أول عريس من أبطال العبور

الفرح غير عادى، السرعة هى الطابع الغالب، العريس فى إجازة ٢٤ ساعة، ومكان الفرح، مكتب تنفيذى الأزبكية.. قام بعقد القران المأذون محمد حامد أبو عطية عضو لجنة القسم.. حضر الحفل الدكتورة عائشة راتب. سيد زكى. فايدة كامل. أحيت الحفل، فرقة الفنان الصعيدى متقال.. من الثقافة الجماهيرية.

العريس هو المقاتل عصام الدين حسنين نوار، العروس نجاة السيد حسن، مشرفة اجتماعية فى مستشفى أحمد ماهر، المقاتل عصام عبر ضمن الموجات الأولى، أصيب بشظية، فى ١٦ أكتوبر حضر إلى المستشفى، بعد يومين عاد إلى الميدان وخلالهما نشأت قصة الحب.. التى انتهت بالزواج والتى بدأت قبل الحرب ومن خلال تردد العريس على قريب له فى المستشفى.

فى خطبة عقد القران، شيء جديد، كلمات عن ٦ أكتوبر والحرب، والتنظيم السياسى ودوره فى حياة الناس، قدمت للعروسين هديتان، الأولى طقم صينى من أمانة القاهرة والثانية طقم شربات من لجنة الأزبكية.

سيد زكى أمين العاصمة يرفض الحديث عن رد الجميل لكل مقاتل. لن يستطيع أحد رد جميلهم، أهم معنى – كما يقول – تأكيد لأبوة التنظيم السياسى لكل مقاتل، العلاقة الإنسانية أهم أشكال العلاقة الآن، وفيها لابد وأن نعثر على الحل لجميع مشاكل وقضايا واقعنا.

الحفل أقامته أمانة القاهرة، وهو صورة مصغرة لمجتمع ما بعد ٦ أكتوبر العظيم، المأذون متطوع، الثقافة الجماهيرية قدمت فرقتها بدون مقابل، كل تكاليف ليلة الفرح التى استمرت حتى الصباح، لم تزد على ٥٠ جنيهاً فقط.

فايدة كامل تبدو كام العروس، تتصرف وتتكلم وكأن الفرح فرحها هي.

قالت لى إنه خلف الأبطال فى الجبهة يقف عالم بأكمله من الحكايات والقصص ترى فيها الأثر العظيم الذى أحدثه ٦ أكتوبر فى حياتنا، من السهل أن تلمس بيدك وقلبك ولسانك، ملامح مجتمع ما بعد ٦ أكتوبر، الذى هو من إبداع شعبنا العظيم وحده.

نشر فى عدد المصور ٢٨ ديسمبر ١٩٧٣