قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، إن اللبنانيين جميعا ضاق صدرهم بانتظار تشكيل حكومة جديدة تنتشل البلاد من الأزمات والدمار، مشيرا إلى أن الكل يعلم أن عرقلة التأليف الحكومي سببها إصرار القوى السياسية على الحصص والحقائب الوزارية والاستحواذ على "الثُلث المعطل" وتعزيز فريق وتهميش فرقاء آخرين.
وأضاف بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد - أن هذا الأسلوب الذي تنتهجه القوى السياسية اللبنانية، يخالف الدستور وعزز الفساد والاستيلاء على المال العام وإهداره، وأوصل الدولة إلى حالة من الانهيار والإفلاس.
وتابع: "هل يدرك المعطلون أن الناتج المحلي انحدار هذا العام من 54 مليار دولار إلى 25 مليار دولار وأننا خسرنا سنة إصلاح لا تقدر بثمن".. مشددا على أن تشكيل حكومة جديدة على غرار سابقاتها من شأنه أن يتسبب في الخراب الكامل للبنان.
وأشار إلى أن سياسات الانحياز لصراعات المحاور الإقليمية أدت إلى الواقع الراهن في لبنان، حيث الدمار الوطني والسياسي والاقتصادي والأمني، لافتا إلى أن تجربة لبنان بعد استقلاله تقطع أن التزام الحياد يعزز استقلال البلاد ونمو وازدهار الاقتصاد.
وأكد أن اللبنانيين لا يزالون يعولون على تشكيل حكومة استثنائية إنقاذية قادرة على النهوض بالبلاد واكتساب الثقة الداخلية والخارجية العربية والدولية، واستعادة قرار الدولة المستقل وبناء دولة جيشها واحد وولاؤها واحد فقط.
من جانبه، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عوده، إن الانهيار المالي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي أصبح يفتك بلبنان، داعيا رئيس البلاد ميشال عون إلى تطبيق الدستور واستعادة هيبة الدولة عبر اعتماد المساءلة والمحاسبة، وألا يخذل البلاد بسبب ارتباطات سياسية أو عائلية أو طائفية.
وأكد المطران عوده - في كلمة له خلال عظة الأحد - أن تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة يمثل جريمة، وأن صراع المصالح وتنفيذ أجندات خارجية لا يقود إلا إلى الهلاك، داعيا الرئيس اللبناني إلى تسريع تشكيل الحكومة.
كما توجه إلى رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري قائلا: "أسرع في مهمتك لأن البلد يتهاوى والمواطن لم يعد يتحمل والوقت يتلاشى. ضع يدك بيد رئيس الجمهورية واعملا معا من أجل إنقاذ لبنان. الظرف الصعب ويقتضي التكاتف من أجل تخطي العقبات والتعالي عن كل مصلحة أو تصفية حسابات".