تنقضي السبت 100 يوم على رئاسة دونالد ترامب، فيما يرى بعض المراقبين أنه ربما قضى خلالها 100 عام من الصراع في أجواء من الواقعية العجائبية على غرار بطل رواية 100 عام من العزلة.
الرئيس الأمريكي الذي يحضر للاحتفال بمرور الـ100 يوم الأولى على حكمه للولايات المتحدة، أعلن أنه لن يتوانى عن تنظيم احتفال واسع النطاق بهذه المناسبة، "وحشد مسيرة تأييد كبيرة له في بنسلفانيا"، غير آبه بما أخفق حتى الآن في تحقيقه من وعود قطعها على نفسه للناخبين.
وفيما هو يحضر للاحتفال، تنهال عليه الانتقادات من الداخل والخارج على قراراته وخطواته المثيرة للجدل، بدءا من محاولات تهديد الصين بالحرب التجارية معها، مرورا بضربة مطار الشعيرات السوري ووصولا إلى التجييش في شبه الجزية الكورية.
ويفرد المراقبون لترامب بين أبرز مراسيمه في الأيام الـ100 الأولى على رئاسته، تعليق دخول مواطني سبع دول مسلمة أراضي الولايات المتحدة "في إطار جهود إدارته لمكافحة الإرهاب"، والصدى الذي أحدثه هذا القرار داخل الولايات المتحدة وخارجها وخلص إلى طعن القضاء الأمريكي به وتعليقه.
وبين قرارات ترامب المفاجئة والمتسرعة حسب بعض المراقبين، ضرب مطار الشعيرات السوري مستندا في قراره إلى تقارير إخبارية واهية، ومعلنا "إعادة النظر باحتمال التعاون مع دمشق في مكافحة الإرهاب، بعد كيميائي خان شيخون" ليحمّلها وزر الكيميائي، ويغضب موسكو التي عوّلت عليه حليفا واعدا في مكافحة "داعش".
وعلى مرأى من موسكو المندهشة لترامب أصلا على خلفية ضربته للشعيرات، أخذ الرئيس الأمريكي على عاتقه "مواجهة الطموح العسكري لبيونغ يانغ"، وشدد على ضرورة أن "تتعاون الصين مع بلاده للحد من التوتر في شبه الجزيرة الكورية" محذرا بكين من أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما تخلفت الصين عن دعمها" في وجه بيونغ يانغ، لما لدى بكين من تأثير في كوريا الشمالية وقراراتها.
خطوات ترامب المستعجلة لم تتوقف عند إغضاب موسكو وإزعاج بكين في شرق آسيا، بل طالت أفغانستان التي ضرب أنفاقا فيها بـ"أم القنابل"، بهدف البطش بالضعيف حتى يخاف القوي في إيران المحاذية.
قائمة هفوات ترامب وكبواته تطول، إلا أن أهم ما يسجله المراقبون له في 100 يوم على السلطة، أن شعبيته خلال هذه المدة كانت الأدنى من نوعها في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة، وأدخل بلاده إبانها في فضاء من العزلة قد يحكم ترامب طوقها بجداره العازل مع المكسيك إذا ما أنجزه، معيدا بذلك إلى أذهان العالم جدار برلين الذي قسم أوروبا، وجدار غزة الذي عزل الأهل عن أهليهم.