الإثنين 1 يوليو 2024

فريدريك شيللر.. أحد رواد الكلاسيكية في الأدب الألماني

فن10-11-2020 | 12:54

يمتلك الشاعر والمؤلف المسرحي الألماني، فريدريك شيللر عددا كبيرا من المؤلفات الأدبية، التي رسّخت سمعته بوصفه أحد رواد الحركة الكلاسيكية في الأدب الألماني.


وولد الشاعر فريدريك فون شيللر في مدينة مارباخ في 10 نوفمبر عام 1759، ووالده يوهان كاسبار شيللر كان ضابطًا في الجيش، ويعمل بإمرة كارل أويغن، أما والدته إليزابيث دوروثيا فكانت ربة منزل متدينة.


وعندما كان شيللر صبيًا، أراد أن يصبح مبشرًا دينيًا، لكنه انتسب إلى الأكاديمية العسكرية التابعة لدوق فورتمبيرغ بالقرب من شتوتغارت، وأمضى هناك قرابة العامين، تابع شيللر دراسته فيها لمدة 5 سنوات، عانى فيها من المعاملة القاسية والصارمة.


وخضع شيللر لإرادة والده وقرر دراسة الطب، ورغم ما انتابه من أمراض، فقد كتب أطروحته النهائية حول العلاقة المتبادلة بين الطبيعة الروحية والجسدية للإنسان، وفي الوقت ذاته، عكف شيللر على تأليف مسرحيته الأولى قطاع الطرق The Robbers، التي نشرت عام 1781.


وعُين شيللر في شهر ديسمبر عام 1780 موظفًا طبيًا في أحد الأفواج العسكرية بالقرب من شتوتغارت، ونظرًا للراتب الشهري الضئيل الذي كان يحصل عليه، اضطر إلى الاستدانة كي يتمكن من نشر مسرحية "قطاع الطرق"، في عام 1782، قُدم العرض الأول من المسرحية على خشبة أحد المسارح في مدينة مانهايم، وحاز إعجاب الجمهور وإشادته، غير أنه في المقابل تسبب في غضب الدوق من شيللر، فمنعه من تأليف أي شيء سوى المؤلفات الطبية.


وفي ذات السنة، نشر شيللر مجموعته الشعرية "Anthologie auf das Jahr"، وهي عبارة عن قصائد شعرية كان مصدر إلهامها أرملة ثلاثينية تعرف عليها سابقًا، وفي أواخر عام 1782، اضطر دوق  فورتمبيرغ وشيللر إلى الفرار من شتوتغارت، ليعيش شيللر فترة من الحرمان والشك لم تنتهِ إلا عندما أصبح كاتبًا مسرحيًا في مانهايم في عام 1783، وفي أثناء ذلك كتب شيللر العمل التراجيدي "Fiesco" عام 1783، ومسرحية "دسيسة وحب" عام 1784.


وتابع شيللر إنتاجه الأدبي الغزير، فألف أطروحة جديدة أكد فيها على اعتبار المسرح مؤسسة أخلاقية، وقد نشرت هذا البحث في الدورية الأدبية "Thalia" التي أسسها شيللر نفسه، بعدها ألف شيللر نشيد الفرح، الذي نشر في دورية Thalia وذاع صيته في أرجاء العالم، واحتوى العدد الثالث من المجلة على فصل من مسرحية شيللر الجديدة دون كارلوس Don Carlos، شكلت المسرحية نقلة نوعية في تطور أعمال شيللر المسرحية، فهي تتعرض للعلاقة الشخصية بين ملك إسبانيا فيليب الثاني، وزوجته إليزابيث فاليوس وابنه من زواجه الأول دون كارلوس، الذي كان هائمُا في حب زوجة أبيه، وبالتالي تعالج المسرحية مسألة الصراع الذي ينشب بين الأب وابنه.


وفي عام 1794، التقى شيللر بالشاعر والأديب الألماني غوته، وسرعان ما بدأ الاثنان تبادل الرسائل فيما بينهما، ورغم الخلاف الشديد والتناقض الكبير بينهما إزاء بعض الآراء والمواضيع، ساد الاحترام المتبادل علاقتهما، حتى أن غوته أوصى بتعيين شيللر في منصب أستاذ التاريخ بجامعة فيينا.


وكان شيللر مهتمًا بالفلسفة، وانكب على دراسة أفكار الفيلسوف الألماني الكبير إيمانويل كانت، وكان معجبًا بها جدًا، وقد كتب عدة مقالات سعى فيها إلى تحديد خصائص الفعل الجمالي، ودوره في المجتمع، ونشر شيللر سلسلة رسائل حول التربية الجمالية للإنسان.


ومن الأعمال المسرحية التي ألفها شيللر في أواخر حياته: "ماريا ستيوارت" عام 1801 التي تحكي قصة الأيام الأخيرة للملكة الاسكتلندية ماريا ستيوارت، و"عذراء أورليانز".

وتوفي شيللر في مدينة فايمار بتاريخ 9 مايو عام 1805، مخلفًا وراءه إرثًا أدبيًا عظيمًا جعله من أهم الأدباء الألمان على مر العصور.