الأحد 24 نوفمبر 2024

ذكريات تحييها ليالى الربيع .. اسهر أسمع نبض قلبى بيناديك

  • 29-4-2017 | 10:10

طباعة

تحقيق: مروة لطفى

عزيزى الربيع.. لا أريد منك طقسا معتدلا، ولا طبيعة خلابة، أو حتى نزهة خالية من أى فرحة! بل كل ما أريده خطة.. نعم.. خطة أعيد من خلالها أحرف اسمى إلى جدار قلب كان ولا يزال ربيعى الدائم لآخر يوم فى العمر.. فهل تستطيع ورودك أن تفتح شهيته لرحيق عشق سبق وذبلت أوراقه حد الجفاف؟ وكيف أستغل موسمك المرتبط دوما بالحب فى استرجاع حكاية غرام دفنت تحت أنقاض الفراق؟

يبدو أننى لست الوحيدة التى تنتظر الربيع بلهفة وكلى أمل ورجاء أن تنبت أشجاره ثمار العشق على أرضية قلب بور، فغيرى الكثيرات منهن شيرين ناصف 25« سنة » التى ترك الربيع حكاية محفورة فى ذاكرتها تقول: عرفت الحب لأول مرة فى مثل هذا التوقيت من العام قبل الماضى حين التقيت بزميل فى العمل يكبرنى بخمسة أعوام.. ارتبطنا.. فعشت معه 360 يوماً فى سعادة لا يعكر صفوها سوى تقلباته المزاجية والتى تسببت فى فراقنا، و من يومها وعينى لا ترى النوم دون دموع .. وكلما أتى الربيع فكرت أن أهاتفه علنى أسترجع حبه، لكن سرعان ما تمنعنى كرامتى وتتوقف أناملى عن طلب رقم هاتفه، لكن يبقى داخلى حلم أن يأتينى الربيع بطلة حضوره.

وعكة عشق

أما هدى الراعى 30« سنة » فقد شعرت بوعكة حب مع تفتح زهور الربيع لكنها انتهزت عيد الربيع الماضى لاستعادة حبيبها وتقول: أحببته.. بل تملكنى حبه.. ارتبطنا .. فانتابتنى غيرة جنونية عليه.. وكيف لا أغار عليه وهو شاب يملك كل مواصفات الرجولة ما يجعله محط أنظار جميع الفتيات.. ومشاحنة تلو أخرى قرر الرحيل، ولأننى ندمت على فعلتى وكنت على يقن أنه لا يزال يحبنى وإن كان قد سئم من غيرتى انتهزت فرصة شم النسيم لاسترجاعه، فاتفقت مع صديقة لنا أن تتصل به وتخبره أننى بين الحياة والموت جراء تناول فسيخ فاسد، وبالفعل نجحت الخطة وعاد حبيبى لى متناسيا كافة خلافاتنا.

أوراق قديمة

الرجال أيضاً يصابون بلطشة حنين لمشاعر راحت فى خبر كان مع قدوم الربيع وعنها يحدثنا محمد عابد، محام قائا: ثمة علاقة بن تقلب الفصول وحالتى النفسية، فكلما جاء الربيع تذكرت طليقتى التى مرت سنوات عديدة على انفصالنا، ارتبطت بعدها بأكثر من فتاة لكن لم تنجح أى علاقة، وقد يعود السبب إلى أننى لم أجد حبا حقيقيا يدخل حياتي، فقررت مقابلتها والإفصاح عن حنينى إليها فربما تعود المياه لمجراها خاصة وأنها لم ترتبط بأحد بعد انفصالنا.

أما هانى القاضي- موظف- فله رأى مختلف يقول: لا شك أن موسم الربيع يرتبط عادة بالتزاوج، فمن الطبيعى أن تصاحبه رغبة فى الارتباط والشعور بالحب، لكن أكبر خطأ يقع فيه الرجل أن تدفعه هذه الحاجة للتفتيش فى أوراقه القديمة لإحياء علاقة سبق وأعلن موتها، فالأولى أن نفتح بوابة القلب لحب جديد يعوضنا عن الآلام التى خلفتها علاقات سابقة.

