اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الخميس بعدة موضوعات من بينها بريطانيا تصبح أول دولة في العالم تقر استخدام لقاح
فايزر-بيونتيك المضاد لفيروس كورونا على نطاق واسع.
واهتمت صحيفة "جارديان" بموافقة
السلطات في بريطانيا على استخدام اللقاح، وجاءت افتتاحيتها بعنوان "يجب النأي
باللقاح عن السياسة" جاء فيها إنه عندما يُكتب تاريخ الوباء، ستتم موازنة
التكلفة المأساوية بقصص البراعة والمرونة البشرية. وستظهر السرعة التي تم بها
تطوير اللقاحات الفعالة بشكل بارز.
ورأت الصحيفة أن اللقاح يمثل قبل كل شيء،
إنجازًا للعلم ولحظة عظيمة للإنسانية، ويجب الاحتفال بها بهذه الشروط.
وأكدت أنه لا ينبغي أن يُستغل اللقاح لتسجيل
النقاط السياسية، وأنه لا يجب على حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون
استغلال الموقف لإحراز نقاط سياسية.
وقالت "جارديان" إن بريطانيا وافقت
على اللقاح قبل جيرانها الأوروبيين، وهي نقطة أعلنها مجلس الوزراء على أنها ميزة
للاستقلال التنظيمي عن الاتحاد الأوروبي.
ورأت الصحيفة أن في هذا مغالطة، وأن التباهي
بتحرير سياسات بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي ليس سوى
"خرافة".
وقالت إنه بالنسبة لمرحلة تطوير اللقاح، مثل
معظم الأبحاث العلمية الحديثة، فقد كان مشروعًا دوليًا متعدد الثقافات. ويشهد
نجاحها على الفوائد التي تعود على إزالة الحدود بين الدول أكثر من أي جهد
لإحيائها.
واعتبرت الصحيفة أنه من الأفضل للحكومة تأجيل
البحث عن المجد حتى تثبت أنها قادرة على تنظيم برنامج تطعيم وطني على نطاق غير
مسبوق. وسيتطلب ذلك قيادة صارمة للوجستيات، والتنسيق بين الحكومة الوطنية
والمحلية، والتواصل الواضح والفعال مع الجمهور، وثقافة مستدامة من الشفافية
والمهنية.
ونشرت صحيفة "الاندبندنت" تقريرا
مطولا لصامويل لوفيت بعنوان "كل ما تحتاج إلى معرفته عن لقاحات كوفيد
19" جاء فيه أنه بعد تسعة أشهر أصيب فيها العالم بأسره بالشلل بسبب فيروس
كورونا، لاح طريق الخلاص أخيرا في الأفق من خلال لقاحات كوفيد 19.
وذكر التقرير معلومات مهمة متعلقة باللقاح،
ومتى نتوقع توافره، ومدى فاعليته ومدى سلامة استخدامه.
وأضاف إن السؤال الأهم والأبرز هو متى يتوفر
اللقاح ومتى يمكننا الحصول عليه.
ومن المقرر توزيع ما مجموعه 800 ألف جرعة -
كافية لتطعيم 400 ألف شخص - في جميع أنحاء بريطانيا اعتبارًا من 7 ديسمبر.
واكد التقرير إن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات
الرعاية الصحية تجري أيضًا مراجعات للقاحي شركة مودرنا ولقاح جامعة أكسفورد، مع
اتخاذ قرار نهائي بشأن هذين اللقاحين في الأسابيع المقبلة.
وأشار إلى أن هناك ثلاثة لقاحات أظهرت نتائج
واعدة وهي لقاح شركة فايزر بالتعاون مع بيونتيك، ولقاح شركة مودرنا، ولقاح جامعة
أكسفورد مع شركة أسترازينيكا.
وقال أن لقاحي فايزر ومودرنا يعملان وفقا
لتقنية جديدة كانت تُستخدم لفحص لقاحات السرطان قبل فيروس كورونا.
وتعتمد تقنية اللقاح على تقديم تسلسل جيني
للحمض الموجود في خلايا الجسم، ويوجه الخلايا لإنتاج البروتين الخاص بفيروس
"سارس كوف 2" المسبب لكوفيد 19، ثم يبدأ جهاز المناعة في العمل لمحاربة
ما يعتبره دخيلا معاديا. هذه العملية تترك وراءها ذاكرة واقية تمكن الجسم من
معالجة العدوى الحقيقية.
ثم ناقش المقال مدى سلامة اللقاح وهل من الآمن
استخدامه. وذكر إن اللقاحات غالبًا ما تستغرق سنوات لتخضع للتجارب والتطوير قبل
الحصول على الموافقة واستخدامها لعلاج المرضى. لذلك مع استعداد اللقاحات للتسليم
في غضون أشهر من ظهور كوفيد 19، من المنطقي أن نسأل كيف يمكننا التأكد من أنها
آمنة.
وأكدت سارة جيلبرت، أستاذة اللقاحات المسئولة
عن لقاح أكسفورد، للصحيفة أنه لن يتم التهاون على الإطلاق فيما يتعلق بسلامة
اللقاح، وقالت إنه إذا تمت الموافقة على العقار، فسيكون قد خضع لجميع الضوابط
والتوازنات اللازمة.
وأضافت للصحيفة "لقد تمكنا من إيجاد طرق
لتوفير الوقت عند المرور بجميع العمليات العادية". "لقد عملنا مع
المنظمين واللجنة الأخلاقية لتقليل الوقت المستغرق للحصول على الموافقة، ولكن لن
يتم التهاون في أي شيء".