يعتبر "شارع شريف" واحدا من أشهر شوارع وسط القاهرة، لكن في الوقت ذاته لا يعرف الكثيرون، من هو شريف الذي أطلق اسمه على هذا الشارع، وهذه هي الحكاية التي سنرويها في السطور التالية.

أطلق هذا الاسم على الشارع الشهير في وسط القاهرة، عام 1914، وكان في السابق يعرف بشارع "المدابغ"، ويبلغ طوله 800 متر، ويربط بين شارعي محمد فريد، وطلعت حرب، حيث يبدأ عند مبنى وزارة الأوقاف، في باب اللوق، ويستمر في خط مستقيم، قاطعا عدة شوارع كبرى منها: شارع رشدى، وشارع قصر النيل، وعبد الخالق ثروت، ثم شارع عدلي، لينتهي عند شارع 26 يوليو.

وسُمي الشارع باسم محمد شريف باشا، الملقب بـ"أبو الدستور"، ويضم عددا من أهم المباني التاريخية،  ومنها بالطبع مبنى وزارة الأوقاف، الذي افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني، في 2 أبريل عام 1899، وتبلغ مساحته وقت الإنشاء 4370 مترا مربعا، وكانت وقتها أرض المبنى من أوقاف عباس حلمي الأول، والوالي محمد سعيد باشا.

ومن أشهر المبان الموجودة في هذا الشارع أيضا، مبنى البنك المركزي المصري، الذي يقع عند تقاطعه مع شارع قصر النيل، وتم وضع أساس المبنى في عام 1898، وكان وقتها مبنى للبنك الأهلي المصري، وفي العام 1984، حدث تغيير جذري للمبنى، وتغير شكله، ثم أصبح مقرًا للبنك المركزي المصري، في عام 1960.

كان شارع شريف، هو شارع القصور، ولعل من أشهرها: "قصر مظلوم"، الذي بني مكانه بعد هدمه عدة عمارات ضخمة، كما ضم شارع شريف، أول مقر لنادي السيارات عام 1909، الذي أصبح مقرًا لبنك الإسكندرية في عام 1960، ثم ملكًا لهيئة الآثار.

ومن المعالم الفنية في شارع شريف، عمارة "إيموبيليا"، لكنها لم تكن هناك منذ البداية، فكان يوجد مكانها قصر منيف، قبل أن يتم هدمه وبناء تلك العمارة الشهيرة جدا، التي أصبحت مقرا للفنانين مثل: نجيب الريحاني، أنور وجدي، ليلى مراد، أسمهان، عبد العزيز محمود، كمال الشيخ.

وهذا بالإضافة إلى العنوان الشهير بـ"36 شارع شريف"، أو مركز الثقافة السينمائية، وهو المركز التابع للمركز الوطني للسينما، بوزارة الثقافة، الذي تم إنشاؤه في عام 1964، وكان "36 شارع شريف"، هو المقر المؤقت لجمعية نقاد السينما، لكنه مازال حتى يومنا هذا منذ بدايته كما هو.

وفي المبنى ذاته "36 شارع شريف"، في الطوابق العليا يوجد عدة شركات سينمائية، أهمها شركة "أفلام فريد شوقي" وشركة "أفلام مصر الجديدة"، وكذلك منزل الكاتب عبدالحى أديب.