الأحد 12 مايو 2024

ملك الملوك.. الذكرى الـ98 لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

فن4-11-2020 | 20:24

في مثل هذا اليوم منذ 98 عاما، عام 1922، اكتشف الأثريون، بقيادة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، المقبرة الفرعونية الكاملة للملك "توت عنخ آمون" في وادي الملوك بالأقصر.

وشيدت مقبرة توت عنخ آمون بمنطقة وادي الملوك بمحافظة الأقصر، في البداية كي تكون لأحد رجال العائلة المالكة، ويعتقد البعض أنها كانت للوزير "آي" الذي خلف توت عنخ آمون في الحكم ولمدة قصيرة، إلا أن الموت المفاجئ للفرعون الشاب قد جعلهم يستخدمون تلك المقبرة بعد إضافة حجرتين لها، وذلك ما يبين مدى تعجلهم في دفن الملك الصغير.

وتعد مقبرة توت عنخ آمون هي المقبرة الأولى التي تم العثور عليها كاملة غير منقوصة، حيث أكد علماء الآثار أنها لم يدخلها اللصوص منذ العصور القديمة غير مرتين، وكان ذلك عقب دفنه بوقت قصير. ويدللون على ذلك بوجود عدة أختام على مدخل المقبرة، ووجود محتويات الغرفتين الكبيرتين مكومة بلا نظام، فتدل على محاولة سرقة فاشلة، ثم تم إعادة غلق المقبرة وختمها من المسؤولين. كما وجد كارتر عالم الآثار البريطاني، قوائما بمحتويات المقبرة ينقص بعضها في الموجودات ما يدل على سرقتها في القديم، ويبدو أن إعادة غلق المقبرة قد تم خلال عهد حكم حور محب الذي خلف الوزير "آي".

بعدما اكتشف كارتر المقبرة في 1922، واستمر في تنقيبه داخل المقبرة مدة طويلة حتى العام 1932، وقد تم نقل محتوياتها وتوزيعها على المتحف المصري بالقاهرة ومتحف الأقصر القومي.

تتكون المقبرة من مدخل يحتوي على 16 سلمة تفضي إلى دهليز مائل طوله 7 أمتار، ثم حجرة أمامية مستطيلة الشكل عرضية يبلغ طولها 8 متر وعرضها 3.67 متر، يتفرع منها في اتجاه الشمال حجرتان: حجرة التابوت وبها تم الكشف عن مومياء الملك وقناعه الذهبي العجيب، كما توجد حجرة الكنوز التي ضمت العديد من الكنوز الثمينة. كما يتفرع من الحجرة الأمامية حجرة إضافية صغيرة نحو الغرب.

حوائط المقبرة غير مزينة عدا غرفة التابوت، فعليها نقوش من كتاب الموتى وعدة صور تصور توت عنخ آمون في مقابلته للآلهة في العالم الآخر،  واحتوت المقبرة على ما يقرب من 3500 قطعة من المحتويات موزعة في الغرف المختلفة، تكشف معلومات جديدة عن طريقة الحياة في القصر الملكي.

عثر كارتر أيضًا على ملابس فرعونية، حلي ذهبية، أقمشة، وعدد كبير من القطع النادرة مثل: الجعران، تماثيل لمعبودات قديمة، وكذلك أوعية ومواد للزينة وبخور. كما وجد قطع أثاث وكراسي ومصابيح بالزيت، قطع للألعاب، مخزونات للغذاء، مشروبات وأوعية ذهبية وفخارية، عربات ومعدات حربية.

ساهمت المقبرة في نشر وترويج فكرة "لعنة الفراعنة" التي ذاعت بقوة عقب تناقل الحكايات المأسوية التي صاحبت اكتشاف المقبرة، مثل وفاة ممول بعثة التنقيب عن المقبرة اللورد كارنافون والذي أصيب بحمى شديدة أدت لوفاته، وقد انتشر الرعب بين الناس بعدما أعلن عن وفاة عدد من الذين شاركوا في عملية التنقيب.  فسر البعض ذلك أن مومياوات الفراعنة ربما تحتوي على بكتريا سامة لكونها جثثا مدفونة منذ قديم الزمان، سببت بعض المشاكل الصحية لمكتشفي المقبرة.

    Dr.Radwa
    Egypt Air