الإثنين 29 ابريل 2024

لا يأس مع الغناء

أخرى30-11-2020 | 13:11

كنت دائما ضد هذه النوعية من برامج المسابقات الغنائية التي تعتمد علي التصويت التليفوني أو الإلكتروني، وكثيرا كتبت أنها نوع من الاستثمار اللا إنساني الذي لا يسفر عن تقديم أصوات بقدر ما يسفر عن ذبحها لصالح ملايين الدولارات المتحصلة من الإعلانات ومن شركات الاتصالات ومنصات الأغاني ومواقع (السوشيال ميديا) ودائما تكون النتيجة لا شيء وينتهي الفرح دون عريس، ودائما كان الوهم هو البطل ولم تقدم لنا هذه المسابقات صوتا واحدا أخذ مكانه في الصفوف الأولى حتى الآن.

 

لكني هذه المرة مع مسابقة الكبار(زا فويس سنيور ) الذي قدمته MBC على مدى ستة أسابيع وجدت قيمة إنسانية وفنية صفقت لها منذ الحلقة الأولى حين وجدت نفسي أمام أصوات لا تحتاج لمن يكتشفها بقدر ما تحتاج لمن يتعلم منها، أصوات وضعت كل القائمين على الغناء في حرج وخزي، بعد أن أدركنا أننا طوال عقود منحنا الضوء للظواهر وألهينا أنفسنا بالعاهات الغنائية وتركنا كنوزا وجواهر تسقط منا وتنزوي في الظلام ثم تباكينا على حالنا وأخذنا نصرخ ليست هذه أمتنا وليس هذا فننا، إلا أن البكاء لا يصنع مجدا ولن يعيد لنا شأنا.

 

انهزمنا لكن هذه الأصوات لم تنهزم وظلت رغم الإهمال ورغم الغي الذي تمادي فيه العالم العربي بأكمله تتحلي بإرادة فولاذية، ولم تترك حناجرها للصدأ حتي جاءت الفرصة لتأدبنا جميعا ولتكشف لنا عورتنا وتذكرنا بأننا أمة اشترت الغث وباعت الثمين، نحن العرب أهل المعنى والمغنى لمّعنا أشباه المطربين ورفعنا الزائفين والعشوائيين حتى أصبحنا بلا مغنى ولا معنى، هذا ما شعرت به أمام الأصوات الذهبية عبده ياغي وفيصل الحلاق من لبنان وسعاد حسن من المغرب وميرفت كمال من مصر، ومن قبلهم كان عبد العزيز بن زينة وحسين الفضلاوي وبسام نصري ورشيد الحاج وغيرهم.

 

ولا أعتبر عبده ياغي من لبنان هو الفائز الوحيد وإنما الكل فازوا بلا استثناء، فجميع الأصوات التي استمعنا إليها طوال ستة أسابيع كانت شديدة الروعة وشديدة الخبرة والاحترافية ولم تكن في حاجه لمن يعلمها أو لمن يقدمها، بل تعلم الكل منهم وكان أول من تعلموا هم أعضاء لجنة التحكيم أنفسهم واعترف هاني شاكر وسميرة سعيد ونجوى كرم وملحم زين بذلك دون حرج لأنها حقيقة لا جدال فيها، بل هي تجربة أظنها سوف تكون فارقة في اختيارات هاني وسميرة ونجوى وملحم في المرحلة القادمة.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa