الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فن

صلاح عبد الله: لا أتردد فى الأعمال الوطنية حتى لو بمشهد واحد

  • 29-11-2020 | 18:26

طباعة

يعد الفنان صلاح عبدالله فنانًا بدرجة الدكتوراة تألق في تقديم ألوان عديدة ومختلفة سواءً كانت في الدراما أو السينما، وقدّم مجموعة من الأعمال المتميزة خلال فترة عطائه الفنى، ويملك كاريزما خاصة وبصمة فى أي عمل يقوم به، وهو صاحب تاريخ طويل ما يزال يكتب سطوره عبر صفحات مضيئة من الأعمال الممتعة، التى أستطاع من خلالها أن يمزج بأدائه المتفرد الكوميديا بالتراجيديا.


ولم يكن له نصيب كبير فى البطولة المطلقة، لكنه كان القاسم المشترك فى الكثير من الأعمال الناجحة التى منحها ثقلاً بوجوده، فكان مسانداً بقوة لأى بطل فى نجاح الأعمال التى اشترك بها.


وكان لـ«الهلال اليوم» لقاء مع الفنان صلاح عبدالله، يتحدث فيه عن آخر أعماله وأحدث تكريماته من مهرجان الإسكندرية السينمائى الأخير.

 

أصبح معروفاً عنك براعتك فى كتابة الشعر إلى جانب التمثيل فحدثنا عن مرثيتك الأخيرة.. «اذكروا محاسن موتاكم».. والدافع وراء كتابتها؟

ليس هناك دافع معين، بل هى مشاعر متضاربة، من ضمنها الموت، وهي مجرد مشاعر أستثنائية، أى أنها «حالة وهتروح لحالها»، ولكن أكثر كتاباتى إيجابية، لكى تمنح التفاؤل لمن يقرأها، والعجب كل العجب من الناس الذين يذكرون سيئات المتوفى بعد مماته ويتجاهلون حسناته، ويكون فى هذه الحالة الصمت أفضل لهم، وهذا من أهم أسباب كتابة القصيدة تقول فى بعض أبياتها:

«أذكروا محاسن موتاكم * ولو ما فيش ألفوا لى حبة محاسن

وأذكروها على صورتى * وشير وها أول ما تيجى سيرتى

اسكتوا اسكتوا غيروا الموضوع** غيروا الموضوع


وهى لم تكن رسالة وداع أوما شابه، وللعلم سبق وكتبت عن الموت قصائد أخرى من قبل والأصدقاء المقربون طلبوا منى حذف هذا البوست.


ماذا يمثل لك التكريم فى مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى، الذى انتهت فعالياته الشهر الحالي، وهل ترى أنه تأخّر؟

مهرجان الإسكندرية صاحب تاريخ طويل، ويرأسه الناقد الأمير أباظة، الذى أكن له كل التقدير والاحترام، لذلك فقد أسعدنى جداً تكريمى من قبل هذا المهرجان العريق، على الرغم من أننى لم أشارك فى أى مهرجان سينمائى من قبل، رغم الدعوات التى أتلقاها، فأنا أفضل متابعة أى مهرجان من خلال التليفزيون، ولكن عندما اتصل بى الصحفى والناقد زين العابدين خيرى لمناقشة بعض أعمالى السينمائية لإصدار كتاب عن حياتى الفنية، شعرت بأن هناك محطات فنية مهمة فى حياتى، ووافقت على تلبية دعوة المهرجان، أما بالنسبة للتوقيت فأرى أنه جاء فى وقته ولم يتأخر على الإطلاق.


ما رأيك فى عودة المهرجانات فى ظل تفشى فيروس كورونا؟

الحياة لابد أن تستمر، ولكن علينا أن نتوخى الحذر ونتبع الإرشادات والإجراءات الصحية والإحترازية، حتى تعود الحياة لطبيعتها، فها هى الكرة عادت ، والانتخابات أُجريت، وفى إنتظار عودة مناحى الحياة كما كانت، والحمد لله عدد الإصابات يقل يوماً بعد يوم، وكذلك عدد الوفيات، ونتمنى من الله أن يصل العدد إلى الصفر.


