الاقتصاد الكندي بفترة كبيرة من عدم اليقين مع انتشار جائجة (كوفيد- ١٩)، وتواجد حكومة أقلية في أوتاوا، فضلا عن قطاع طاقة منهار، وتضع الانتخابات الأمريكية المزيد من الضغوط على الوضع العام في كندا.
ومن المرجح أن يجد الكنديون الذين يحاولون اتخاذ قرارات اقتصادية أو استثمارية أو حتى سياسات حكومية أن عدم معرفة النتيجة النهائية له تأثير مشابه لتأثير الشلل الكامل، خاصة أنه بالنسبة لكندا، تعتبر الانتخابات الأمريكية دائما فترة تقلب.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن، ورغم ذلك ونتيجة الانتخابات السابقة وتقدم وزيرة الخارجية الأسبق هيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي قبل فوز المرشح الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترامب، يضيف العديد من الشكوك حول من قد يصل في النهاية إلى البيت الأبيض.
وفي حين أن هناك أدلة على أن معظم الكنديين لا يدعمون ترامب؛ بما في ذلك انتقاده لكندا في قضايا تتعلق بالتجارة الثنائية، فقد يختلف آخرون حول ما إذا كان الوقود الأحفوري منخفض الضرائب وإعطاء الأولوية للاقتصاد على السياسات المتعلقة بجائحة (كوفيد-19) هي أفضل طريق إلى النجاح الاقتصادي.
وقال دون بليت، زعيم حزب المحافظين في مجلس الشيوخ الكندي، الأسبوع الماضي: "يتقاتل حزبان من أجل أغلبية في مجلس الشيوخ [الأمريكي] في الوقت الحالي". وأضاف "يمكننا جميعا أن نأمل أن يفوز الجانب الأيمن بذلك، وسنرسل جميعا إلى الرئيس ترامب تهانينا عندما يفعلون ذلك."
وما هو محل خلاف بسيط هو أنه بغض النظر عمن يدير الحكومة جنوب الحدود الكندية، بصفتها أكبر شريك تجاري لكندا، فإن نجاح الاقتصاد الأمريكي له أهمية حاسمة بالنسبة لكندا.
وقال محافظ بنك كندا تيف ماكليم - في تقرير السياسة النقدية الصادر يوم الأربعاء الماضي - إن "انتعاش الصادرات سيعتمد على تعافي النشاط في الولايات المتحدة". وأضاف "كما انتعشت الولايات المتحدة بقوة، لكننا نتوقع أن يكون التعافي الأمريكي أبطأ بشكل كبير من هنا."
والسؤال هو ما هي استراتيجيات الحزب التي ستؤدي إلى النجاح؟ من غير المرجح أن يكون الحزبان منفتحين للغاية، ولكن من بعض النواحي، قد يُنظر إلى الفرق بين بايدن وترامب على أنه تباين بين البحث عن حلول طويلة الأجل أو قصيرة الأجل.
وفيما يتعلق بملف الطاقة، من المحتمل أن تكون رئاسة بايدن غير جذابة للمناطق الكندية المنتجة للنفط والغاز.
وبتشجيع من البعض في كندا، تنصل ترامب من الأهداف المناخية المتفق عليها في باريس في عام 2015، ويرفض تسعير الكربون. لكنه ربما كان يقوم بمجرد تأخير الحساب النهائي لمنتجي الطاقة في أمريكا الشمالية، بينما يعيق القدرة التنافسية للصناعات الصديقة للبيئة التي تزداد ربحا ورواجا.
وفي حين أن الفحم والنفط قد يعانيان من تغيير الإدارة في الولايات المتحدة، يرى العديد من المحللين أرباحا مستقبلية للمعادن الكندية الأخرى؛ بما في ذلك النحاس والألمنيوم والنيكل.
وبالنسبة للقطاع النفطي الذي يسجل تراجعا مؤلما طويلا على الرغم من دعم ترامب، قد تكون رئاسة بايدن أكثر إيلاما. وقد تكون استجابة الولايات المتحدة لجائحة (كوفيد-19) مثالا على الفوائد طويلة الأجل مقابل الفوائد قصيرة الأجل لنهج المرشحين وأثرها على كندا.
وبالنسبة للكنديين الذين حبسوا أنفاسهم انتظارا للنتيجة النهائية لانتخابات، يوم الثلاثاء - بغض النظر عن الوقت الذي تستغرقه هذه النتائج للوصول - فإن وجود رئيس في المكتب البيضاوي سيعيد تنشيط الخطط الاقتصادية والتجارية التي تعتمد على سياسة الولايات المتحدة.