الثلاثاء 21 مايو 2024

خبراء إعلام يوصون بدمج الإعلام التقليدي بالإعلام الجديد على المستويين التقني والمهني

أخبار21-11-2020 | 17:59

أوصى خبراء إعلام بضرورة الدمج بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد الممثل في وسائل التواصل الاجتماعي سواء على المستوى التقني أو من حيث توحيد المعايير المهنية.


جاء ذلك خلال جلسة "تجارب ملهمة" ضمن فعاليات مؤتمر "مستقبل الإعلام 2020" الذي يعرض التوجهات الإعلامية العالمية في ظل تطورات الإعلام وارتباطها بالتطور في التكنولوجيا الحديثة، ووضع تصور للإعلام محلياً ودولياً في ظل التحولات الذكية في صناعة الإعلام.


أدار الجلسة الإعلامية المصرية سمر نجيدة، وتضمنت الجلسة كلمات لكل من الصحفية والمراسلة الأمريكية جوديث ميلر، والصحفية ومسئولة تحرير الإندبندنت العربية في مكتب القاهرة منى مدكور، والأستاذ المساعد ونائب رئيس قسم الصحافة والإعلام بكلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية رشا علام، والصحفية وعضو مجلس النواب اللبناني نيلا تويني، ومؤسس موقع "كوريا ريسك" في الولايات المتحدة الأمريكية تشاد كورال.


بدأت جودث ميلر كلمتها باستعراض التغير الذي طرأ على حال الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث اختفاء نحو 25% من الجرائد الورقية والاستغناء عمن يعملوا بها نظراً لاستبدالها بمواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي كانت له مزايا وعيوب.


وقالت ميلر إن مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أصواتاً لم يكن لها أن تظهر بدون تلك المواقع، ولكنها أدت على جانب آخر إلى تهميش وقتل الكثير من الصحف اليومية وتخفيض أرباحها، كما أدت إلى تغيير كلي وجذري في نموذج العمل المعتاد.


وأوصت ميلر بتوحيد الإرشادات والقواعد المهنية على كل من الإعلام التقليدي والجديد، كما أوصت باستمرار مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية في التحكم في المحتوى المنشور كنوع من أنواع تحمل المسئولية عما ينشر.


ثم بدأت منى مدكور حديثها بالتأكيد أن مصر ما زالت على درب الخطوات الأولى للدمج ما بين التكنولوجيا الحديثة والصحافة التقليدية، مشيرة إلى أن استخام المنصات الجديدة كوسائل التواصل الاجتماعي يساعد على تفاعل الجمهور مع الخبر أو القصة، وهو شكل من أشكال الدمج بين الإعلام التقليدي والأدوات الجديدة للإعلام.


وأشارت مدكور إلى أن العوامل المادية ليست هي أكبر عائق أمام الصحافة المصرية حيث أن العنصر البشري هو حجر الأساس في العملية الإعلامية، لذلك يجب أن يطور الصحفي المصري أدواته ويواكب التطور عالمياً.


وأوصت مدكور في سياق الدمج بالاهتمام بأمانة الكلمة والتوازن في تقديم المعلومات ونزع عباءة الآراء الشخصية بهدف كسب ثقة الجمهور، فضلاً عن ضرورة تدريب الصحفيين العاملين بمجال الإعلام بشكل يخدم المحتوى الإعلامي ليقدم بشكل أكثر جاذبية.


من جانبها، ركزت رشا علام على تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي على الإعلام، وأكدت أن هناك نماذج محدوودة في بعض البلدان يشارك فيها الروبوت كمذيع إخباري وكذلك كتابة الخبر الصحفي في بعض الصحف، ولكن هذا لا يعني الاستغناء عن العنصر البشري حيث أن إدارة الذكاء الاصطناعي يحتاج لفنيين وصحفيين لصناعة المحتوى.


وتوقعت علام أن تحل قوالب إعلامية جديدة مؤثرة على أنماط الاستهلاك وهو الأمر الذي يعتمد على مدى توافر الإماكانيات، مضيفةً "أننا مازلنا نخطو خطواتنا الأولى فيما يتعلق بالدمج بين الروبوتات والشكل التقليدي للصحافة والإعلام".