بخلاف مهرجان الإسكندرية، ما آخر التكريمات التى حصلت عليها؟

حصلت مؤخراً على تكريمات مهمة جداً بالنسبة لى لا أستطيع رفضها، منها تكريم المركز الكاثوليكى، وكنت سعيداً جداً بهذا التكريم، وأيضاً تكريم قنوات «النيل المتخصصة»، حيث قابلت زملائى الذين لم أقابلهم منذ فترة طويلة وكان هذا التكريم مصدر سعادة كبيرة غمرتنى.

 

حدثنا عن مسلسل «جمال الحريم».. ودورك فيه؟

المسلسل يرصد فترات العصور القديمة، ويدور فى إطار من التشويق والإثارة، عن عالم الدجل والشعوذة والعفاريت، ويناقش تأثيرها وتأثير تصديق تلك الخرافات والأوهام على حياة الناس والمجتمع، وأقدم من خلاله دور الشيخ الحسن، الرجل الطيب الذى يحبه الناس ويلتفون حوله لمقاومته كافة أعمال الشر، وسيكون المسلسل محط اهتمام الجمهور بمختلف فئاته وأعماره.


ما الذى جذبك لهذا العمل؟

 أثناء قراءتى للسيناريو أُعجبت جداً بفكرة العمل، كما شعرت بأننى لم أقدم هذه الشخصية من قبل ، فوافقت على الفور، كما أن المسلسل يقدم رسالة مهمة جداً، ألا وهى الصراع بين الخير والشر، ويظهر العوامل السيئة المختفية لدى البشر، وكيف يتغلب الخير على الشر فى النهاية.


ما رأيك فى خلق موسم موازٍ للموسم الرمضانى؟

الأعمال المعروضة حالياً خارج الموسم الرمضانى نالت نجاحاً كبيراً من قبل الجمهور، ففكرة عرض المسلسلات خارج الموسم الرمضانى فكرة جيدة جداً، ويجب التركيز فى هذا الاتجاه لأن ذلك سيسهم فى إنتعاش الدراما ومتابعتها من الجمهور، وعدم التركيز على شهر واحد طوال العام، وهو ما يشتت إنتباه المشاهد لمتابعته أكثر من عمل فى وقت قصير.


ماذا عن دورك فى مسلسل «هجمة مرتدة»؟

أجسد دور موظف بسيط على المعاش، مخلص جداً لوطنه، عاصر العديد من الحروب التى خاضتها مصر، وهو الد أحمد عز ضمن أحداث المسلسل، وبعد عودتى من العراق أفتح مكتبة خاصة، وأحاول تحفيز الأطفال على القراءة والتعلم، عن طريق إهداء كل طفل يشترى كتاباً شيكولاتة، وتتصاعد الأحداث فى إطار تشويقى.


تعاونت مع النجم أحمد عز فى أكثر من عمل فنى.. كيف ترى العمل معه؟

هو إنسان محترم ومهذب، وطموحه كبير ومتميز جداً فى أعماله التى قدمها، فدائماً خطواته ثابتة وفى تصاعد مستمر، ويمتلك كاريزما خاصة جداً فى عمله، كما أنه يختار أدواره بعناية شديدة، وهذا رأيى كمشاهد وليس كفنان.

 

وماذا عن سبب موافقتك على هذا العمل؟

أنا لا أتردد لحظة فى أى عمل يخدم بلدى ووطنى، حتى لو كان بمشهد واحد فقط.


تواصل حاليا تصوير مسلسل «فى يوم وليلة».. ماذا عن دورك فيه؟

أجسد دور رجل أرمل، توفيت زوجته وتركت له ولدين، أعيش وأكافح من أجلهما، فقد وهبت كل حياتى لهما، حتى الأموال التى أعمل بها وأجنيها من عملى أقوم بتوزيعها عليهما، ويحدث كثير من المفاجآت ضمن أحداث العمل.


لماذا سمى هذا العمل بهذا الاسم؟

أجاب ضاحكاً.. اسأل المخرج، ولكن بالتأكيد توجد أحداث ومفاجآت تقلب حياة البطل فى يوم وليلة؛ لهذا سمى بهذا الاسم.


هل تتدخل فى السيناريو قبل بداية أى عمل؟

لابد أن أتحدث قبل الإتفاق مع مخرج ومؤلف العمل ونتبادل معاً وجهات النظر المختلفة؛ حتى نستقر على الأمر النهائى لصالح العمل، ولكن قد يكون هناك إختلاف، لكنه لا يصل إلى مرحلة الخلاف، و عموما الإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية.


