الجمعة 28 يونيو 2024

د. شريف المناديلى رئيس مجلس قسم الرى والهيدروليكا: لدينا خبرات مُتميزة.. ونقدم خدمات تعليمية للطلاب العرب والأفارقة

26-4-2017 | 12:30

حوار: أشرف التعلبى

عندما تأسست المهندسخانة كانت من أجمل مشروعات المساحة والرى والعمارة.. لذلك يقول الدكتور محمد شريف المناديلى، رئيس مجلس قسم الرى والهيدروليكا بهندسة القاهرة، إن «علم هندسة الرى من أقدم العلوم الهندسية، التى درست فى مصر منذ ما يزيد على قرن ونصف من الزمان، حيث افتتحت أول مدرسة لهندسة الرى بالقناطر الخيرية عام ١٨٥٨ مستقلة عن المهندسخانة.. وقد بدأ فى تشيد معمل الهيدروليكا القديم فى عام ١٩٣٢»، مضيفا: أنشئ القسم المدنى عام ١٩٢٦ ليصبح الرى أحد فروع القسم المدنى الستة فى ذلك الوقت «الرى والبلديات والكبارى والموانئ والمساحة والسكك الحديدية» حتى انفصل قسم الرى وأصبح قسما مستقلا منذ عام ١٩٤٨.

 

وأضاف «المناديلي» فى حوار مع «المصور» يقوم أعضاء هيئة التدريس بالقسم بتدريس علوم الرسم المدني، وميكانيكا المواقع، والهندسة الهيدروليكية، وهندسة الرى والصرف، وتصميم منشآت الرى، والموانئ والشواطئ والملاحة الداخلية، وإدارة الموارد المائية، والهيدرولوجيا وهندسة البيئة.. ويساهم أعضاء القسم فى العديد من الدراسات القومية والإقليمية، وذلك فى مجالات المياه الجوفية والحماية من أخطار السيول، بالإضافة إلى المشاكل والدراسات المرتبطة بنهر النيل ومشروعات تنمية جنوب الوادى (توشكي) ونظم الرى والصرف وحماية الشواطئ المصرية والدراسات الهيدروليكية المختلفة، وكذلك دراسات شبكات مياه الشرب والصرف الصحى ومحطات الرفع.

وبدأ التعليم الحديث فى مصر بمدرسة «المهندس خانة»، التى أنشأها محمد على بالقلعة عام ١٨١٦ لتدريب وإعداد المتخصصين فى المساحة، ثم أنشئت مدرسة «المهندس خانة» ببولاق عام ١٨٣٤ لتخريج المتخصصين الفنيين للعمل فى المشروعات المدنية والعسكرية على السواء، وظلت تؤدى رسالتها، حتى أغلقت فى مطلع عهد محمد سعيد باشا (عام ١٨٥٤) مع غيرها من المدارس، ثم أعيدت دراسة الهندسة عام ١٨٥٨ فى مدرستين منفصلتين، إحداهما لهندسة الرى بالقناطر الخيرية، والأخرى للعمارة بالقلعة، ثم أغلقتا مرة أخرى عام ١٨٦١.

وفى سنة ١٨٦٦ افتتحت مدرسة شاملة للرى والعمارة، وكان مقرها سراى الزعفران بالعباسية، ثم نقلت إلى درب الجماميز فى سنة ١٨٦٧، وفى أكتوبر ١٩٠٢ انتقلت إلى مقر مؤقت بمدرسة الزراعة القديمة بالجيزة، وفى أكتوبر سنة ١٩٠٥ انتقلت المدرسة إلى مبناها الحالي، لكن فى سنة ١٩٠٨ قسمت الكلية مرة أخرى إلى قسمين للرى والعمارة، وفى سنة ١٩١٦ قسمت المدرسة إلى خمسة أقسام منها: الرى والعمارة والبلديات والميكانيكا والكهرباء. وفى سنة ١٩٣٥ تم ضم مدرسة «المهندس خانة» إلى الجامعة المصرية، وبهذا تحول اسمها إلى كلية الهندسة حتى الآن.

وأوضح رئيس مجلس قسم الرى والهيدروليكا بهندسة القاهرة أن معمل الرى والهيدروليكا يؤدى خدمات مهمة فى مجالات متعددة تشمل، خدمات تعليمية: من تجارب لشرح الظواهر الطبيعية والتطبيقات العملية الخاصة بمواد ميكانيكا المواقع، وهيدروليكا، ونظم الرى والصرف، وهندسة الموانئ.. بالإضافة إلى خدمات بحثية: تشمل دراسات السريان السطحي، وحركة المياه الجوفية، وحركة المواد الرسوبية، وشبكات المواسير التى تعمل تحت ضغوط أو ذات السريان الحر للمنشآت الهيدروليكية، واختبارات النماذج الفيزيائية. وثالثًا خدمات تنموية: لقطاع الإنتاج وتنفيذ المشروعات، حيث يقوم بإجراء اختبارات التحميل الهيدروليكى للمواسير والمحابس والكيعان وكل الوصلات، وكذا اختبارات الضخ وخصائص طلمبات الرفع، وتجارب السريان غير المستقر بالقنوات المفتوحة والمواسير وقياسات الملوحة والمعاملات، التى تحدد علاقات المياه والتربة والنبات.

