الخميس 20 يونيو 2024

خبراء: «الألعاب الإلكترونية» تنمى العدوانية لدى الشباب..والتوعية والإرشاد الحل لمواجهة خطرها

تحقيقات17-11-2020 | 16:16

باتت ظاهرة «الألعاب الإلكترونية» خطرا داهما يهدد حياة الشباب وتنبئ بكوارث حال عدم التصدي لها ومواجهتها بالطرق العلمية، خاصة عقب ظهور العديد من حالات الانتحار بين الشبابا المقدمين على ممارسة هذه الألعاب.


وشدد رجال دين وخبراء تربويون ونفسيون على أن ضرورة التعامل مع هذه الظاهرة من خلال المؤسسات الدينية والتعليمية والتربوية التي تعتبر المنبر الرئيس لمخاطبة وتربية الشباب، بجانب ضرورة وضع ضوابط محددة للتعامل مع الألعاب الإلكترونية، والتي يتم من خلالها استبعاد الألعاب التي تعتمد على العنف، وتهدد حياة الشباب.


حرمة النفس

قال الشيخ أحمد ترك الداعية الإسلامي، وأحد علماء الأزهر الشريف، إن تكرار حالة الانتحار والأذي النفسي والجسدي للشباب المتعاملين مع الألعاب الإلكترونية ينبأ بخطر كبير يجب الانتباه له.


وأكد ترك في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن الشريعة الإسلامية وضعت ضوابط لممارسة الرياضة، والألعاب الرياضية يقوم أساسها على الحفاظ على النفس والمجتمع، وأن تعود بالنفع على النفس والجسم والذهن، وأن تبتعد عن كل ما يخالف العقيدة أو تميل إلى العنف والأذى.


وأشار إلى أن الشريعة الإسلامية أتاحت ممارسة الألعاب طالما تتسق مع ضوابطها، ولم تخالف ما درجنا عليه من قيم وعادات نافعة، مطالبا الأسرة وأولياء الأمور بضروة متابعة سلوك ابنائهم، وتقويمهم حفاظا عليهم من أي ضرر يصيبهم.


وأوضح الداعية الإسلامي، أن استيراد هذه الأفكار الخاطئة القادمة إلينا من الخارج ناجم عن سياسة "التغريب"، التي يتعرض لها المجمتمع من خلال استقبال كل ما هو غربي دون البحث فيما ظغن يصلح لثقافتنا وطبيعتنا أم لا.


وشدد على أهمية وجود حملات التوعية في المدارس والمساجد، والتعريف مخاطر هذه الظواهر التي لا تتفق مع ديننا الحنيف أو ما نشأنا عليه من عادات خيرة، تحث على السلام الاجتماعي، وحرمة أذى النفس .


التوعية والتوجيه

قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن انتشار الألعاب الإلكترونية بات ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع بسبب ما يترتب عليها مكن نتائج كارثية.


وأكد حمروش في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم" يجب زيادة برامج التوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة للحد من وقوع الاطفال فريسة لمثل هذة الألعاب مما يؤدي الي مخاوف كبيرة، مضيفا إن الألعاب الإلكترونية تنمي الجانب العدواني لدي مستخدميها مما يعكس ذلك علي الأسرة والبيئة المحيطة والمجتمع.


وأوضح انه يوجد دور كبير للأسرة والجهات المختصة متمثل في التوعية المستمرة مما يصبح الطفل اكثر امنا من التعرض لهذة الألعاب التي قد تؤدي بحياته.


واشار ان الألعاب الإلكترونية باتت منافسا خطيرا لقضاء وقت ممتع مع الأهل والأصدقاء، وتراجعت أمامها الألعاب الاعتيادية والقديمة التى كان الصغار يطوقون لممارستها مثل كرة القدم والجرى والتنزه.


تفعيل دور المؤسسات التربوية

أكد الدكتور طلعت عبدالحميد، الخبير التربوي، خطورة الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الأطفال والشباب، مشددًا على ضرورة اهتمام المؤسسات بهذه المشكلة.


وقال عبدالحميد في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن أهم سبب لهذه الظاهرة هو فقدان قيمة التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، والميل إلى التوحد وعدم التحصين الداخلي للفرد منذ طفولته من جانب الأسرة والمدرسة، ملقيًا الدور الأكبر على التربية والتعليم لأن دورها يتمثل في تعليم الأسرة والطفل معًا.


وطالب بوضع قيم للشباب منذ الطفولة في صورة غير مباشرة من خلال التجربة بدلًا من التلقين الذي يفقد الطفل القدرة على التمييز بين ما هو خطأ وما هو صواب.


وأشار إلى ضرورة مشاركة جميع مؤسسات المجتمع في حل الأزمة، مؤكدًا أن القانون وحده لا يحل المشكلة ولكن يجب تعليم الفرد إدارة ذاته منذ الصغر.


وطالب الخبير التربوي بضرورة حصول أولياء الأمور على دورات تأهيلية تساعدهم على التعامل مع أطفالهم قبل أن ينخرطوا في هذه الألعاب التي تؤدي بهم إلى الوصول إلى مراحل خطيرة.