كشفت الكاتبة أسماء الحسيني، نائب
رئيس تحرير الأهرام، المتخصصة في الشأن السوداني، عن توقعاتها بشأن الشخصية التي ستتولى منصب رئاسة
حزب "الأمة"، وتيار الأنصار، خلفا للصادق المهدي، رئيس الحزب، وإمام
طائفة الأنصار، الذي وافته المنية خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، في العاصمة
الإماراتية "أبو ظبي"، جراء إصابته بفيروس كورونا.
وقالت الباحثة في الشأن السوداني
لـ"الهلال اليوم"، إن هناك ثلاثة من أبناء الصادق المهدي، يبدون الأقرب لتولي
رئاسة الحزب والتيار، وسط تصاعد الأصوات المنادية بفصل قيادة تيار الأنصار، عن رئاسة الحزب، بحيث يتولى كل منهما شخص مختلف.
الأبناء الثلاثة
وأوضحت أن الدكتورة مريم الصادق
المهدي وهي طبيبة، أنشط أبناءه على الإطلاق، وتعد الأقرب لتخلف أباها في رئاسة
الحزب خاصة وأنها تتمتع بعلاقات قوية داخل السودان وخارجه، عما تتمتع بشعبية بعد
خاضت عقودا من النضال ضد نظام الرئيس عمر البشير، واعتقلت أكثر من مرة البعض، إلا
أن بعض القطاعات ترى أن شخصيته كأمراة من الممكن أن حيل بينها وبين رئاسة الحزب
وتيار الأنصار.
وأشارت إلى أن ابنه الثاني عبدالرحمن
الصادق المهدي، وهو عسكري، يعد أيد أبرز المرشحين والذي لعب دورا بارزا في
المعارضة العسكرية ضد البشير، إلا أنه انضم في النهاية لنظام البشير وعمل مساعدا
له حتى سقوط حكمه، بالتالي هناك تيار واسع يعارض توليه الحزب والتيار، لأنه بات
جزءا من النظام السابق الذي مارس جميع أنواع الضغوط على الحزب.
وشددت على أن صديق الصادق المهدي،
وهو مهندس، ابنه الثالث أيضا ضمن المرشحين لخلافة والده، مشيرة إلى أنه كان يتولى
الشئون المالية للأسرة والحزب معا، اشترك أيضا في المعارضة ضد نظام البشير وتم
اعتقاله عدت مرات.
المرشحون من خارج الأسرة
وعن المرشحين من خارج الأسرة، أكدت
أن الدكتور إبراهيم الأمين، القيادي في الحزب، من ضمن أبرز المرشحين لرئاسة الحزب وشارك
في حركة الحرية والتغيير، وله أدوار كبير في قوة المعارضة ضد نظام البشير.
وبينت أسماء الحسيني، أن عبدالمحمود
أبو، الأمين العام لكيان الأنصار، وهو خطيب ومفوه، أبرز المرشحين، وله دور مهم في
قيادة تيار الأنصار، مؤكدة أن خطاباته قوية تؤثر في الشارع السوداني وخاصة أنه يثير
على نهج الصادق المهدي الذي يجمع بين قيم الإصلام والحداثة، ويتمسك أيضا بالديمقراطية.
وأضافت أن أمين العام لحزب الأمن "الواثق
البرير"، وهو زوج ابنة الصادق المهدي "زينب"، مرشح قوي لرئاسة
الحزب، والذي فاز قبل شهرين بمنصبه الحالي في منافسة قوية.
وشددت على أن هناك مخاوف من وجود
أي مخططات لتفكيك الحزب أو إحداث انقسام داخله، وتدخل بعض جماعات لإحداث فرقة، إلا
أنها راهنت على قوةالحزب في مواجهة أي تيارات للانقسام لأنه حزب الكبير، وحسم أول انتخابات
ديمقراطية حقيقة في السودان في عام 1986، موضحة أن الحزب لديه القدرة على حسم الأمور
ومسار الأحداث خلال الفترة المقبلة خاصة مع انطلاق الانتخابات القادمة.
وعن محاولات النظام السابق لتفكيك
الحزب، قالت إن الإسلاميين بعد الثورة الشعبية التي أسقطت حكم البشير توارى بعضهم
في الظل والبعض الآخر دخل إلى السجون، إلا أنه يحاول أن يكون له دور بأي طريق
ولكنها أصبحت بدون أي تأثير.
وغيب الموت رئيس حزب الأمة
السوداني وإمام طائفة الأنصار الصادق المهدي، في 26 نوفمبر الماضي، في العاصمة
الإماراتية أبو ظبي، جراء إصابته بفيروس كورونا.