وعن التخصصات العلمية بالقسم، قال الدكتور محمد شريف المناديلي، الرى والصرف وتصميمات الرى، وميكانيكا الموائع والهيدروليكا، وهندسة الموارد المائية، وهندسة الموانى والملاحة الداخلية، والرسم المدني، والهيدرولوجى والمياه الجوفية، والهندسة البيئية.

وأوضح «المناديلي» فى ذات السياق، أن قسم الرى والهيدروليكا يضم نخبة من الباحثين ذوى الخبرة المتميزة فى مجالات إدارة الموارد المائية، وتصميم منشآت التحكم المائية الكبرى، وتصميم المنشآت البحرية وشبكات الرى والصرف الزراعى والصحى وشبكات توزيع مياه الشرب، وأعمال الحماية من السيول، وتطبيقات الهيدرولوجيا السطحية والجوفية والرسوبيات.. كما يضم القسم خبرات مميزة فيما يخص الإدارة البيئية للنظم الحيوية وتقييم الآثار البيئية للمشروعات المائية، وتكنولوجيا المعلومات الهيدرولوجية، والنظم الإحصائية، ونظم الاستشعار عن بعد لحل المشكلات وتقييم المخاطر الهيدرولوجية، وكذلك أحدث وسائل النمذجة العددية.. كما يسهم القسم بفعالية فى الدراسات الخاصة بالتغيرات المناخية وتأثيراتها على الموارد المائية.

لافتًا إلى أن عدد الطلبة المُسجلين لدرجتى الماجستير والدكتوراه بالقسم ١٠٤ طلاب قاموا بالتسجيل لدرجة الماجستير، و٢٣ طالبا لدرجة الدكتوراه.

كما أن عدد الوافدين: ٢ ماجستير من اليمن، و٨ دكتوراه: منهم ٢ من سوريا، و٢ من العراق، و٢ من فلسطين، و٢ من أثيوبيا والكونجو.. وهناك فى دبلوم الموارد المائية المشتركة: ٢ من إريتريا، و١ من جنوب السودان و١ من كينيا و١ من الكونغو.

وعن دور القسم فى المشروعات القومية، أضاف «المناديلي» نستطيع أن نقول إنه لا يوحد مشروع قومى واحد، إلا وشارك فيه أبناء القسم، حتى «سد النهضة» الأثيوبى كان هناك أستاذ بالقسم مشارك فى الدراسات منذ سنوات، وفى اللجنة الثلاثية الحالية هناك أستاذ أيضا من القسم مشارك بها، وأيضا شارك مجموعة من أساتذة القسم فى دراسات توشكى، الخاصة بحماية القنوات المائية من حركة الكثبان الرملية.. وبالتالى كان للقسم دور ودراسات خاصة بحماية هذه القنوات، وأيضًا بالنسبة لمشروع ترعة السلام، كان هناك دراسات على المشروع وأفرع ترعة السلام، وأيضًا بالنسبة لخزانات المياه الجوفية الموجودة فى غرب الدلتا أو الصحراء الشرقية، ونحن أيضًا مشاركون فيه، وهناك مشروع كبير ممول من مرفق البيئة العالمية، عن إمكانات المياه الجوفية، وأيضا بالنسبة لحماية الشواطئ هناك أستاذ دكتور مشارك باللجنة العليا لحماية الشواطئ، وهناك أيضًا عدد من الأساتذة بالقسم مشاركون فى مشروع المليون ونصف مليون فدان، للقيام بدراسات خاصة بالمياه الجوفية، لأنها أساس المشروع، وبالتالى أساتذة القسم مشاركون فى كل المشروعات القومية، سواء كان بشكل أكاديمى أو بشكل فردي.

وعن نسبة إقبال الفتيات على قسم الري، أوضح «المناديلى» من الملاحظ أن ما يتم تعيينهم فتيات، وهذا العام تم تعيين ٤ معيدين منهم معيدتان، كما أن عدد الطالبات لا يقل عن ٣٥٪ من إجمالى طلاب القسم، والأعداد فى تزايد سنويا.

مشيرًا إلى أن هناك برامج الساعات المعتمدة، وهناك برنامج متخصص فى هندسة المياه، تقريبا به ٢١ طالبا كل سنه، وعدد طلاب الساعات المعتمدة هم نسبة من الطلاب، الذين يتم قبولهم بالكلية.

استطرد قائلا: المهندس المدنى يعرف كل شىء فى الرى والسكة الحديد، والموانئ والكبارى والخرسانة، حيث إن كلية الهندسة بجامعة القاهرة منذ إنشائها وهى بهذا الشكل، وهذه ميزة هندسة جامعة القاهرة أن خريج الهندسة متخصص فى كل شيء، ويستطيع أن يعمل فى أى تخصص تابع للمدنى، حيث إن الدرجة العلمية للقسم هى درجة البكالوريوس فى الهندسة المدنية بالاشتراك مع قسمى الإنشاءات والأشغال العامة، ويسجل فى نقابة المهندسين مهندس مدنى.

مضيفًا: إن هناك تعاونا كبيرا بين القسم وبين وزارة الموارد المائية والري، وبرنامج الساعات المعتمدة الوزارة تقدمه منحا، كما أن الوزارة تستعين بخبرات وكوادر القسم، فى سد النهضة وحماية الشواطئ والمياه الجوفية وغيرها، والباحثون فى الدراسات العليا معظمهم من الوزارة والمعاهد التابعة لها.