الأربعاء 27 نوفمبر 2024

المصور

بعد شوقى ليس للشعر إمارة ولا أمير

  • 4-11-2020 | 14:15

طباعة

بعد شرارة أكتوبر أين وجدان الشاعر العربي؟.. الجندى المعلوم.. نشيدى عن المعركة لم أكتبه بعد!.. إذن لطفى شعر الشعراء على أخبار المحاربين!.. ربما كتبت شيئًا بعد مؤتمر السلام.. إذا انتهى بسلام! رامى: ماذا بقى فيك من لقب «شاعر الشباب»؟.. كانت جميلة.. وكثيرة الضوضاء.. أغانى أكتوبر.. الكلمة بـ ١٥ جنيهًا.. والأغنية بـ ٣ آلاف.. ليس عندى ما أرتبط به.. هذا المساء!.

لو امتد بأبى العمر لكان فى مثل سنه.. فى الـ ٨١ لهذا فإنى أتأباه أى أتخذه أبا، ما جلست إليه إلا وأحسست بأبوته تكتنفنى وتطغى على كل وجدانى.

ودود وده فيض.. أنيس أنسه كالأحلام الوردية، تتراوى لك فتتمنى للنوم أن يدوم أبى فى الـ ٨١ لكنه شاب.. ولقب شبابه يحمله منذ ٥٣ سنة، ومازال أبى اسمه: أحمد محمد رامى حسن عثمان الكريتلى.. وبالاختصار أحمد رامى.

قلت كشاعر الشباب أحمد رامي:

بعد أن أضاءتنا «شرارة أكتوبر» أين وجدان الشاعر العربي؟

أحمد رامى: الشاعر يتأثر بالحدث وينفعل، لكنه لا يفتعل الشعر لابد أن يختمر فى ذات الشاعر إلى أن يخلص ويصدق فى تعبيره، وهذا يقتضى بعض الوقت.

ومع ذلك، عندك «صالح جودت» نظم قصيدتين، والشاعر لا يعبر بالأصالة عن نفسه فقط، وإنما بالإنابة عن زملائه الشعراء أيضًا، اسمًا اسمًا، زائد أن الكثرة تدعو للملال، ولم نظم الشعراء جميعًا قصائد فى المعركة دفعة واحدة لطغى شعر الشعراء على أخبار المحاربين.

هل تكتب الآن شيئًا من إيحاءات أكتوبر؟

أحمد رامى: أنى أمر بمرحلة اختزان وإنضاج لخواطرى الشعرية، أيضًا فأنا مريض، ومرضى فى حد ذاته عذر! لكنى عندما أكتب سوف أمجد الجندى المصرى لأنه يستحق، فقد واجه الدبابة بذراعه وسلاحه، وصنع بإيمانه وأقدامه أقدس آيات البطولة، كان جنديا مجهولًا فى نظر الأعداء فأصبح الآن جنديًا معلومًا ومعمولا له بدل الحساب.. ألف حساب.

حتى أكتب يقينا لا أعلم وبما بعد مؤتمر السلام، إذا انتهى بسلام!.

يناسبنى جدا أن أكتب عن الحدث بعد اكتماله أحب القمر بدرا والنصر مكتملًا.

وأغانى أكتوبر.. رغم نبراتها الهادئة تقول أنت إنها لم تكن على المستوى؟

أحمد رامى: أنا لم أقل ذلك، بالعكس، فقد سمعت معظمها فراقتنى المعانى وأطربتنى الألحان، وأعجبتنى مثلا أم البطل لشريفة فاضل.

هذا لا يمنع أن ألاحظ أن أغانى أكتوبر كانت ممطوطة المقاطع والتراديد، كثيرة الضوضاء كلامًا ولحناء، فالترديدة الطويلة والفواصل الموسيقية الممطوطة تشوش على المستمع تأثره بالكلمة والموسيقى فى وقت معا، وكلما كانت الترديدة قصيرة، وفواصل الموسيقى مركزة، كان ذلك أبلغ فى التأثير على النفس، وأملك لتذوق ما يقال.

لهذا السبب لطالما أطالب بطبع أغانى المعركة فى كتاب بيدى من معانيها وألفاظها ما طغى عليه صخب الموسيقى وإيقاعاتها.

ولماذا لم نسمع لك شيئًا يعيد أمجاد نشيد «صوت الوطن»؟

أحمد رامى: أم كلثوم كانت مريضة وأنا نفسى نشيدى تغنيه سيدة الغناء، قد يحدث ذلك فى المستقبل القريب إن شاء الله، وعلى كل، فإن خواطرى الشعرية جاهزة، وإن كانت فى حالة اختزان.

