بالرغم من تسابق جماعة الإخوان
الإرهابية للإعلان في بيان رسمي عن إدانتها الشديدة حادث التفجير الذي وقع فى
مدينة مانشستر البريطانية بتاريخ ٢٠١٧/٥/٢٢ ، وراح ضحيته عشرات القتلى والجرحى
ووصف من اقترفه أياً كانت دیانته وانتماؤه بأنه عدو للإنسانية ولا يمت لأي دين
بصلة، إلا أن القبض على الإخواني زهير خالد نصرات نجل دبلوماسي ليبي يعمل في تركيا
وناشط إخوانى معروف لتورطه في حادث مانشستر الذي تبناه تنظیم داعش الإرهابي ، يؤكد
بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك علاقة وطيدة بين الإخوان وداعش سواء في مصر أو في
الغرب
فلاشك أن الجامعات الأهلية غير هادفة
للربح فهى تضبط رمانة الميزان للمصروفات الجامعية الخاصة والتى تضاعفت فى السنوات
الأخيرة بشكل مقلق.. كما أن الجامعات الأهلية والتى أوصى سيادة الرئيس بتعميمها فى
كل المدن الجديدة تعتمد طرق تدريس ذكية وبها كليات غير تقليدية تواكب سوق العمل
فنحن على أبواب قرابة العشر جامعات أهلية فى القريب العاجل.. وما يستحق النظر أيضا
توجيه سيادة الرئيس للجامعات المنشأة فى العاصمة الإدارية بضرورة أن تكون لها
شراكة دولية فى مناهج التدريس أو تكون فروعا لجامعات عالمية مشهود لها فى المحافل
العلمية.. إذن نحن الآن على أبواب عصر النهضة.. وإن كانت هذه الكلمة أصبحت سيئة
السمعة مؤخرا فلنقل عصر التنوير.. فبالعلم تبنى الدول أمجادها ونظرة إلى ألمانيا
واليابان بعد الحرب العالمية الثانية وقد فقدوا الرجال والعتاد، وكذلك البنية
التحتية ولكن عندما اعتمدوا العلم طريقا للتقدم.. كانت الثورة الصناعية.. فقد
تتحول اقتصاديات الدول بين عشية وضحاها باختراع أو اثنين.. فنرى تلك الدولة
الصغيرة شديدة البرودة ذات الخمسة ملايين نسمة جعلت العالم يعزف سلامها الجمهورى
باختراع نوكيا «فلندة».. وقد قرأت فى كلمات الرئيس بعد نظر واضح ونضوج فكرة
الانطلاق على طريق النمور الآسيوية وإيمان راسخ بالهدف وأن العشر سنوات القادمة
تحمل فى طياتها تنفيذ وانتشار هذه الفكرة العبقرية والتى ستحول المدن والقرى إلى
وحدات إنتاحية تكتفى ذاتيا وربما تصدر منتجها ليس فقط منتج الأرض ولكن منتج
العقول.. قرأت فى زيارة الرئيس لسيناء هذه المرة شيئا مختلفا.. فلم يكن مؤتمرا أو
ملتقى.. وإنما افتتاح جامعة أهلية فى جنوب سيناء وفى ثلاث مدن وهذه إضافة إلى
جامعة العريش الحكومية التى تكاد تكتمل بها جميع الكليات.. بالإضافة إلى افتتاح
بعض المشروعات على أرض سيناء وفى هذا أيضا رسالة لكل شعب مصر بل لكل العالم أننا
انتصرنا على فلول الإرهاب وأن معركة البناء والتعمير تسارع الزمن على هذه الأرض
المقدسة...لن تستطيع كلماتى أن تفى الرجال الذين بذلوا الدم على تلك الأرض حقهم
مهما استخدمت من مفردات أو أوتيت من بلاغة..ولا أملك إلا أن أرفع أكف الضراعة إلى
الله أن يرحم شهداء الجيش والشرطة الذين قضوا نحبهم..وأكمل الدعاء بأن يحفظهم
وقائد مسيرة النصر والبناء والتعمير رئيسنا الذى استطاع أن يزرع حبه ليس فقط فى
قلب شعب مصر بل فى شعوب المنطقة بأسرها.
خاصة أن والد الإرهابى الذى تم القبض
عليه من قيادات الإخوان في ليبيا ورفيق الإخواني الليبي (علي الصلابي) الذى يعد
أبرز قيادات أنصار الشریعة وكتائب فجر ليبيا.. وأكدت وسائل إعلام ليبية صلة المتهم
المذكور بالإخوان وعمل والده فى تركيا كملحق عمالي فى السفارة الليبية بتركيا ضمن
الحكومة التى سيطر عليها المتشددون عقب الإطاحة بنظام القذافى ثم مراقبا ماليا
للسفارة ويكنى (أبو اليقظان) واتهم من أطراف فى مدينة الزاویة بتوريد الأسلحة إلى
ليبيا سنة ٢٠١٤ لغرفة الثوار . المحسوبة على الجماعة المقاتلة وقد أكد انتماء
إرهابيي مانشستر إلى الجماعة المقاتلة الليبية على أن الإخوان تدعم أى جماعه تقوم
بالأعمال الإرهابية داعش.. جبهة النصرة.. جیش الإسلام.. فجر ليبيا.. أحرار الشام..
