حوار : إيمان رسلان
لم يكن هناك قسم لعلمى رياضة فى المدارس الثانوية بنات فى الإسكندرية فحصلت على الثانوية - بنظام المنازل - حتى أستطيع الالتحاق بكلية الهندسة وكنت الطالبة الوحيدة بهندسة الإسكندرية ويقسم عمارة كان ذلك ف ى الخمسينيات وبعد البعثة والعودة ظللت الوحيدة أيضًا كأستاذة بالعمارة حتى بعد انتقالى إلى جامعة القاهرة هذه كانت ذكريات د. ذكية محمد شافعى أول من عملت بالهندسة كأستاذة جامعية وثانى مصرية تحصل على الدكتوراه بعد أن زاملت د. أمينة الحفنى قليلا فى لندن، حيث كانت تسبقها بأعوام.
إنها حكاية وأسرار المرأة المصرية، حينما اقتحمت قسم الرياضيات أولًا بالثانوى لأن الفتيات لم يكن يدرسن بهذا القسم المؤهل للهندسة.
ثم التحاقها بالهندسة لتكمل مسيرة الأب العميد الأول لهندسة الإسكندرية، د. محمد شافعى، وتكون أيضًا أول رئيسة قسم للهندسة وأهم مكتب للعمارة الطينية، وتحكى عن مسيرة التطور العلمى وعن البناء العشوائى وعن وعد..
ما حكايتك مع الهندسة؟
د. ذكية شافعى منذ أن انتقلت الأسرة إلى الإسكندرية ليشغل والدى منصب أستاذ للهندسة المعمارية فى جامعة “فاروق”، التى أصبحت الإسكندرية بعد ذلك وعمرى ١٢ عامًا قررت بعد الحصول على الابتدائية أن أكون مهندسة ولم أحلم بشيء آخر فقد كان الوالد هو المثل الأعلى لى، ولكن قابلتنا أزمة حقيقية وهى أن المدارس الثانوية بالإسكندرية فى ذلك الوقت لم يكن بها قسم علمى - رياضة - وهو المؤهل للالتحاق بالهندسة وكانت الثانوية أيامها مقسمة إلى أدبى وعلمى إلى قسمين علوم ورياضة، ونظرًا لعدم وجود مدارس بنات رياضة كانت البنات كلها تلتحق بقسم العلوم ويلتحقن بالطب والصيدلة، التى فتحت أبوابها أمام المرأة، وأمام إصرارى وتفوقى ودعم والدى تم التقديم لى نظام - منازل - لعلمى رياضة وأحضر لى الوالد المدرسين الخصوصيين فى المنزل وبالفعل حصلت على الثانوية بتفوق والتحقت بهندسة الإسكندرية قسم عمارة، وللحقيقة لم أشعر باغتراب فى الكلية أو القسم لأنى البنت الوحيدة، فالدفعة كانت صغيرة ولم يتجاوز عددها أكثر من عشرين وكنا جميعًا أخوة لأنى البنت الوحيدة فالدفعة كانت صغيرة ولم يتجاوز عددها أكثر من عشرين، وكنا جميعًا أخوة لأن التخصص فى ذلك الوقت كان يبدأ من سنة الإعدادى بالكلية وبعد أن انتهيت من الدراسة بتقدير امتياز كان القانون يلزم المهندسين بالتكليف على مستوى القطر المصرى كله أى على مستوى الجمهورية ولما كنا اثنتين فقط من المهندسات خريجى الجامعة أنا والزميلة إنجيل من القاهرة، تم تكليفنا بالعمل فى القاهرة لأننى كنت قد تزوجت حديثًا من طبيب وانتقلت إلى القاهرة ،وتم تعيينا بالفعل فى وزارة شئون البلدية - قسم الجامعة.
وكيف حصلت على البعثة إذن؟
د. ذكية قسم الجامعة يعنى أننا ضمن كادر الجامعة وحصلت على بعثة لإنجلترا وسافرت إليها وهناك قابلت لفترة قصيرة للغاية مع أمينة الحفنى أول طالبة تحصل على بكالوريوس الهندسة ثم ذهبت للحصول على الدكتوراه، ولكن علاقتنا كانت قليلة، نظرًا لأنها غادرت إنجلترا بعد حصولها على الدرجة العلمية وكنت أنا مازلت فى أول الطريق ثم عدت إلى مصر بعد البعثة والتحقت بالعمل فى المكتب العربى ثم انتقلت إلى كلية الهندسة وبذلك فتحنا الباب واسعًا لأجيال جديدة من المرأة، لكى تلتحق بكلية الهندسة حيث إنها كانت تخصص حكرًا على الرجال.
الإسكندرية مدينتك اشتهرت بالعمارة الكلاسيكية الجميلة والآن تنشر بها العشوائية كيف تفسرين ذلك.
د. ذكية ليست الإسكندرية فقط بل مصر كلها لأن العشوائية لا تأتى فى العمارة والتخطيط، وإنما تأتى من وجود طلب على البناء وفق إمكانات محددة رخيصة وهنا تنشأ العشوائيات، فالقضية ليست فى غياب التخطيط فهو موجود ولكن لأن الاحتياجات والطلب على السكن أكثر مما هو متاح وفقًا لإمكانيات الشعب، لأن الفرد يريد أن يسكن ولأنه فقير يبحث عما يناسب دخله وخير تجسيد لهذه الأزمة بجانب العشوائيات هى البناء على الأرض الزراعية.
وفى مجال الإسكان والتخطيط والعمارة ينطبق عليها المثل الشهير “اطبخى يا جارية كلف يا سيدي” فالبناء يحتاج إلى توفير التمويل والأموال.
وعن أثر التكنولوجيا والتطور العلمى فى الهندسة؟
د. ذكية بالتأكيد التكنولوجيا أحدثت فارقا كبيرا فى العمل الهندسى، ولكن فى تخصص العمارة تحديدًا التغيير ليس كبيرًا وبنفس السرعة، التى تشهدها التخصصات الأخرى.
ولكن فى مجال تخصص وهو العمارة الطبية حدث تقدم كبير ينتجه التطور العلمى فتخطيط ورسم وبناء المستشفيات الآن تغير تمامًا عن الماضى نتيجة تغير شكل الأجهزة وإبعادها وغرف العمليات والأدوات وغيرها وكل ذلك ينعكس أيضًا على التخطيط والعمارة لبناء المستشفيات الحديثة لأن المبانى العلاجية الآن تختلف عن التخطيط والعمارة لبناء المستشفيات الحديثة لأن المبانى العلاجية الآن تختلف كثيرًا عن الماضي.
ورغم ذلك ما زالت حتى الآن فى مكتب استخدم الورقة والقلم فى التخطيط والرسم الكروكى الأولى ثم بعد ذلك ننقل تنفيذ العمل إلى الكمبيوتر.