يوافق اليوم الاثنين 11
مايو، ذكرى ميلاد الفنان الراحل "ممدوح وافي"، الذى ولد فى مثل هذا
اليوم عام 1951، فى قرية المندر بمحافظة الفيوم.
بدأ حياته المهنية بالعمل
فى أحد البنوك الحكومية إلا أن عشقه للفن جعله يتجه إلى التمثيل حتى أنه قرر أن
يصقل موهبته عن طريق الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية.
بدأ ممدوح وافي، مشواره
الفنى عام 1979 من خلال العمل المسرحى حيث شارك فى العديد من الأعمال المسرحية
المتميزة ومنها "حمرى جمرى وكانت إخراج "فهمى الخولي" المخرج
المسرحى و "محمد الشريف" المخرج التليفزيوني، و تأليف محمد أبو زيد و
كلمات و أغانى صلاح عبدالله.
كما أنه شارك أيضُا فى العمل
الكوميدى المسرحى "هى والتلامذة" تأليف مدحت يوسف و إخراج عبد الغنى زكي،
و قدم غيرهم من الأعمال المسرحية "حضرات السادة العيال، تزوير فى أوراق
عاطفية و الهمجي".
شارك ممدوح وافي، أيضا فى
عدد كبير من الأعمال الدرامية ومن أبرزها "الحاج متولي، السيرة الهلالية،
ونيس، قط وفار، حارة المحروسة، الزوجة أول من يعلم، رجل من زمن العولمة و سنبل بعد
المليون".
دخل عالم السينما عام
1985 من خلال دوره فى فيلم "الإنس والجن" إخراج محمد راضى و تأليف محمد
عثمان بطولة عادل إمام ويسرا.
لينطلق بعد ذلك فى معظم
أعمال صديقه النجم الراحل أحمد زكي.
و كانت لحياته الخاصة
طابع مميز أيضاً حيث أنه تزوج
من خارج الوسط الفنى وأنجب
3 أبناء، هم: نورا وهانى وياسمين.
قصت ابنته فى أحد
البرامج، قصة زواجه من والدتها، قائلة: "أعجب أبى بوالدتي، وظل يتحدث معها
وأخبرها برغبته بالارتباط بها إلا أنها أخبرته أن الأمر صعب لأنها مسيحية، وأكد
لها عدم وجود مشكلة وأنه مستعد ليواجه الدنيا بشرط، أن تحترم ديانة أولاده، ووافقت
ثم وافق".
وأضافت: "ارتبط والدى
ووالدتى لمدة 8 سنوات نظرًا لوجود مشاكل بين العائلتين، لكنهما ظلا سويًا، وكان
يفعل العديد من المواقف عندما يتقدم أحد الأشخاص لوالدتي، ويحطم سيارة المتقدم،
ويدخل عليهم ويقول للعريس المتقدم (أنا لو منك أهرب).
وتستكمل: "وقف أمام
أهله وفى النهاية تزوجا، وكان رومانسيًا إلى حد كبير، وكانت أول مرة ترى والدتى أن
هناك شخصا يتمسك بها بكل هذه القوة".
علاقة الصداقة بين
"ممدوح وافى وأحمد زكى" قديمة وقوية بدأت منذ الدراسة بالمعهد العالى للفنون
المسرحية، وكحال كل المغتربين كانا يقيمان فى نفس الشقة التى أجراها وبعض
أصدقائهما فى ذلك الوقت، لتربطهما صداقة قوية لم تنقطع رغم بداية كل منهما فنيا
بعيدا عن الآخر.
وتصدر زكى البطولة
المطلقة، وأسندت إليه مهمة أفلام كبيرة، كان حريصا على الاستعانة بصديقه
"وافي" فى عدد من الأفلام التى قدمها، ومنها "سواق الهانم"،
"البيضة والحجر"، "استاكوزا" و"أبو الدهب"، والذى
جسد من خلالها "وافى" دور الصديق والبطل الثاني.
صدمة كبيرة أصابت أحمد زكى
بعد علمه بأن السرطان أصاب جسده، فما كان من ممدوح وافى إلا أن رافقه، وظل يواسيه،
قبل أن يلعب القدر دوره ليجمعهما المرض كما جمعهما الفن.
وفى إحدى المرات رفض زكى إجراء
بعض الفحوصات والتحاليل الطبية بعد سوء حالته النفسية، ليقنعه وافى بأنه شيء بسيط
وسيقوم هو الآخر به، وكانت الفاجعة سرطان فى جسد ممدوح وافى بعد ظهور النتيجة.
و فى لحظة الوداع بينه
وبين أحمد زكى طلب منه مطلبا أخيرا وهو ألا يفرق الموت بينهما فكما كانا مجتمعين فى
الدنيا تمنى أن يظلا معا للأبد وأن يدفن فى قبر صديقه أحمد زكى (لأنه كان على يقين
بان زكى سوف يلحق به قريبا) ويحقق له احمد زكى رغبته ويسبقه وافى إلى قبره ويدفن
به ويلحق به أحمد زكى بعد 5 شهور فقط حيث رحل "وافي" فى 17 أكتوبر من
عام 2004 ليظلا معا رفاق الدرب.