الأحد 26 مايو 2024

المصور والجامعة المصرية مولودتان من رحم واحد

8-11-2020 | 18:41

يكاد يماثل عمر جامعة القاهرة منذ أن أصبحت جامعة حكومية عام 1925 عمر مجلة "المصور"، فإذا كانت نشأة جامعة القاهرة رسمياً قد خرجت للوجود عام 1908 أى عمرها 110 أعوام، فإن مؤسسة دار الهلال التى صدرت عنها مجلة المصور تحتفل هذا العام بمرور 125 عاماً بل الأكثر من ذلك أن مؤسسة دار الهلال رسمياً وتاريخياً وعبر مؤسسها جورجى زيدان كان هو أول من دعا لإنشاء الجامعة المصرية فى مقال له بجريدة الهلال فى أوائل القرن الماضى.. لذلك نستطيع أن نقول أن كلا من الجامعة والمصور ودار الهلال ابنة رحم واحد وحقبة هامة من تاريخ مصر.

لذلك سنجد أن مجلة المصور تضمنت أبواباً ثابتة لتغطية أخبار الجامعة باستفاضة عبر هذا التاريخ الطويل.

ففى أزمة د. طه حسين عميد كلية الآداب بالجامعة وصدور قرار نقله من وزير التعليم وقتها حلمى عيسى أى وظيفة إدارية بالوزارة سنجد أن المصور تحدثت عن ذلك الحدث الذى هز أركان مصر كلها وليس الجامعة فقط، وفيها تقدم د. أحمد لطفى السيد أول مدير للجامعة باستقالته اعتراضاً على هذا المشهد، وستجد أيضا أن المصور كانت حاضرة فى أحداث الجامعة الهامة ومنها الحركة الطلابية ونضال الطلاب قبل ثورة  1952 بل وأحداث فتح كوبرى عباس على الطلاب.. وأخبار المظاهرات والطلاب..

بل إن الأستاذة أمينة السعيد رئيس تحرير مجلة المصور ورئيس مجلس إدارة دار الهلال كتبت مقالاً هاماً عن ذكريات حواء بالجامعة وحفل أرشيف المصور بالقصص الخيرية والصور لنضال المرأة العلمى والتعليمى والوطنى أيضا.

وفى عام  1956وبمناسبة احتفال الجامعة باليوبيل الماسى 50 عاماً على تأسيس الجامعة كانت المصور طرفاً فاعلاً فى هذا الاحتفال المهيب الذى حضره الرئيس جمال عبدالناصر بنفسه وفيه تم تكريم د.طه حسين وكذلك عدد من العلماء.

الفن والمصور والجامعة

بل لا يمكن أن ننسى أبداً أن عيد العلم الذى كان يقام سنوياً والذى دشنه الرئيس عبدالناصر كان يقام فى مسرح القبة الرئيسية بالجامعة.

حيث كانت تشدو أم كلثوم براوئعها سنوياً وعبدالحليم حافظ وغيرهم الكثيرون.

والآن تستمر المسيرة تحت قبة الجامعة من خلال موسم ثقافى كبير حيث عادت الجامعة للنشاط الفنى والغنائى بحفلات كبيرة؛ حيث استضافت الجامعة عمر خيرت ومحمد منير وعزة بلبع وكبار المغنين والفنانين فى عودة هامة للفن تحت قبة الجامعة.

وكذلك حضرت المصور احتفال أو لقاء الرئيس السادات بالطلاب فى الجامعة والحوار الشهير معهم.

كما لم تكن المصور أبداً بعيدة عن مشهد تغطية الأحداث الكلامية وتحديداً أحداث 1972 بالجامعة ومظاهرات الطلاب بها وكانت الأقوى على مر تاريخ الجامعة المصرية وشهدت فيها العديد من الفاعليات السياسية الهامة منها حضور نيلسون مانديلا الزعيم الجنوب الأمريكى الكبير إلى حرم الجامعة وسجلته المصور صوتا وصورة.

وكذلك كبار رجال السياسة والحكم فى العالم كله.

وفى حقبة الثمانينيّات كانت الجامعة هى الحاضر الدائم على صفحات المصور بل رصت أهم معاركها الفكرية والعلمية وعلى رأسها معركة د. حامد نصر أبو زيد ووقف ترقيته.

كذلك معارك القيادات الإرهابية داخل الجامعة وفرض النقاب على الطالبات.

كذلك تضامنت المصور فى التسعينيات مع أساتذة الجامعات عندما تم إلغاء نظام الانتخاب للقيادات الجامعية وقادت فيه معركة ضد هذا التعديل الذى أصاب الجامعات فى مقتل حتى الآن وغطت بالخبر والصور عودة النشاط للحركة الطلابية والمظاهرات المليونية التى شهدتها مع بداية الألفية الثانية.

بل إن جائزة التحقيقات الصحفية كانت من نصيب مجلة المصور عن تحقيق يخص الحركة الطلابية وفى القلب منها جامعة القاهرة وكانت المصور هى الشاهد الرئيسى الذى سجل من خلال عدد تذكارى كامل من المصور احتفالية مرور مائة عام على الجامعة فى عام 2008، هذا إلى جانب عشرات الحوارات مع رؤساء الجامعة المختلفين عبر تاريخها الذى وصل الآن إلى 110 أعوام.

أما بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيه فقد كانت المصور طرفا أصيلا يكاد يكون أسبوعيا فى كل فاعليات الجامعة وكانت المصور هى المجلة الوحيدة التى سجلت عبر تاريخها، تاريخ أيضا جامعة القاهرة من خلال الأعداد التذكارية التى صدرت منها حتى الآن ستة أعداد إحداها يخص الجامعة كلها، وخمسة أعداد يسجل تاريخ الكليات العريقة وهى الأورام وقصر العينى والهندسة والتجارة والحقوق.