في العاشر من يوليو 1944 صدرت مجلة
الإثنين والدنيا لتكشف عدة أسرار، في مقال بعنوان "رجال في حياة
أسمهان"، والغريب أنه في نفس العدد نشر موضوعا يحمل عنوان " 4 نساء في
حياة أحمد سالم" وكان سالم هو الزوج الأخير لأسمهان التي نجت من رصاصات أحمد
سالم بعد معركة الغيرة التي أقامتها أسمهان، وأصاب أحمد سالم نفسه برصاصة استقرت
في رئته حتى مماته بعدما أصاب ضابطًا سعى للصلح بينه وبين أسمهان.
نعود إلى المقال الأول الذي أكد كاتبه
أن أسمهان كانت بطلة الأسبوع؛ حيث احتلت أخبارها المساحات المخصصة للأزمات
الوزارية ومباحثات الوحدة العربية وأيضا تصريحات مستر إيدن، وبدأ الكاتب يلقي
الضوء على تاريخ أسمهان كي يعرف القارئ من هي بطلة الأسبوع.. ووجب التأكيد أن ذلك
المقال نشر قبل رحيلها بأربعة أيام.. فقد بدأ الكاتب في وصفها بأنها فنانة رخيمة
الصوت، وتشعر وأنت تحدثها أن الآلام تملأ حياتها، وتشعر أنها مضطهدة، فهي تخشي
العودة إلى بلدها خشية مقتلها على يد أحد أفراد أسرتها لأنها عملت بالفن.
وأكد الكاتب أنها فتاة مغامرة، فقد
تزوجت ابن عمها وهو أميرا ثم تركته ورفست بقدمها الذهب الذي كانت تتمرمغ في ترفه ،
وأصبحت فجأة لا تملك شيئا، فقد أحبت موظفا صغيرا، وجاء الوسطاء ليقنعوها بالعودة
إلى زوجها لتعود إلى حياة الترف والمجد الذي تحبه فقالت إنها تريد أن تعيش مغمورة
طوال حياتها مع من تحب، وبعد أسابيع تركت ذلك الحبيب ونسيته وأحبت أحد الأثرياء ولم
تلبث أن فضلت عليه شابا من صغار الموسيقيين.
واسترسل الكاتب مؤكدا أنها تحب دائما
التغيير والتبديل، فها هي تحب القاهرة وتصفها بجنة الله على الأرض ثم تضيق بها ترحل
بسرعة إلى جبال لبنان لتقضي بها أسبوعا، وحسب رصد الكاتب فقد أكد أن أسمهان
تزوجت خمس مرات، فقد تزوجت الأمير حسن الأطرش مرتين ومن المخرج أحمد بدرخان مرة
واحدة لم تستغرق عدة أيام، فقد استعدت المجلات لنشر أحاديثها عن سعادتها مع بدرخان
حتى تغيرت في أيام معدودة وسئمنت هذا الزواج حتى قبل أن تطرح المجلات التي تحمل
أنباء سعادتها في الأسواق ، ثم تزوجت الفنان أحمد سالم مرتين.
كان كاتب المقال صريحا صراحة غير
معهوده في مقاله، حيث كتب أن أسمهان تحب الرجال الأقوياء، تحب الرجل الذي يصفعها
على وجهها، والذي يضربها، والذي يهددها بإطلاق الرصاص، وأكد أن الرجال الذين أحبتهم
كانوا من نفس النوع، أي الرجال الذين يستطيعون أن ينكدوا عليها الحياة ويغارون ويقسون
عليها ويجعلون حياتها جحيما، فالنار التي تحرق أية امرأة تسعدها وتجعلها أسعد
النساء.
واختتم الكاتب مقاله بتصريح واضح بأنها
قامت في مايو 1941 بدور مهم وهو أن تكون صلة بالحلفاء والدروز قبل مهاجمتهم سوريا،
وكانت حياتها معرضة للإعدام، لكن بمغامرتها عادت إلى النعيم من جديد، وعادت إلى
زوجها الأول، وما لبثت أن انفصلت عنه لتتزوج أحمد سالم والذي كانت نهايته معها مصحوبة
بطلقات الرصاص.