أنصار بيت المقدس .... الخ) وأنها تدفع بعناصرها للإعلان عن انضمامها لأى من تلك
التنظيمات قبيل إقدامهم على تنفيذ أعمال عدائية دون أن تقوم هي بهذا الأمر بشكل
رسمي لنفى صفة الإرهاب عن نفسها بينما توجه اصابع الاتهام إلى الكيانات والتنظيمات
الأخرى وتؤكد الوثائق والمستندات أن العلاقة بين داعش والإخوان علاقة سرية ، بينما
فى العلن تسعى الإخوان إلى أن تنأى بنفسها عن داعش بمراوغة من مفكري التنظيم حتى
يظل ثوب الجماعة نظيفا، حتى يسمح لهم بالتواصل مع الجهات الأمريكية والأوروبية
والأجهزة الغربية وحقوق الإنسان ويعطيهم المظلومية التي تعيدهم مرة أخرى إلى
المجتمعات العربية والإسلامية ، كما كشفت التحقيقات الأولية للعملية أن المنفذ
الذي قام بالعملية كان يتردد على معهد إسلامى تابع لجماعة الإخوان وكان يدرس فيه،
الأمر الذى وضع نائب التنظيم الدولى (إبراهيم منیر) وأعضاء جماعة الإخوان
وقياداتهم فى لندن فى مأزق شدید وقد أدى ذلك إلى تضييق بريطانيا الخناق على جماعة
الإخوان نتیجة ضغط الرأى العام البريطانى الذى طالب مجلس العموم بإدراج الإخوان
جماعة إرهابية ومعهم التيارات الأصولية المتطرفة، وهذا كان أمرا صعبا على الحكومة
البريطانية، فالإخوان الإرهابية طائفة ماسونية سرية نشأت بدعم من رواد المخابرات
البريطانية من أمثال تى اى لورانس وبرتراند راسل وسانت جون فيلبي، وهى الجماعة ذات
الولاء التام إلى بريطانيا منذ تأسيسها وتمثل أحد أهم مصادر المعلومات لأجهزة الاستخبارات
البريطانية عن السياسات المختلفة التي ظهرت فى مصر بمساعدة حسن البنا وجماعته،
فبريطانيا هى من طوعت الجماعة منذ أوائل القرن التاسع عشر وتلاعبت بهم واستفادت من
تطرفهم مرحلياً، بالإضافة إلى احتضان العاصمة البريطانية (لندن) الأمانة العامة
للتنظيم الدولى لتلك الجماعة الإرهابية لكون وجود قادة هذه الجماعة على أراضيها
بمثابة بوليصة تأمين فى حالة سقوط الأنظمة الهشة فى المنطقة ، وأوضح مثال عودة
قادة إخوان مصر وتونس من لندن بعد الربيع العربي ليتولوا السيطرة على بلادهم،
المخابرات البريطانية قامت بتسخير الإخوان كأداة لتحقيق السيطرة على بعض الدول
مستخدمين جيوش اوروبا (الناتو) والجيش الأمريكي.. ولولا وجود الإخوان والجماعات
الجهادية التى خرجت من عباءتها لما عانى العالم الاسلامى من الفوضى وانتشار الفتن
التى حدثت ومازالت بسبب الإرهاب المفتعل باسم المسلمين بداية من أحداث ١١ سبتمبر
إلى ثورات التخريب التى تم خداع الشعوب العربية بها ليهدموا بلادهم بأيديهم، وفى
ظل تلك التطورات التي من أهمها فقدان قيادة التنظيم الإخوانى سيطرته على عناصره قد
تشهد الدول الغربية الداعمة لتلك التنظيمات العديد من العمليات العدائية نظرا لما
تروج له قيادات تلك التنظيمات من معاداتهم للإسلام والمسلمين ، فعلى أجهزة
الاستخبارات بتلك الدول إعادة النظر في السياسة التى تتبعها فى تعاملها مع تلك
التنظيمات وأن تقتنع بأن زمن تحكم القيادة فى عناصرها قد ولى وأن استمرارها على
الساحة قد يكون مرهقا ومكلفا لتلك الدول بما يوجب عليهم التكاتف مع أجهزة
المخابرات بدول المنطقة من أجل القضاء عليها وعلى الإرهاب بصفة عامة.