الإثنين 27 مايو 2024

قطار التنمية يقترب من محطة «سيوة»

4-11-2020 | 12:28

شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ضرورة مراعاة الطابع التراثي المميز لواحة سيوة بالصحراء الغربية، فى إطار خطة شاملة لتطويرها، وذلك خلال اطلاعه على خطة التطوير الشاملة التي اعتمدتها الحكومة للواحة، باعتبار واحة سيوة مقصدا سياحيا متفردا.

وسادت حالة من السعادة بين صفوف أبناء «سيوة»، على خلفية توجيهات الرئيس المتعلقة بـ«تطوير الواحة»، وأكدوا أنها تعتبر بمثابة «طوق النجاة» الذى ظلوا سنوات ينتظرونه ليخلصهم من المشكلات التي تعانى منها الواحة طوال السنوات الماضية، معتبرين أنها بداية لوضع «سيوة» على الطريق الصحيح نحو التنمية.

محمد جيري، من أبناء واحة سيوة، قال: الواحة تقع في الصحراء الغربية وتبعد ٣٠٠ كم عن ساحل البحر المتوسط من مرسى مطروح وتنتشر في أرجائها الآبار والعيون وأشجار النخيل والزيتون، ورغم ما تمتلكه واحة سيوة من مقومات سياحية واستثمارية وزراعية، إلا أنه لم يجر استغلالها بالشكل الأمثل، هذا إلى جانب أن «سيوة» تعد من أجمل المقاصد الشتوية، إضافة إلى السياحة العلاجية، في موسم الصيف على جبل الدكرور.

وننتظر البدء بأول معاناة للأهالي وزوار الواحة، المتعلقة بالحالة المتردية التي أصبح عليها طريق الواحة، والذى يبعد عن مرسى مطروح العاصمة بحوالى٣٠٠ كيلو وغير مزدوج، إضافة إلى وجود حفر تسببت في العديد من الحوادث وموت الكثير من المواطنين بسبب الحوادث، كما أن الطريق تنقصه خدمات كثيرة، فضلا عن أنه معد للسير منذ زمن للاستخدام كاتجاه واحد، وبالتالي لا يصلح للاستخدام عالي الكثافة، سواء من السيارات العادية أو السياحية أو حتى سيارات النقل الثقيل التي تحمل الملح على الطريق، أو المياه المعدنية أو التمور، والطريق يحتاج إلى رفع كفاءة شامل.

الشيخ عمر راجح، شيخ قبيلة أولاد موسى، أشار إلى أنه يأمل بأن يجرى التركيز على إنقاذ الثروة الزراعية، لا سيما وأنها تعد مصدر دخل غالبية الأسر فى الواحة، وذلك عن طريق إيجاد حل واقعى لمشكلة الصرف الزراعي بالواحة، والتي تعد من أبرز المشكلات التي تعانى منها الواحة وتهدد التنمية الزراعية بها، ومشكلة الصرف الزراعي وارتفاع منسوب المياه الجوفية، ظلت مشكلة تؤرق جميع أهالي سيوة وسعيهم لإيجاد حلول لها دون جدوى، كما تناوب وزراء الري والموارد المائية المتعاقبون، على زيارة واحة سيوة على مدار سنوات عدة للوقوف على حجم المشكلة ودراستها، ودائما ما كانت تنتهى هذه الزيارات بوضع حلول مؤقتة تكون بمثابة مسكنات فقط.

وأضاف: واحة سيوة تنتج أجود أنواع التمور والزيتون، وسيوة تمتلك ما يقرب من ٧٠٠ ألف شجرة نخيل والتي تتميز بجودتها وتنوعها والتي تلقى قبولا في الأسواق المحلية والخارجية، وهذه الثروة الزراعية مهددة بالفناء بسبب مياه الصرف، كما أن الواحة فى حاجة إلى الاهتمام بالبنية التحتية، سواء فيما يتعلق بالطرق وتوسعتها ورصفها، إضافة إلى توصيل الصرف الصحي لمنازل المواطنين وتوصيل شبكة مياه الشرب لتغطى مدينة سيوة والقرى التابعة، كما يجب العمل على زيادة جهد الكهرباء.

فى نفس السياق قال الشيخ عمر كيلاني، من أهالي سيوة: نعتقد أن يتم خلال الفترة المقبلة بعد توجيهات الرئيس التركيز على دعم القطاع الصحي بتوفير الأطباء والتمريض لمستشفى سيوة بدلا من معاناة المواطنين والسفر إلى مطروح على بعد ٣٠٠ كيلو لتلقى العلاج، والواحة تمتلك مستشفى كبير لكنه غير مستغل لعدم وجود الكوادر الطبية اللازمة، كما أن «التعليم» سيكون له نصيب بإقامة مدارس خاصة ومدارس لغات وتوفير المدرسين اللازمين لسد العجز خاصة في اللغات والرياضيات، إضافة إلى إنشاء جامعة خاصة لسيوة.

وإقامة بعض المنشآت الخدمية أهم ما يحتاجه المواطنون مثل سجل مدنى وإدارة مرور بدلا من السفر إلى مرسى مطروح، كما تحتاج مدينة سيوة الترويج لمنتجات سيوة الزراعية التمور والزيتون لرفع أسعارها التى لا تتناسب فى الوقت الحالي مع جودتها، وذلك بالتوسع فى إقامة المهرجانات مثل مهرجان التمور بسيوة والذى تنظمه جائزة خليفة الإماراتية بالواحة وتروج لتمور الواحة، إضافة إلى إقامة معارض دولية بالواحة، والأمر ذاته بالنسبة للصناعات الحرفية بالواحة من الصناعات الحرفية والتراثية مثل الأكلمة وصناعة المشغولات والفضة ومنتجات النخيل والتى تشكل مقوما أصيلا فى التراث الثقافي الشعبي المحلى والإنساني، إلا أنه يواجه خطر الانقراض بسبب عدم وجود منافذ تسويقية وقلة أعداد الحرفيين الذين يعملون بها.