بدأ وزير الخارجية سامح شكري، زيارة رسمية إلى دولة الكويت، أمس، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، سلم خلالها رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حيث دعى السيسي أمير الكويت لزيارة مصر، حيث أكد الشيخ نواف الأحمد تطلعه إلى تلبية الدعوة في أقرب فرصة ممكنة.
وعلى مدار العقود الماضية، كانت العلاقات المصرية الكويتية - ولا تزال- رمزا للروابط الأخوية والتعاون في كل المجالات سواء على المستويين الشعبي أو الرسمي، فقبل أن تدشن العلاقات دبلوماسيا بدأت مع منتصف القرن التاسع عشر على المستوى الشعبي، حيث استضافت مصر الطلاب الكويتيين للدراسة في الأزهر الشريق والجامعات الأخرى ومنهم الشيخ محمد الفارسي.
مواقف تاريخية
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد استقلال الكويت، في عام 1961، حيث حرص البلدين على مد جسور التعاون إلى كل المجالات بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من أوائل الرؤساء الذين هنأوا الكويت باستقلالها عام 1961.
ودعم البلدان كل منهما الآخر فيما تعرض له من أزمات طوال تلك العقود، فعندما حاول الرئيس العراقي الراحل صدام حسين غزو الكويت عام 1990، أكدت مصر رفضها للعدوان ووقوفها إلى جانب الحق الكويتي، بل ودفاعها كشريك في حرب تحرير الكويت.
وعلى الجانب الآخر، كانت الكويت أيضا داعما لمصر، في عدة أزمات سابقة من أبرزها العدوان على مصر عام 1967 فكانت الكويت من أوائل الدول العربية التي أرسلت قوات مسلحة بعد حرب 1967 لمساعدة مصر في حرب تحرير سيناء، حيث أرسلت لواءً كاملاً وهو "لواء اليرموك"، وظل هذا اللواء موجوداً في مصر حتى حرب أكتوبر حرب 1973، فضلا عن وقوف الكويت إلى جانب مصر حتى تحقيق الانتصار العظيم في تلك الحرب.
مصر والكويت بعد 30 يونيو
كان أيضا للكويت موقفا بارز، خلال ثورة 30 يونيو 2013، حيث أكد أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، أن الكويت ستقدم دعما كاملا لمصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مؤكدا حينها أن مصر عزيزة على الكويت ولن تتأخر عنها أبدا، حيث قال أمير الكويت للرئيس المؤقت حينها عدلي منصور: أشقاؤكم معكم وسندًا لكم.
وعقب انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو 2014، شارك أمير دولة الكويت الراحل في احتفالات تنصيب السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية، حيث شهدت العلاقات المصرية الكويتية زخما كبيرا خلال فترة حكم الرئيس السيسي، حيث أجرى عدة زيارات إلى الكويت، وفي المقابل زار أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد مصر عدة مرات.
وفى يناير 2015، زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الكويت استقبله الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بقصر بيان، قلّد الأمير صباح الرئيس السيسى قلادة "مبارك الكبير"، وهى أعلى وسام فى دولة الكويت، كما بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تلبى طموحات الشعبين، وعدداً من الملفات الاقليمية.
وفي مارس 2015، زار أمير الكويت مصر للمشاركة فى اجتماعات القمة العربية في دورتها الـ 26، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك في الشهر ذاته شارك أمير الكويت الراحل في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى، التقى به الرئيس عبد الفتاح السيسى على هامش المؤتمر.
وفي أغسطس 2015، زار الشيخ الأحمد الجابر الصباح، مصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، استقبله حينها الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وفي ماير 2017، زار الرئيس السيسي الكويت، استقبله خلال أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، بحثا خلالها العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والعمل على تعزيزها في كافة الأصعدة وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة، وكذلك سبل دعم وحدة الصف ومسيرة العمل العربي المشترك.
وفي أغسطس 2019، زار الرئيس السيسي الكويت، استقبله الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وعقب وفاة الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، في سبتمر الماضي زار الرئيس السيسي الكويت لتقديم واجب العزاء، وكان فى مقدمة مستقبلى الرئيس الشيخ نواف الأحمد أمير دولة الكويت، وأسرة آل صباح، وكبار المسؤوليين.
زيارات الوفود المتبادلة
ولم تقتصر الزيارات المتبادلة على زعيمي البلدين، بل شملت وفودا متبادلة بينهما على كافة الأصعدة، وكان آخرها الزيارة الحالية لوزير الخارجية سامح شكري، حيث التقى خلالها بأمير الكويت وولي العهد، ومن المرتقب أن يواصل لقاءاته على مدار اليوم وغدا.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 4 مليارات دولار، حيث جاءت الكويت في المرتبة 11 بحجم تجارة بلغ 20567 مليون دولار، ويصل أعداد السائحين الكويتيين في مصر إلى 160 ألف سائح.
وخلال السنوات الماضية وقعت البلدين عددا من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون المشتركة، من بينها اتفاقيتي تمويل بقيمة 110 ملايين دينار كويتي، و5 اتفاقيات بين وزارة الاستثمار وصندوق الكويت، فضلا عن إنشاء مجلس للتعاون المشترك بين البلدين.