قالت صحيفة"الخليج"الاماراتية إن احتفالات السودانيين تتواصل بتوقيع وثيقة السلام بمنطقتي دارفور والنيل الأزرق وهو حدث تاريخي يستحق الاحتفاء، يطوي به هذا الشعب العربي سنوات طوال من الاحتراب والدمار والتشرد والبؤس ويفتح أبواب الأمل في مستقبل من الأمن والطمأنينة والازدهار وتسوده قيم العدالة والتنمية والتطور وتستعيد به المجتمعات المحلية عافيتها وتماسكها الذي مزقته الحرب والاقتتال .
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان"سلام السودان" - حسبما افادت وكالة أنباء الإمارات وام اليوم الأربعاء - أن اتفاق جوبا التاريخي، يتيح ضمانات العودة الآمنة لمئات آلاف اللاجئين والنازحين إلى قراهم الأصلية مع حقوق التعويضات الملائمة، كما يمنح أبناء الإقليمين أفضليات في التنمية المتوازنة والتعليم الأساسي والجامعي وفي الوظائف الحكومية على المستويين الإقليمي والقومي ويعيد هيكلة أجهزة الحكم الانتقالي مما يضمن تمثيلاً عادلاً لقادة الحركات المسلحة في مجلس السيادة والوزراء، بينما يوفر اتفاق الترتيبات الأمنية هيكلة متدرجة للمؤسسات العسكرية والشرطية تراعي إدماج عناصر الحركات في التراتبية الهرمية لهذه المؤسسات.
وأشارت إلى أن الاتفاق بهذه الصيغة يحقق العدالة المنشودة في توزيع السلطة والثروة بين أبناء الوطن الواحد ويسد الطريق أمام أسباب ودواعي الحرب والاقتتال الأهلي الناجم عن الشعور بعدم المساواة والتهميش، أو فقدان الأمن والسلام، وهو يعزز سلطة الدولة من زاوية أنه يحصر عملية حمل السلاح في جهة مركزية واحدة تحكمها النظم والقوانين وتتمثل بداخلها كافة المكونات الإثنية بغض النظر عن انتماءاتها الدينية أو الثقافية .
وذكرت الصحيفة أن الإمارات شاركت بنصيب وافر وملحوظ في الجهود الدولية لتقريب وجهات النظر وإنجاح جولات التفاوض الجارية على منبر جوبا، وتوجت هذه الجهود الحثيثة بتوافق الأطراف على وثيقة اتفاق جوبا التاريخي للسلام على مساري دارفور والنيل الأزرق ولا تزال جهودها متواصلة لاستكمال المسيرة السلمية عبر ضم مجموعتي عبدالواحد نور وعبدالعزيز الحلو.
وأضافت أنه بسبب حيادية مبادراتها واهتمامها الدائم بتكريس الاستقرار في السودان جعل صناع السلام عاصمة الإمارات محطة رئيسية في جولتهم التي شملت عواصم إقليمية ودولية عدة بهدف تقديم واجب الشكر والعرفان للدول الداعمة لوقف الحرب واستتباب السلام في بلادهم .
وقالت"الخليج" - في الختام - إن الأمل أصبح حقيقة بعد ثورة الشباب السودانية التي أسقطت النظام السابق وأظهرت العزم على الخروج من نفق العزلة والانغلاق الإيديولوجي ومعالجة جراحات الوطن، كانت الثورة وتضحياتها المبذولة انعطافة حاسمة في التاريخ السوداني المعاصر وقد وضعت الحكومة الانتقالية ضمن أهم واجباتها وأولوياتها بند وقف الحروب ومداواة الجراحات التي أفرزتها وبناء السلام.