الأربعاء 15 مايو 2024

"الحنطور" وسيلة الصفوة للتنقل داخل الفيوم القديمة (صور)

محافظات14-11-2020 | 11:24

كلما مررت بمدينة الفيوم تقع عيناك على عربات الحنطور إما واقفة بجوار سواقى الهدير بميدانها الشهير أو تجوب شوارع المحافظة تنقل الصفوة من سكان المدينة القديمة.


ويعد الحنطور الوسيلة الأكثر جمالًا ورقيًّا ولا يتحصل عليها بالماضى القريب إلا الاغنياء بالمدينة او الصفوة من سكانها فهى الوسيلة التى تنقلهم حيثما يريدون، تتنقل بهم داخل المدينة القديمة للتمتع بالهدوء والسكينة خصوصا وقت "العصارى".


وما إن حلت سيارات الأجرة ومن بعدها "تاكسى "المدينة أصبح الحنطور لا قيمة له بل توقف نهائيًّا عن العمل يقف بنفس المكان يبكى على أيامه وينتظر زائرًا من زوار المدينة القديمة حتى يعطف عليه ليتجول بها، شاهد من خلاله السواقى المنتشرة أو بحر يوسف بداخلها، حالة حال السواقى والتى توقفت عن عزف نشيدها الدائم مع شروق الشمس حتى الغروب.


اقتربت من عم محمد أحدثه وقد حل عليه التعب وظهرت على ملامح وجهه الشيخوخة مثله مثل العربة التى يقف بجوارها ذات اللون الاسود مطعمه بالأزرق وعندما اقتربت لأصوره ابتسم ابتسامة جميلة، وهو يقول إنت هتركب معى عاجبك الحنطور؟ قلت له نعم عجبنى وسوف أتنقل معك لكن حدثنى عنك وعن عربتك يا عم محمد فكان الحديث مفحمًا بالمرارة كما يظهر بالعنوان يقول وبنبرة حزينة: "إن الحال ضاق وأوقفنا عن العمل حتى الزبائن من زوار المحافظة وطلاب المدارس مفيش يا أستاذ كان زمان فيه شغل وفيه سياحة الان كل فين وفين لما زبون يطلبنا".


انتقلنا إلى إبراهيم شاب فى مقتبل العمر، وبسؤاله كيف حال عملك الآن على عربة الحنطور يقول:  أعمل مكان أبى المريض، يعنى ممكن أعمل مشوار أو اثنين كل يوم بالصباح او المساء لكن اصبح الحنطور وعمله اليومى لا يكفى إطعام الحصان تقدر تقول إن الحال أصبح غير زمان ولا تكفى اليوميات إصلاح العربة أو إطعام الحصان".


الحنطور العربة التى تردد على ركوبها يومًا الأمراء و"البشوات" وعلية القوم، أصبحت تقف عاجزة تعانى الإهمال ويتخطاها التطور والحداثة، فهل ستكون هناك عودة لها؛ لنحمى تراث الفيوم الجميل أم سنترحم يوماً عليها كما ترحمنا على الكثير من قبلها.


    Dr.Radwa
    Egypt Air