الأربعاء 29 مايو 2024

القمة المصرية اليونانية انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية.. وخبراء: 5 ملفات مهمة بحثتها «السيسي» في أثينا.. والزيارة تدعم أوجه التعاون كافة بين البلدين

تحقيقات11-11-2020 | 15:58

قمة مصرية يونانية، استضافتها أثينا اليوم، خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليونان، حيث أكد دبلوماسيون وخبراء أن هذه القمة تكتسب أهمية خاصة من حيث التوقيت في ظل حالة التوتر والتصعيد التركي في شرق المتوسط، موضحين أن الأوضاع في شرق المتوسط ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتعزيز التعاون هي من أهم القضايا التي تناقشها لقاءات السيسي خلال الزيارة.


والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيللاروبولو، وذلك في إطار الزيارة الرسمية لسيادته إلى اليونان، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين، حيث أجرى الرئيس السيسي مباحثات موسعة مع الرئيسة اليونانية، بحضور وفدي البلدين.


وأعرب السيسي عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال اليوناني، مشيداً بعلاقات الصداقة المصرية اليونانية المتينة والممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعرباً عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات اليونانية في مصر، وقد قدم الرئيس الدعوة لرئيسة اليونان لزيارة مصر. 


وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن الرئيسة اليونانية أعربت عن تقدير اليونان لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين، والمتمثلة في وجود جاليات مصرية ويونانية كبيرة في كل من مصر واليونان، معربة عن خالص تقديرها لمواقف مصر الداعمة لقضايا اليونان علي مختلف المستويات، تلك المواقف النابعة من الدور القيادي الرصين لمصر في المنطقة والذي يحظي باحترام المجتمع الدولي بأسره، مؤكدةً حرص اليونان على تعزيز الروابط والعلاقات الثنائية مع مصر في جميع المجالات. 


وأضاف أن اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بالمنطقة. كما تم تبادل وجهات الرؤى فيما يخص مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث استعرض السيد الرئيس جهود مصر في هذا الإطار خلال السنوات الماضية، وقد تم التوافق علي تكثيف تبادل الخبرات والمعلومات بين الجانبين لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة العابرة للحدود.


5 ملفات هامة 

وفي هذا السياق، قال محمد الزفزاف، رئيس اتحاد الجالية المصرية في اليونان، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ"أثينا"، تكتسب أهمية كبرى في الوقت الراهن، لأنها تتواكب مع التصعيدات الاستفزازية لتركيا فى شرق المتوسط سواء كانت عمليات البحث والتنقيب غير قانونية التي تقوم بها تركيا فى المناطق الاقتصادية الخالصة أو تدخلاتها فى ليبيا سواء بإرسال المرتزقة محاولتها تقويض عمليات الحل السلمى فى ليبيا.


وأوضح "الزفزاف" في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة تتواكب مع انتخاب جون بايدن كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، وما ينتج عن ذلك من تأثيرات فى السياسة الدولية، مؤكدا أن الرئيس السيسي عقد عددا كبيرا من اللقاءات مع كافة المسئولين اليونانيين على رأسهم رئيسة الدولة ورئيس الوزراء وكذلك هناك لقاءا مرتقبا مع رئيس البرلمان اليوناني.


وأشار إلى أن اللقاءات من المرتقب أن تتناول عددا من الملفات الساخنة مثل التحديات التى تواجه منطقة شرق المتوسط خاصة التصعيد التركي والملف الليبي والسوري أيضا، وكذلك قضايا الاهتمام المشترك بين البلدين مثل التعاون في مجال الطاقة ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية كذلك تعزيز التعاون الثنائي.


وأكد رئيس اتحاد الجالية المصرية في اليونان أن الزيارة تعكس قوة العلاقات بين البلدين والتى تتميز بتاريخها، وأنها ستسهم فى استقرار المنطقة وتعزيز التعاون الثنائي بين مصر واليونان، والثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، مضيفا أن منطقة الشرق الأوسط تشهد حالة من عدم الاستقرار فى ظل التغيرات الجيوسياسية الى ألمت بها مما يكسب هذه الزيارة أهمية خاصة على صعيد الملفات الساخنة  المتعلقة بالطاقة والهجرة ومكافحة الإرهاب والأوضاع فى ليبيا وسوريا.


تعظيم المصالح المصرية اليونانية

قال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليونان تأتي في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين، والتي شهدت طفرة قوية خلال السنوات الست الماضية وانعكست في كافة المجالات، مضيفا أنه تم تدعيم علاقات التعاون بين البلدين في المجالات السياسية، العسكرية، الثقافية، التجارية، والاقتصادية.


وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن توقيت الزيارة هام في ظل التطورات في منطقة البحر المتوسط وضرورة التعاون بين الدولتين في مكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية، موضحًا أن مصر لها تجربة رائدة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، فمنذ عام 2016 لم يخرج أي مركب لهذه الهجرة من المياه المصرية تجاه أوروبا وهو أمر محل تقدير من قبل الاتحاد الأوروبي.


وأكد أن السيسي يولي أهمية قصوى لتعظيم المصالح المصرية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية من خلال دبلوماسية القمة وزياراته الخارجية، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية اليونانية هي علاقات قوية انطلاقا من اعتبارات التاريخ والجغرافيا والدور المحوري الذي تقوم به مصر لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.



وأشار عبد الحكم إلى أن الرئيس السيسي يعقد جلسة مباحثات مع الرئيسة اليونانية وبعدها مباحثات مع رئيس وزراء اليونان، ثم لقاءً مع وزير الطاقة والبيئة، مضيفًا أنه من المرتقب غدًا أن يعقد لقاءً مع رئيس البرلمان اليوناني وغيره من المسئولين، وذلك في إطار تدعيم علاقات التعاون الثنائي بين مصر واليونان في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث أن هناك أوجه تعاون وثيق بين الدولتين من خلال المناورات العسكرية المشتركة التي تجرى بينهما بشكل مستمر.


وأوضح أنه من علامات العلاقات المتميزة بين الدولتين تدشين آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، التي انطلقت في القاهرة في نوفمبر 2014 لتطوير علاقات التعاون بين الدول الثلاث والارتقاء بها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، وتنسيق المواقف حيال القضايا ذات الأولوية على المستوى الإقليمي والدولي في إطار تعظيم المصالح المتبادلة بين الدول الثلاث.


وأشار إلى أن العلاقات بين الدول الثلاث تعمقت في مجال الطاقة والغاز وخاصة بعد توقيع مصر على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص ثم ترسيم الحدود البحرية مع اليونان في أغسطس الماضي، مؤكدا أن هذا التعاون الوثيق انعكس على تدشين منتدى غاز شرق المتوسط في يناير 2019 والذي تحول لمنظمة غاز في هذه المنطقة ومقرها القاهرة في سبتمبر الماضي.


ولفت إلى أن مصر أصبحت المقر الإقليمي لصناعة وتداول الطاقة والغاز نتيجة البنية التحتية التي تمتلكها حيث تضم وحدتي إسالة الغاز الطبيعي في إدكو بالبحيرة ووحدة تسييل الغاز في دمياط، فضلا عن الخبرات المتراكمة لمصر في مجال صناعة الغاز والبترول.