قلت لصحاب الدواوين الـ ٣ والمسرحيات الـ ١٥ والـ ٢٥٠ أغنية.

بوفاة عزيز أباظة أصبحت إمارة الشعر عرشًا خاليًا.. من ترشح لعرش الإمارة؟

أحمد رامى: أنا معترض أصلًا على أن يكون الشعر إمارة ولها أمير أعترف أن أحمد شوقى كان أعظم من قرض الشعر منذ قال العرب شعرًا، وأن عزيز أباظة أقام دعامة المسرح الشعرى وبرز على خشبته لهما عندى أعظم منزلة، لكنى لا أعترف للشعر بإمارة وأمير.

أعرف أنك اعتمرت مرتين.. لكن صحيح أنك نويت الحج هذا العام؟

أحمد رامى: النية عندى معقودة، إنما التساهيل على الله، ولا تسألنى تفسيرًا أرجوك!.

فى نجوى الله.. ما أروع ما قلت؟.

أحمد رامى: لا لابد أن أراجع كل ما قلته شعرًا لأنتقى لك.

طيب وما أروع ما تحفظ لغيرك.

أحمد رامى: أنا لا أحفظ لغيرى.. ولا حتى لنفسى.. إلا قليلًا وذاكرتى لاتسعفنى كثيرًا.

نتكلم إذن عن آخر بيت كتبته فى قصيدة؟

أحمد رامى: كانت قصيدة «تونس الخضراء» التى ألقيتها فى مهرجان الشعر بتونس فى مارس الماضى.

قلت فيها أفاخر بفضل عروبتنا على الدنيا

قد ركزنا على التلاع رماحا

ورفعنا على البحار لواء

ونقلنا إلى ذوى الجهل علما

وحملنا إلى الجياع.. غذاء

وأقمنا من الفنون منارا

ليس الغرب نوره.. فاستضاء

ونشرنا من الحضارة ظلا

جعل الأرض جنة فيحاء!.

قلت لأبى بـ»التأبى» على وزن «التبنى»!

أحمد رامى: كل ما يهمنى أن أكون نافعًا لنفسى ولغيرى، وما دمت كذلك فإنى أعيش فى الثمانين مثلما كنت فى الأربعين.

ولو سألتك بكم: كم نصيبك من حق الأداء العلنى لأغانيك.. هذا العام؟

أحمد رامى: لم أقبض شيئًا بعد هذا العام، لكنا عادة تتراوح بين ٥٠٠ و ١٠٠٠ جنيه، لا أنسى بالطبع أنى بدأت من الأغنية بجنيه واحد من أغنية أن كنت أسامح وأنسى الأسية لأم كلثوم سنة ٣٦ مع أن وزرع منها نصف مليون أسطوانة، وأن آخر أجر لى وصل إلى ٣ آلاف جنيه أخذتها من «صوت الفن» عن أغنية «أنت الحب» والأغنية ٢٠٠ كلمة يعنى الكلمة بـ ١٥ جنيهًا.

لكن الفنان المخلص لفنه يجب أن يترك المال يسعى إليه، ولا يسعى هو إلى المال مطلقا إلا وقع فى بئر الإفلاس.

لو سألتك بمتى متى تحس بالندم على أيام الشباب الأول؟

أحمد رامى: أنا روحانى ولست شهوانيا.. إذا رأيت امرأة جميلة أحسست فى جمالها بقدرة الله فيما أبدع، نوع من التعبد والتنزه، وملامسة القلب بهذه العين أرى الجمال اليوم، مثلما كنت أراه فى شبابى!؟

وحسبك أن تعلم أنى لم أتشبب فى غزلى وأشعارى، فأذكر حسن القوام، ولين الكلام، ودمج العيون ومسدل الشعر، والشوق إلى القبلات!. إن شعرى فى الغزل «نسيب» لا يتناول إلا جوانب الروح من رضا وهجر وبعد ووصال ووفاق وخصام وغيره مما يدخل فى نطاق العاطفة أكثر من دخوله فى أحضان الجنس!.

ولو سألتك أخيرًا.. بأين تذهب هذا المساء؟

أحمد رامى: أنا لا أخرج من دارى إلا على ميعاد. وهذا المساء ليس عندى ما أرتبط به، ستجدنى إن شاء الله فى غرفتى هذه اقرأ الدكتور محمد حسين هيكل «حياة محمد» للمرة الثالثة!


    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة