السبت 11 مايو 2024

هتلر مصري

كنوزنا20-11-2020 | 14:18

إلى جانب الاخوان المسلمين كان هناك حزب آخر  أنشأ تنظيما عسكريا، واعتمد على إثارة الشارع دون فکر محدد على الإطلاق، هو حزب مصر الفتاة، وكان يقوده رجل عاطفي النزعة، يؤيد بلا حدود ويعارض بلا منطق. وإذا دخل في عراك مع أحد دمره. واذا عقد صداقة مع أحد دمره.. ودمر نفسه ! كان مثله الأعلى هتلر وموسوليني وكان الحزب الامثل عنده هو الحزب النازي، ومن عجب أن هذا الحزب مر عليه شباب الثلاثينيات والأربعينيات كلهم وبلا استثناء حتى جمال عبد الناصر وأنور السادات بل انه الحزب المصري الوحيد من أحزاب العصر الملكي الذي سمح له السادات بالعمل، وقام في عهده بدور في المعارضة ويقوده ابراهیم شکری أحد أقطاب الحزب زمان؟

ولقد ضم هذا الحزب من الماضي عشرات من السياسيين الذين احترفوا العمل السياسي وكان الحزب على صلات طبية بجميع أحزاب الإقلية وان اعلن غير ذلك ، وارتمى فترة من الوقت في أحضان السرای . ولكنه وقف موقف العداء من كل التنظيمات العمالية والشعبية واعتبر السياسة کھنوتا لايجوز الا للسادة أعضاء حزب مصر الفتاة، ورغم كل المحاولات التي بذلها الحزب ، ورغم التنظيمات الفاشية والاستعراضات العسكرية فان الحزب ظل بعيدا عن احضان الجماهير ، ولم يصل من اعضائه الى مجلس النواب والحزب في أزهى فترانه الا نائب واحد ينيم هو ابراهيم شكري واشترك الحزب في معركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز في عام 1951 , وقضت السلطة الملكية على جميع أعضاء الحزب ، وقدمت رئيس الحزب احمد حسين للمحاكمة بتهمة حريق القاهرة , ودلت الشواهد كلها على أن الملك مصمم على تصفية الحزب واعدام رئیسه .

ولولا ثورة ۲۳ يوليو لتم كل شيء وسار كما أراد له الملك . الا أن الثورة فاجأت الجميع ، فأفرجت عن أحمد حسين وعن كل المسجونين ، وتصور احمد حسين أن الثورة قامت من أجله ، وأنها خرجت من جيبه ، وحاول أن يفرض الوصاية عليها ، لسبب عاطفي غريب ، وهو أن جمال عبد الناصر عندما كان تلميذا في السادسة عشرة من عمره التحق فترة لاتزيد على شهي في صفوف مصر الفتاة، ثم انصرف عنه زاهدا عندما اكتشف أن الحزب ليس مؤهلا للقيادة .

ولكن احمد حسنين الذي كان مثله الأعلى الهر هتلر ، اعتبر أن عبد الناصر عضو في الحزب ، وأن الثورة ينبغي أن ترفعه إلى منصب الرئيس وان تضعه على رأس الثورة .

وعندما وقع الخلاف بين أحمد حسين والثورة . سمحت له الثورة بمغادرة مصر فطاف ببعض بلاد الشرق داعيا الشعب المصرى الى الاطاحة بعبد الناصر والانتفاضة ضد الحكم العسكري ودعوة ، الزعيم المنتظر . أحمد حسين ليقود البلاد نحو الإخاء والرخاء والسعادة |

ولكن ما حدث كان غير ما توقع الزعيم المنتظر . عاد بعد فترة الى مصر و وعاش في الظل حتى مات عبد الناصر ، ثم عاد للظهور في دولة الانفتاح ، ليقوم بدور محدود للغاية .. هو تدبيج مقالات كلها مديح واشادة بعظمة السادات ونبوغ السادات ولكنه فجاة وبلا مقدمات انقلب على الزعيم المنتظر !!

    Dr.Radwa
    Egypt Air