وطرحت علام فكرة صحافة الحلول والصحافة البنائية والتي تعتمد على أن يكون للإعلامي والصحفي دور توعوي، وكذلك طرح الأمور السلبية والإيجابية بتوازن وطرح المشكلات بهدف إيجاد واقتراح حلول لها بشكل تشاركي مع الجمهور وهو الأمر الذي يمكن الاستفادة منه من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.


وأوضحت أنه فيما يخص تحول الإعلام والصحافة لنظام يعتمد على فكرة تقديم اشتراكات فإن ذلك يعتمد على القيمة التي ستيضفها المنصة الإعلامية أو الصحفية ليدفع المتابع أو القارئ للاشتراك والمتابعة.


وأشارت إلى إمكانية استخدام التطبيقات مع الإعلام التقليدي بشكل تشاركي حيث يمكن مشاركة المحتوى على التطبيقات لتقديم الأخبار التي تناسب الجمهور المتابع لها.


أما كلمة نيلا تويني فدارت حول شرح تجربة جريدة "النهار" في مواكبة التحول الرقمي والتكنولوجي؛ وقالت إنه رغم أن تأسيس الجريدة تم عام 1993، إلا أنها أخذت تتطور مع كل تطور إعلامي وصحفي، بداية من الملاحق الثقافية والفنية والرياضية والاقتصادية وصولاً لنزول نسخة إلكترونية للقارئ على الموقع الرسمي لها.


وأوضحت تويني أنه كانت هناك صعوبات أمام التحول الرقمي لجريدة النهار منها عدم تعود الصحفيين على تلك الطريقة في العمل وضرورة مواكبتهم للسرعة المطلوبة في التعامل مع الأخبار والمحتوى بشكل عام إلكترونياً، ووجوب التحقق من المحتوى قبل نشره في الوقت نفسه، ولكن التحول المتدرج نحو مواكبة الجريدة للتطور التكنولوجي هو ما أدى لنجاح التجربة إلى أن أصبح دور الجريدة مكملاً للجهد الإلكتروني.


ثم تحدثت نادية البلبيسي مراسل قناة "العربية" بواشنطن، وأكدت أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل تحدياً للإعلام المرئي والمقروء؛ فالإعلام التقليدي والمرئي اضطر لأن يواكب الإعلام الجديد وأصبحت غالبية النشرات الإخبارية تنقل عن طريق موقع تويتر تلخيصاً لما يقوله الضيوف على الهواء.


وأكدت البلبيسي أن التليفزيون لن يختفي كوسيلة إعلامية في وقت قريب إذا ما واكب التطور الإعلامي الراهن، ولكنها أشارت إلى أن هذا التوجه سيؤدي إلى البعد عن الموضوعات العميقة والمهمة وهو التحدي القادم الذي يجب أن تتم مواجهته.


بدوره، أشار تشاد أوكارول مؤسس موقع "كوريا ريسك" في الولايات المتحدة الأمريكية، في كلمته إلى عدم قدرة المنظمات الإعلامية الناشئة على مجاراة المنظمات الموجودة بالفعل في مجال تغطية الأخبار العامة، وبالتالي يجب أن تركز على فكرة التخصص، موضحاً أن هناك ارتفاعاً متواصلاً في عدد المؤسسات الإعلامية القائمة على فكرة التخصص في موضوعات أو مناطق بعينها.


وقال "بدأنا نشهد تحولاً من الإعلام الذي يحاول أن يتعامل ويجاوب على كل الأسئلة وكل الموضوعات إلى إعلام يركز بشكل أكبر ويخصص عدد ساعات لموضوع بعينه، وهذا النمط الإعلامي القائم على فكرة التخصص يرتبط عادة بوجود رسوم معينة للحصول على منتج إعلامي متميز.


يذكر أن فعاليات المؤتمر تستمر طيلة اليوم وتتضمن ثلاث جلسات حوارية تجمع بين الحضور الفعلي والمداخلات الحية والمسجلة للتغلب على الظروف الراهنة التي يشهدها المجتمع الدولي بسبب أزمة كورونا، واستغلالاً للتطور التكنولوجي.