شدد برلمانيون، على صعوبة الانتخابات الأمريكية الحالية في
ظل المنافسة القوية بين بايدن وترامب، لافتين إلى أن عملية التصويت الحالية ليست
الحاسمة ولكن المجمع الانتخابي يفجر مفاجآت دائمة بعد تصويتهم، وآخرها ما حدث في
عام 2016 عندما خسرت هيلاري أمام ترامب رغم المؤشرات الأولية واستطلاعات الرأي
التي جعلتها في المقدمة.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها، اليوم، أمام الناخبين
الأمريكيين في 11 ولايات هي فيرجينا ونيويورك ونيوجيرسي ومين وكنتاكي وكونيتيكت وإنديانا
ونيوهامبشاير، وفيرجينيا الغربية وأوهايو وكارولينا الشمالية للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات
الأمريكية ذكرت ذلك شبكة (إيه بي سي نيوز) الأمريكية.
وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، سباق الانتخابات
الرئاسية 2020 بين الرئيس دونالد ترامب الذي يسعى للفوز بولاية ثانية، وبين منافسه
الديمقراطي جو بايدن الذي اشتهر بعمله كنائب لرئيس البلاد السابق، باراك أوباما، لمدة
ثماني سنوات.
وحتى الآن شارك أكثر من 90 مليون أمريكي في التصويت الإلكتروني
عبر البريد للتسهيل على من لا يستطيعون الذهاب إلى اللجان الانتخابية بسبب الإجراءات
الاحترازية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المستجد.
قلب الموازين
وقال النائب أحمد إمبابى، وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان،
إن تراجع ترامب حاليا في استطلاعات الرأي ليس مؤشرا لأي شئ حتي إعلان النتيجة، فحتى
لو فاز الرئيس بولاية فلوريدا، سيظل غير قادرا على إعلان الفوز في نهاية يوم التصويت،
نظرا للعدد الهائل من الولايات المتأرجحة التي من غير المرجح أن تعلن نتائجها نهاية
ذلك اليوم، ما لم تكن استطلاعات الرأي خاطئة بالطبع.
وأكد البرلماني لـ" الهلال اليوم"، أنه قد أثبت التاريخ
ما يحدث الآن، بما في ذلك الانتخابات الأمريكية ففي عام 2016، جاءت استطلاعات الرأي
خاطئة في كل توقعاتها وخسرت هيلاري كلينتون أمام الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وشدد إمبابي، على أن معاناة أمريكا عام 2020 من شلل بالفعل بسبب
جائحة فيروس كورونا، فضلا عن أنها تشهد انقساما بسبب حركة "حياة السود مهمة"،
والآن يتعين على الأمريكيين انتظار رئيسهم القادم.
وأضاف أنه قبل عشرين عاما، في ليلة الانتخابات، وعلى الرغم من
أن العديد من استطلاعات الرأي كانت متقاربة جدا من نتيجة الانتخابات، أعلنت العديد
من الشبكات التلفزيونية فوز آل جور بولاية فلوريدا الرئيسية، قبل أن ينتقل الفوز لاحقا إلى بوش، واعترف
آل جور بالهزيمة، وأصبح واضحا أن السباق في فلوريدا كان متقاربا للغاية، ثم تراجع آل
جور بعد ذلك عن إعلانه الهزيمة، وبعد ذلك علم الأمريكيون أن آل جور فاز في التصويت
الشعبي على المستوى الوطني، لكن بوش فاز في تصويت المجمع الانتخابي وبالتالي فاز برئاسة
البلاد.
وأشار النائب البرلماني إلى أن الأهم من كل ذلك، أن الديمقراطية
الأمريكية ذاتها تواجه مخاطر جدية غير مسبوقة، وأولها تهرب ترامب من الإقرار بتسليم
السلطة في حال خسارته، وكذلك تصريحه بأنه لن يخسر الانتخابات إلا في حالة وقوع تزوير
واسع النطاق.
صعوبة المنافسة وحسم الانتخابات
وقال اللواء أحمد الشعراوي، عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب،
أن أحد السيناريوهات المتوقعة في الانتخابات الأمريكية التي يخوضها كلا من الرئيس الحالي
دونالد ترامب أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، أن يكون الفارق بينهما ضئيل في الأصوات،
الأمر الذي يشكل أزمة دستورية وشرعية، غير أن صعود ترامب لم يكن ظاهرة عابرة، ولهذا
فإن احتمال خسارته قد لا تؤدي بالضرورة إلى اندثار منظومته، بل ستبقى وتتمدد.
وأوضح عضو مجلس النواب لـ«الهلال اليوم»، أن الاستطلاعات الرأي
جاءت بمؤشرات جيدة للشعبية التي يتمتع بها المرشح جو بايدن على مستوى البلاد بشكل عام،
ولكنها ليست بالضرورة طريقة سليمة للتنبؤ بنتيجة الانتخابات.
وذكر النائب البرلماني، أن انتخابات عام 2016 على سبيل المثال،
كانت هيلاري كلينتون متقدمة في استطلاعات الرأي وتفوقت على ترامب بثلاثة ملايين صوت
تقريبا، ولكنها خسرت مع ذلك الانتخابات الرسمية، فإن الولايات المتحدة تطبق نظام المجمع
الانتخابي، ولذا فالفوز بعدد أكبر من الأصوات لا يضمن للمرشح الفوز في الانتخابات.
وأكد النائب البرلماني، أن الرئيس دونالد ترامب الجمهوري يواجه
تحديا من جانب مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، الذي سبق له أن تولى منصب نائب الرئيس
في إدارة الرئيس باراك أوباما، والمنخرط في الحياة السياسية الأمريكية منذ سبعينيات
القرن الماضي.