الأربعاء 29 مايو 2024

ننشر الحلقة 20 من كتاب «خطاب العنف والدم» لحسام الحداد

فن22-11-2020 | 10:59

تنشر "الهلال اليوم" فصلًا جديدًا من كتاب "خطاب العنف والدم في الفقه الإسلامي"، للكاتب حسام الحداد، الصادر عن دار ابن رشد للنشر والتوزيع، وجاء الفصل بعنوان: قاتل بدرجة "مفتي"، ونقرأ فيه:


محمد عبدالسلام فرج.. قاتل بدرجة "مفتى"


محمد عبدالسلام فرج ( 1942 – 1982)، واضع أول سطر في فتوى قتل السادات قبل اغتياله بعدة أعوام في كتيب صغير بعنوان ( الفريضة الغائبة )، وهو الأمير الحقيقي لتنظيم الجهاد،  الذي اعتبر كثيرون كتيبه ترخيصاً بقتل السادات، إذ كان يدعو إلى الجهاد على أساس أنه الفريضة الغائبة، وأنه ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا.(8)


تخرج محمد عبدالسلام في كلية الهندسة، جامعة القاهرة وعمل في الجامعة نفسها. كانت ميوله الدينية واضحةً منذ طفولته، قرأ كتابات سيد قطب وأبي الأعلى المودودي، وتأثر فرج أيضاً بقراءة محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية، وركز فكره على إسقاط الحكومة عن طريق الانقلاب، مع علمه بأن أغلب الزعماء الأصوليين المهمين كسيد قطب وحسن البنا وصالح سرية وشكري مصطفي وآخرين إما اغتيلوا أو حكم عليهم بالإعدام.


على سبيل الهواية عمل فرج كإمام لمسجد الإمام عمر بن عبد العزيز، وكان أسفل العقار الذى يقيم فيه، حيث ألقى الأحاديث والخطب المركزة على مشاكل المسلمين التي نتجت عن الحكم غير الإسلامي، فاقنع فرج الملازم أوّل في الجيش خالد شوقي الإسلامبولي باغتيال الرّئيس السادات، وكان فرج المخطّط البارع لجماعة الجهاد الإسلامي، بما في ذلك تنظيم الجهاد.


أما آراؤه الرئيسية فموجودة في كتابه الصغير "الفريضة الغائبة"، أي الجهاد، ومحور فكره الرئيسي والذي سيطر عليه  أن  مصر بلد  إسلامية لكن الحكم السياسي المصري غير إسلامي وكافر، ويتمتع بكل خصائص الجاهلية، محمد عبدالسلام فرج خريج كلية الهندسة وابن الطبقة المتوسطة، وهو المنظر الحقيقي لتنظيم المنصة، وكل التنظيمات الجهادية التي ظهرت بعد ذلك، حيث أثر كتابه «الفريضة الغائبة» على فكر الجماعات الأصولية حتى اليوم.


وأحيا أفكار قتل الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله، باعتبار قتله جهادًا، متأثرًا فيه بـ"صالح سرية"، والذي يقال إن فرج كان على اتصال به وبمجموعة الفنية العسكرية التي قادها سرية، وكانت تهدف إلى قلب نظام الحكم، تأثر فرج بكتاب رسالة الإيمان التي كتبها سرّية والتي يدعو فيها إلى الإطاحة بكل الأنظمة العربية، باعتبارها جاهلية ويتعين الخروج عليها.