تنشر "الهلال اليوم" نصوصًا جديدة من كتاب "أجنحة لمزاج الذّئب الأبيض"، للشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة، ونقرأ منها:
جناح
لعسـل النّـص:
تلسعك نحلة النصّ، وكل الواقع يـُجهض
تلك اللحظةَ، (جنسَك المقدّس):
عند الصّباح، عيطة صاحب النزل: أخْلِ
الغرفة.
عند المخرج، دبيب الأشباه والأضداد:
أين قبّعتك؟
عند الغداء، كلّ السّندوتشات تدخل
قاعة التحرير، ما عدا واحداً هو لك.
عند الظهر، يستدعيك المدير: مقالك
بالعربية الفصحى، دعه بالعربية فقط.
عند العصر، تنهي الترجمة.
بعد العصر، تشتمك زميلة لأنك كفئ في
الحالتين.
عند المغرب، تُلْهِب وجبتك الأولى:
زدني قليلاً من اللّوبيا.
عند مدخل النزل، عيطة صاحبه أيضاً: أطفئ المصباح
باكراً.
تدخل الغرفة منهاراً على ما يشبه
سريراً، تنتبه إلى عقلك، فتشرع في التفكير من رجليك، وتأتي صاعداً مثل موت
النصارى. *
سؤال الرّجلين: لو كان المشي بالأجرة،
هل كنت ستشتري أحذية لكلّ الحفاة؟
سؤال السّاقين: هل المداد الذي تكتب
به يصبّ في هذه الشرايين؟!
سؤال الرّكبتين: ما قطر الجزائر العاصمة؟!
سؤال الفخذين: ما لون العياء؟!
سؤال الحوض: فقط، لأنك كفئ سبّتك
الزميلة؟
سؤال
البطن: هل أعجبتك اللوبيا؟
سؤال
الصّدر: كم حاطبةً تكفي هذه الغابةُ؟!
سؤال
الرّقبة: متى تتخلّص من عاهة الالتفات؟
سؤال
الرّأس: هل تعود نحلة النصّ؟!
وتلسعك
نحلة النصّ.