ما هو دورك فى فيلم «موسى»؟

 أقدم دور رجل عنيد ومقاوم لكل الضغوط التى تواجهه، وأتعمد إظهار ذلك أمام ابنى، الذى يجسد دوره كريم محمود عبد العزيز، لأكون نموذجاً أمامه للتخلص من كبواته، حيث يمر بظروف خاصة، تجعلنى أتفرغ له حتى أخرجه من عزلته وأقويه نفسياً حتى يواجه الحياة ويتجاوز محنته.


هل مازلتم تتبعون الإجراءات الإحترازية داخل اللوكيشن للوقاية من فيروس «كورونا»؟

نعم ما زالت الإجراءات الإحترازية موجودة، وتتمثل فى تعقيم اللوكيشن بشكل دائم وقياس درجات الحرارة، والجميع يحافظون على إرتداء الكمامة أثناء الجلوس، والسلام بين الجميع يقتصر على المصافحة باليد دون أحضان، وأنا شخصياً لم أعد أحضن أو أقبل أحداً حرصاً على سلامتى وسلامة الآخرين.

 

هل ترهقك المشاركة فى أكثر من عمل فى وقت واحد؟

كنت فى الماضى، أشترك فى أكثر من عمل فى ذات الوقت، وأتلقى أكثر من «أوردر» فى اليوم الواحد، فقد كنت أشارك فى أعمال كبيرة ومهمة بين السينما والتليفزيون والمسرح معاً، أما الآن فالوضع يختلف تماماً، فأصبحت أحاول تنظيم عملى، وأقل منه حتى لا أبذل جهداً كبيراً ليقتصر فقط على تصوير «أوردر» واحد فى اليوم.


هل تتفق أن الأعمال الصعيدية تلقى نجاحاً كبيراً لدى الجمهور؟

معك حق فى هذا الكلام، فالدراما الصعيدية لها جاذبية خاصة لدى الجمهور المصرى سواء فى أحداثها أو شخصياتها أو اللهجة التى يتحدث بها الأبطال.


ولو لاحظت أن مسلسل «ذئاب الجبل» حتى وقتنا هذا محفور فى ذهن الجمهور، ولو تم عرضه أكثر من مرة لن يمل الجمهور من مشاهدته، وبالمناسبة أسأل كل قارئ يقرأ هذا الحوار قراءة «الفاتحة» للكاتب والمؤلف محمد صفاء عامر مؤلف مسلسلى «ذئاب الجبل» و»حدائق الشيطان».


برأيك.. ما مقياس نجاح أى فنان؟

الجمهور، هو رقم واحد دون شك فى نجاح أى فنان، ولا جدال فى ذلك، فقد يملك الفنان موهبة كبيرة لكن الجمهور لا ينصفه، فهنا نجاحه ناقص شىء مهم، وقد يكون الفنان فى الصف الثانى ويقدم الأدوار الثانية، لكنه فى نظر جمهوره سوبر ستار، كما أن هناك مقياساً آخر يخص النجوم وهو شباك التذاكر.


متى يشعر الفنان بأنه أدى رسالته الفنية ويجب عليه الإعتزال؟

الفن ليس له سن للإعتزال أو الخروج على المعاش، فالفنان القادر على أداء دوره عليه الأستمرار فى تقديم فنه، لكن هناك بعض الفنانين الذين أعتزلوا والتزموا بهذا القرار، وهذا الأمر يرجع للشخص نفسه، و عن نفسى فأنا أرفض أعتزال الفن من حيث المبدأ، ولكن إذا شعر بأنه يمر بحالة نفسية ما تعيقه عن الأستمرار، فليأخذ إجازة مثلاً حتى يقرر أنها حالة نفسية أم أعتزال نهائى.


وما علاقتك بالسوشيال ميديا؟

علاقاتى جيدة بالسوشيال ميديا، لكنها علاقة مزاجية غير مستقرة، فأحياناً أكون فى حالة مزاجية نشطة تنعكس على نشاطى على السوشيال ميديا، وأحياناً أخرى أشعر بأننى غير نشيط عليها.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة