السبت 15 يونيو 2024

بذكرى ميلاده.. حسن كامي «العاشق النبيل»

فن2-11-2020 | 23:03

تحل اليوم، ذكرى ميلاد الفنان الراحل حسن كامي، والذي ولد لأسرة ارستقراطية، وتخرج من مدارس الجزويت حتى إلتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة وتخرج منها، وتأثر بحبه الشديد للفن والموسيقى فدرس في معهد الكونسرفتوار بالإضافة إلى الدراسات العليا في الموسيقى من إيطاليا.


بدأ " كامي" حياته العملية سريعا، فعمل بدار أوبرا القاهرة عام 1963، وشغل منصب مدير عام الأوبرا، و كان "كامي" موسيقيا عالميا بارعا، فغنى على أبرز مسارح دول العالم، وقام بأداء دور البطولة في" أوبرا عايدة " عام 1974 على مسرح الأوبرا في الاتحاد السوفيتي، ليكون بذلك أول مصري يقوم ببطولة أوبرا عايدة، وشارك في العديد من حفلات الأوبرا بلغت حوالي 270 حفلة.


أحبّ "كامي" مجال السياحة والطيران فعمل به في مختلف الدول، وشغل منصب وكيل عام الخطوط الجوية الأمريكية والخطوط التايلاندية ومدير وممثل الخطوط الجوية التونسية.


حصل على العديد من الجوائز في مجال الغناء الأوبرالي فحصد الجائزة الثالثة العالمية في مجال الغناء من إيطاليا 1969، والجائزة الرابعة العالمية 1973، الجائزة السادسة من اليابان 1976، شهادة التقدير من السياحة والطيران المدني 1976، الميدالية الذهبية، الجائزة الأولى في مهرجان موسيقى الألعاب الأولمبية بسول بكوريا الجنوبية 1988.



اكتشفه "محمد نوح" كفنان مسرحي، واشتهر بأدوار ابن الباشا أو الباشا صاحب الأملاك والأراضي، وكانت بدايته في مسرحية "انقلاب" وتلتها عدة مسرحيات منها "دلع الهوانم"، و"لا مؤاخذة يا منعم"، ثم اتجه للشاشة الكبيرة فعمل في الدراما التليفزيونية والسينما.


عاش "كامي" رائعة من روائع قصص الحب التي حملت وفاءً وأحزانًا وآلامًا مثل الأفلام والروايات القديمة، فأحب فتاة تعتنق الديانة المسيحية ورغب في الزواج منها بالرغم من إسلامه، ورفض أهلها فكرة الزواج حتى ألح عليهم والحت حبيبته على أهلها وتزوجا وكانت حياتهما أشبه بالنعيم، حتى فقد ابنه الوحيد وهو في الـ18 من عمره أثر حادث سيارة، ليعيشا مأساة فقد ابنهم الوحيد وكانت أكبر صدمة فى حياتهم.


وظل "كامي" لسنوات يزور قبر ابنه المتوفي " شريف "، يوم الجمعة من كل أسبوع ويتحدث معه ليفرغ ما بداخله من حزن على فراقه وينثر الورود حول القبر ويعود بعد ساعات لزوجته، حتى مر العمر وتوفيت عام 2012 فاصيب بصدمة فراق زوجته وابنه، وعاش الزوج العاشق المخلص على ذكراهما.



وتحدث " كامي" عن رحيل زوجته، حيث اعتاد منذ رحيلها على كتابة رسائل لها عبر حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، وظل هكذا على مدار عامين، وكانت كتاباته أحيانًا تحمل محبة وأحيانًا آخرى تعبر عن الفراق،  ولكن مع كل رسالة كان يحرص على وضع صورة مختلفة لها، ومن أبرز ما كتب لها "نجوى لقد كنت أجدك بجواري لـ40 سنة فشكرًا لله على وجودك وسوف التقي بك عند الله"، "نجوى المسافر، أنها المسافر المتكرر.. رحمك الله"، "هتعيشعي في أفكاري وروحي حتى آخر نفس".


تحدث كامي عن السبع سنوات الأخيرة التي قضاها بعد رحيل زوجته، وأكد أنها كانت مليئة بالوحدة المؤلمة والحزن ولم يسانده فيها إلا الله.


في كل صباح بعد رحيل نجوى زوجته ، كان "كامي" يتمنى لو باستطاعته إرسال ولو رسالة واحدة لزوجته ويظل يفكر بها بالليل والنهار ويبكي على فراقها ولكن كان دائمًا يشعر أنها داخل قلبه وستظل هكذا.


مثلما فعل  "كامي" مع شريف ابنه، فعل مع زوجته وكان يحرص كل جمعة على زيارة قبرهما والحديث معهما ونثر الورود حيث يرقدون وطلب الدعاء له من المتواجدين في المقابر حينما يأتي موعده ليكون بجوار أحبائه، إلا أن ذلك لم يتحقق إلا بعد 6 سنوات من الألم والحزن.


وبعد وفاة العاشق النبيل الراقي، نجحت وزارة الثقافة فى ضم وحيازة مجموعة المطبوعات والمخطوطات النادرة التى كانت باالمكتبة، وذلك بعد مفاوضات مع المالك الجديد، ليرحل تاركاً فناً وثقافة وقصة حب سيظل عبيرها لأجيال.