حاربت المخرجة التونسية رجاء عمارى العنصرية والتمييز الجنسى ضد النساء فى المجتمع التونسى بفيلمها الأخير "كان لدى حلم".
"كان لديها حلم" ،هو فيلم وثائقي عالمي سيتم عرضه لأول مرة في مهرجان الفيلم الوثائقي الدولي بأمستردام " IDFA" والذي يحكى عن غفران بنوس البالغة من العمر 25 عامًا، ويتتبع رحلة ترشحها لأحد المناصب النيابية خلال انتخابات 2019 في تونس.
فعلى مدار الأجيال نشأ تاريخ من العبودية هناك، ومشكلة العنصرية من المحرمات فى هذا البلد، حتى انك إذا سألت تونسيًا في الشارع، فسوف يجادل بأنه لا توجد مشكلة مع العنصرية، لكن فيلم عماري يظهر ما هوعكس ذلك.
يسلط فيلم "كان لديها حلم" الضوء على كيف أن العنصرية لا تزال مشكلة كبيرة لم تختفِ حتى بعد مشروع القانون الذى وضعه البرلمان عام 2018، فتقول عمارى "بطريقة ما، لدينا بقايا مواقف عنصرية داخلية فى تونس، حيث يكون الإنسان الأبيض هو فقط الإنسان المثالي".
لا يقدم الفيلم الوثائقى تاريخًا محفوظًا أو نظرة شاملة على الديمقراطية التونسية بل فقط يلتقط تفاصيل حول الديمقراطية والانتخابات في البلد الذي بدأ فيه الربيع العربي، إنها الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا التي حققت انتقالًا من النظام الرئاسى إلى نظام برلماني.
لا أحد غير المخرج مايكل مور اعتبر هذا التحول ناجحًا للغاية لدرجة أنه أشاد في فيلمه "Where to Invade Next"، بالمساواة بين الجنسين في البرلمان التونسي والقوانين التى تم وضعها وكرست حقوق المرأة.
بينما تذكرنا عماري أن فيلم مور يتحدث عن الوضع فى تونس كما كان قبل بضع سنوات، فإنها توافق على أن "تونس تختلف قليلاً عن البلدان الأخرى في العالم العربي، فلدينا قوانين تقدمية للغاية تجاه المرأة منصوص عليها في دستور بعد الثورة،لكن الآن بدأت الحقوق تتناقص شيئًا فشيئًا للأسف؛ حيث قوضت ممارسة السياسة بعض المكاسب، على سبيل المثال، شهدت الانتخابات الأخيرة انخفاضًا في عدد النساء في البرلمان وسلطت الضوء على عمق النظام الأبوي".
اشتهرت المخرجة عماري، التي أصبحت مؤخرًا عضوًا في لجنة تحكيم الأفلامالوثائقية القصيرة في مهرجان الجونة السينمائي، بفيلميها الروائيين من بطولة هيام عباس: "الساتان الأحمر" لعام 2002 ، حيث تحولت عباس من ربة منزل إلى نجمة ملهى، وفيلم 2016 "جسم غريب"، والتى تؤدي الممثلة الفلسطينية من خلاله دور أرملة فرنسية تستقبل لاجئاً تونسياً غير شرعياً، وتقول إن قرار العماري بصنع فيلم وثائقي يرصد وضع المرأة في تونس جاء بشكل طبيعي.
وقالت عمارى: "كنت أتحدث مع شركة Cinéteve، وهي شركة إنتاج معنية بالوضع الاجتماعي والسياسي للمرأة، وكانوا مهتمين بصنع فيلم عن تونس".