الأحد 24 نوفمبر 2024

المرأة العربية جوهر التضامن

  • 27-4-2017 | 11:00

طباعة

بقلم : السفيرة مرفت تلاوي

إن الأعمال الإجرامية والإرهابية الأخيرة التي تضرب بعض البلدان  في الوطن العربي وعلى وجه الخصوص ما تعرضت له مصر مؤخرا ضد المواطنين الأبرياء عبارة عن هجمة بربرية لا تعبر عن سلوك المواطن العربي، وأن الوطن العربي  والأديان السماوية براء من أصحاب الفكر المتطرف، فنحن أصحاب حضارة وتاريخ من آلاف السنين، وكنا سباقين قبل الغرب في بناء حضارات تعتبر مفخرة لأمتنا العربية، فمكافحة هذا الفكر المتطرف والأعمال الإرهابية واجب على كل مواطن عربي، وإن مشاركة المرأة العربية في الحرب على الإرهاب سيكون له شأن كبير في القضاء عليه وأن ترك هذه المسئولية للرجال فقط أمر معيب، وعلى  المرأة أن تأخذ فرصتها للدفاع عن الأمن الوطني العربي.

 وإن الأساس في بداية أخذ المرأة دورها الحقيقي في مكافحة الإرهاب هو تغيير الثقافة السلبية السائدة تجاه المرأة العربية التى ما زالت قائمة وتحرم المرأة من العمل ومشاركة الرجال في بناء الأوطان وحمايتها، وإن الوضع الحالي للمرأة العربية يحتم  ضرورة تغيير نظرة صناع القرار إلى تبني الأدوار الجديدة للمرأة، وأن تعود المرأة إلى ما كانت عليه في عهد الصحابة الأول، عندما كانت تحارب مع الرجل وتدافع عن الوطن وتحميه، أما الآن فهي أقل شأناً ولابد من إيقاف هذا التراجع، فالأدوار الجديدة للمرأة هي نتاج ظروف الإرهاب والصراعات التي بات على المرأة العربية القيام بها ومنها تربية أجيال قادمة تؤمن بالقومية والتضامن العربي، وإذا لم تقم المرأة بهذه الأدوار فلن تستطيع جامعة الدول العربية والحكومات العربية تحقيق التضامن العربي.

والأدوار الجديدة للمرأة شأنها شأن أي مشكلة سببها الثقافة السلبية السائدة بالمجتمعات العربية يجب أن يكون محصلتها تضامن عربي حقيقي لا يقتصر على دور الحكومات وجامعة الدول العربية، إنما يجب أن يتحول إلى  حراك شعبي عام تشارك فيه المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل يمكن أن تقوم به الشعوب من أشكال مختلفة للتواصل عبر مؤسسات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات ومنظمات المرأة من خلال إيمان الشعوب العربية نساءً ورجالاً بهذا الهدف، واستغلال كل الثروات البشرية والمادية لتحقيقه.

والمجتمع العربي ليس غريبا عليه هذا التضامن العربي، فهو قام بهذا الدور خلال حرب أكتوبر73، وإن ما تشهده المنطقة العربية من نزاعات مسلحة تضرب وحدة واستقرار الدول، وتيارات إرهابية تهدد أمن الشعوب كما تهدد الثقافة العربية، يحتم على الجميع استرجاع روح التضامن العربي التي سادت في حرب أكتوبر 73، وحل مشكلة اللاجئين العرب، حيث إن ثلث لاجئين العالم من الدول العربية رغم الثروات الهائلة التي يتمتع بها الوطن العربي إلا أن مشاكل اللاجئين العرب تتفاقم، وعلى وجه الخصوص اللاجئات العربيات وأطفالهن ممن بلغت نسبتهم ما يقارب 70% من أعداد اللاجئين وهم بحاجة ماسة لروح التضامن العربية بالتدخل حكوميا وشعبيا لحل المشكلات الجانبية كالتعليم والعنف ضد المرأة والزواج المبكر الناتجة عن مشكلة اللجوء.

وبداية الطريق نحو حل مشكلات اللاجئن العرب هي مطالبة مجلس الأمن بتوفير الحماية الكافية وتوفير مناطق حماية وآمنة للاجئين، وحل سياسى للأزمة السورية والأزمات العربية الأخرى، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بحماية المرأة والطفل فى أوقات الحروب، بالإضافة إلى جمع أموال للاجئين لإجراء مشروعات صغيرة للاجئات بالمعسكرات والمخيمات، وإمداد السيدات العرب بتدريبات حفظ السلام على طريق إنهاء مشكلات اللاجئين العرب.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة