الأحد 24 نوفمبر 2024

فن

اقرأ قصة «ولوج».. من مجموعة «جئتك بالحب» لـ تيسير النجار

  • 18-11-2020 | 10:34

طباعة

لو كنت تعلم أن هناك شخصًا ما يتحمم خلف الباب الذي تمر أمامه الآن، ألن تراودك فكرة بالنظر من هذا الشق الذي يتسلل الضوء إليه؟

لا تحاول إقناعي بأنك قديس ولن تقف للحظات؛ ربما تدنو بعينك لترى، عين واحدة فقط لأن الشق رفيع جدًا وطويل نسبيًا.

أنا لم أفكر في ذلك، ليس لأن من يتحمم رجلاً وأنا مثله، بالتأكيد سمعت سعاله الخشن معي وبصقته أظنها مقززة جدًا، حتى لو كانت أنثى لأكملت طريقي، تصور سأكمل طريقي بالرغم من الدنس العالق بي والفضول الذي يلتهمني كثيرًا.

لا تغريني الأجساد العارية بل العقول، تخيل معي عقلاً عاريًا من الزيف والفضيلة المدعية، صادقًا .. متصالحًا مع كل جرائمه، تأمله يماثل نشوة الإنتشاء عقب لقاء حميمي، صدقني، من السهل أن تضاجع من ترغب مهما بدا الأمر صعبًا، لكن أن ترى عقلاً عاريًا يتطلب ذلك الكثير من الصبر والمجهود.

عليك اختيار فريستك بتأنٍ؛ الأذكياء صعب الإيقاع بهم لكن عندما يصيبهم الإحباط والحزن يصبحون في متناول يدك، احتضنهم وحدثهم بثقة أنهم سيكونون بخير، تقبلهم، تذكر أن عليك نزع الدهشة مسبقًا وقتل اللوم طبعًا، احطهم بالقبول وحسب، تنفس ببطء مهما كانت اعترافاتهم، تسامى .. ترفع عن العتب والنصائح العبثية لا شيء يجدي .. صدقني، ما حدث قد حدث وانتهى، تصور لبعض الوقت أنه أنت، ارفق به؛ نحن بشر، دعك من الذي أخطأ لأول مرة أنه.. يوارب .. يتوارى .. يتجمل، ستحمل عنه ثقل الندم ويبلل كتفك بالدموع، ستنخدع في الممثلين أيضًا في البداية، هناك من فشل في تمثيل النجاح فصنع أساطير للفشل حتى يكون بطلاً ولو بشكل سلبي، تمتع بخياله أنه مثل تناول حبات الفول السوداني المحمص عند مشاهدة فيلم ممل ليس مفيدًا لكنه أقل ضررًا من تدخين السجائر.

ستمتلك بنايات صغيرة من العقول مثل قطع الميكانو أنه مدهش يا رفيقي.

لماذا تنظر إليّ هكذا ؟! إن أردت مشاهدة الجسد العاري لا بأس، لن أخبر أحدًا.

كما أنني لن أخبرك أنه في رحلتك داخل العقول قد تفقد السبيل إلى عقلك وتظل تائهًا مثلي، تعطي النصائح الخاوية وحسب.

    الاكثر قراءة