قال الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار إن الهدف من مشروع ترميم قلعة شالي الأثرية التي يرجع تاريخها إلى 800 عام، سيساهم في جذب السائحين وتحويل سيوة إلى مركز سياحي عالمي، مشيرا إلى أن تكلفة المشروع نحو 600 ألف يورو بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك خلال افتتاح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ، وخالد شعيب محافظ مطروح، مشروع ترميم وإعادة إحياء قرية "شالي" الأثرية بواحة سيوة بمحافظة مطروح، وذلك بعد عامين من انطلاق أعمال الترميم بدعم من الاتحاد الاوروبي وتنفيذ مجموعة نوعية البيئة الدولية .
كما شهد الافتتاح وفد الاتحاد الأوروبي بمصر، ووفد ممثل لصندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر وعدد من السفراء وملحقين ثقافين يمثلون أنغولا، أستراليا، وبلجيكا، والبرازيل، واشبلي، وكولومبيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيرلندا، وإيطاليا، واليابان، والأردن، ولاتفيا، ونيوزلندا، وبولندا، والبرتغال، وإسبانيا، والسويد، وتايلاند، والولايات المتحدة الأمريكية وشيوخ قبائل سيوة .
وقال وزير السياحة والآثار إن قلعة شالي خاضعة لقانون الآثار منذ نحو 12 عاما، وهي تعد نموذجا نادرا لمدينة كاملة يرجع تاريخها ل 800 عام، موجها الشكر لجميع العاملين بمشروع الترميم الذي تم بأيد ابناء الواحة مادة تسمى "الكرشيف" وهي أحجار ملحية توجد في تلك المنطقة وتمنح المساكن الدفء في الشتاء والرطوبة في الصيف.
وأضاف أن مشروع ترميم قرية شالي يأتي استكمالا لأعمال ترميم المسجد العتيق والذي افتتح بعد أعمال ترميمة عام 2015، ومسجد تطندي والذي افتتح بعد أعمال ترميمة عام 2018.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي أن المواطن هو هدفنا الأساسي في مشروعات الوزارة، مشيدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في تنفيذ العديد من المشروعات ومنها مشروع ترميم قلعة شالي الأثرية بسيوة.
وأشارت إلى أن أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص الى جانب إشراك المجتمعات المحلية في تنفيذ المشروعات التنموية المختلفة.
وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إن سيوة تتميز بالطبيعة الخلابة لجيها محمية سيوة بتنوعها الفريد، والفترة القادمة ستشهد مزيد من العمل لتطوير سيوة والحفاظ عليها وتنميتها ، قائلة إن " الربط الناس ببعضهم البعض هو مفتاح التنمية البشرية ، وربط الناس بالطبيعة أمر ضروري للحفاظ على الموارد الطبيعية ".
وأضافت أن افتتاح قلعة شالي الأثرية هو البداية لجعل سيوة وجهة سياحية بيئية مشهورة عالميا.
وأكدت وزيرة البيئة أنه تم تنفيذ ذلك من خلال ترميم وصيانة وتكييف استخدام الهياكل والمساحات في الموقع الأثري، ورفع مكانة شالي كواحدة من مناطق الجذب السياحي الثقافية الرئيسية في سيوة ، وبناء قدرة السكان المحليين على استعادة ممتلكاتهم باستخدام الطرق التقليدية في البناء.
بدوره، قال خالد شعيب محافظ مطروح إن يوم افتتاح قلعة شالى الأثرية بعد ترميمها يعد (يوم عيد) لأهالي الواحة لاهميتها التاريخية لهم، مشيرا إلى أن هذا المشروع العظيم شارك فيه 300 من أبناء سيوة.
ومن جهته، قال كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر ،في كلمته التي ألقاها نيابة عنه إبراهيم أبو العافية رئيس قسم التعاون الدولي، إن سيوة مكان ساحر فريد من نوعه، حيث تقدم مزيجًا خاصًا بها من الجمال الطبيعى و المواقع التراثية والثقافية التى تم بناءها ورعايتها من قبل المجتمع الذى عاش هنا لأجيال.
وعبر برجر عن فخره لتشجيع الاتحاد الأوروبى لنهج مستدام للحفاظ على التراث، يجذب المزيد من السياحة، ويفيد المجتمع المحلى الذى يوفر فرصُا أفضل للنمو الاقتصادى المستدام ، مشيرا إلى أن المبادرة اثبتت من خلال تنفيذها أن الحفاظ على المواقع التراثية، إلى جانب الارتقاء بالخدمات البيئية والصحية يحسن الظروف المعيشية ويحفز الاقتصادات المحلية.
وتقع واحة سيوة بمكان نائى من الصحراء الغربية، ويعتبر الصرح الاثرى الأكثر وضوحا بها هو قلعة شالى أو مدينة شالى الاثرية، والتي إقامتها فى عهد المماليك، (حوالى عام 1200 ميلادية)، وذلك لصد الغزاة، حيث تم بناء القلعة باستخدام خامات البناء التقليدية المحلية "الكرشيف" وهو حجر مكون من الملح والطفلة والذى يوجد عادة بسيوة، وعندما استقرت مصر فى عهد محمد على باشا (1805 الى 1849) لم تعد هناك حاجة لسكان سيوة للتقيد بحدود مستوطنة محصنة، وهُجِرَت مدينة شالى القديمة ، كما بني سكانها منازلهم فى المناطق الأكثر اتساعاً ،المحيطة بالواحة ، وقاموا بتفكيك الأبواب والنوافذ، وعناصر حيوية أخرى من منازلهم فى شالي القديمة، حيث دفع هذا التدهور المطرد للقلعة مع مر السنين، إلى المزيد من الإهمال التام لمنازلها المهجورة