رسالة تهنئة

كانت هذه بعض الآراء لعدد من الرجال والنساء لكن فى أى حالة يمكن أن نغتم فرصة الربيع لإعادة حب مضى؟ ومتى يصبح البحث عن آخر ضرورة حتمية من وجهة نظر المبدعن وخبراء العلاقات الأسرية؟

تقول د. جيهان فرحات، رئيسة رابطة المرأة المبدعة: عندما يدق القلب لحكاية سبق وأسدل عليها الستار لابد من التأكد أولاً من عدم ارتباط الطرف الآخر، فإذا كان الأمر كذلك يمكن انتهاز فرصة الربيع فى إرسال تهنئة رقيقة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى كالواتس آب وفيس بوك، و فى حال وجود عمل أو نشاط اجتماعى مشترك يمكن للمرأة التحدث فى هذا الصدد لخلق مجال للتواصل، فإذا كان الطرف الآخر لا يزال على العهد اغتنم الفرصة وأعاد الكرة أما لو لم يكن فعلى المرأة لملمة مشاعرها المتبعثرة والتحليق فى سماء الحب الواسعة حتى تجد من يناسبها.

وتتفق الكاتبة سلمى شلاش مع الرأى السابق وترى أن إحياء حب دفن يعتمد على رغبة طرفى العلاقة فى التسامح و إصاح ما سبق، فلو اقتصرت هذه الرغبة على أحدهما دون الآخر فعليه أن يتعلم من تفتح ورود الربيع كيفية إعادة فتح قلبه لاستقبال غد جديد بروح من التفاؤل والثقة ويتأكد أن المستقبل دائما وأبدا يحمل لنا أحلى مفاجآت العمر.

لغة العيون

وتشير د. حنان رشدي، استشارية العلاقات الأسرية إلى أن الدراسات النفسية أثبتت وجود علاقة بن فترة تلقيح الزهور والشعور بالكآبة حال معاناة المرأة من الوحدة ما يدفعها للتفكير فى علاقة حب سابقة، فالمرأة عقلها عنكبوتى ومن ثم تكون أكثر تنازلاً من أجل الحفاظ على الحب بخاف الرجل الذى يتميز بالعقل الصندوقى فيغلقه على الماضى ونادرا ما يعيد فتحه، لذا أنصح من يريد إعادة علاقة سابقة النظر لها بكل تفاصيلها وهوامشها وفقاً لما استجد عليه من تجارب وخبرات أعقبت الانفصال وليس كما كان من قبله، فإذا وجد تغيرا فى معطيات العلاقة بمعنى أنه على استعداد لتقبل أشياء سبق وكانت سببا فى فشل علاقته بالطرف الآخر فهنا يبدأ فى الخطوة التالية وهى استرجاع الأمس عن طريق معاودة الاتصال بحبيبه السابق، وعادة ما يحتاج الأمر لجرأة لو لمتكن هناك وسيلة تواصل بن الطرفن، وهنا يمكن أن تكون الخطوة الأولى مكالمة رسمية للتهنئة بالربيع، فإذا كانت لدى الطرف الآخر رغبة فى العودة والتواصل وجدها فرصة لتبادل مزيد من الحديث، أما فى حالة وجود علاقة تفرض على الطرفن التواصل فيمكن لأى طرف بفراسته الكشف عن مشاعر الآخر بمجرد النظر فى عينيه، فالعيون دائما تكشف عن النوايا وتعبر عما يعجز اللسان عن النطق به، فإذا اختفت لمعة العينن وحدثك من يريده فؤادك ببرود فتلك رسالة ضمنية أن حبك تسرب من بن حنايا قلبه وعليك أن تتقبل الواقع وتطوى الصفحة وتفتح أخرى على أولها رسالة ترحيب بكل ما يجلبه الربيع من جمال عله يغمرك بوردة مفعمة برحيق حب جديد.

    الاكثر قراءة