الأربعاء 15 مايو 2024

الـ6 الكبار يتنافسون على خلافة الصادق المهدي.. 3 شخصيات من أسرة «المهدي» تلتف حول «الكرسي».. و3 تيارات خارجية تسعى لقيادة الحزب الأوسع شعبية

تحقيقات4-12-2020 | 22:54

تكنهات كبيرة، وتوقعات واسعة على خلفية صادق المهدي الذي غيبه الموت رئيس حزب الأمة السوداني وإمام طائفة الأنصار، في 26 نوفمبر الماضي، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، جراء إصابته بفيروس كورونا.

قائمة المرشحين

وكشفت الكاتبة أسماء الحسيني، نائب رئيس تحرير الأهرام، المتخصصة في الشأن السوداني، عن توقعاتها بشأن الشخصية التي ستتولى منصب رئاسة حزب "الأمة"، وتيار الأنصار، خلفا للصادق المهدي، رئيس الحزب، وإمام طائفة الأنصار، الذي وافته المنية خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، في العاصمة الإماراتية "أبوظبي"، جراء إصابته بفيروس كورونا.

وقالت الباحثة في الشأن السوداني لـ"الهلال اليوم" إن ثلاثة من أبناء الصادق المهدي هم الأقرب لتولي رئاسة الحزب والتيار، وسط وجود تيار ينادي بتولي شخصية تيار الأنصار بجانب تعيين آخر لرئاسة الحزب.

الأسرة المهدية

وأوضحت أن الدكتورة مريم الصادق المهدي وهى طبيبة، أنشط أبنائه على الإطلاق، وتعد الأقرب لتخلف أباها في رئاسة الحزب خاصة وأنها تتمتع بعلاقات قوية داخل السودان وخارجه، عما تتمتع بشعبية بعد خاضت عقودا من النضال ضد نظام الرئيس عمر البشير، واعتقلت أكثر من مرة البعض، إلا أن بعض القطاعات ترى أن شخصيته كأمراة من الممكن أن يحيل بينها وبين رئاسة الحزب وتيار الأنصار.

وأشارت إلى أن ابنه الثاني عبدالرحمن الصادق المهدي، وهو عسكري، يعد أحد أبرز المرشحين، والذي لعب دورا بارزا في المعارضة العسكرية ضد البشير، إلا أنه انضم في النهاية لنظام البشير وعمل مساعدا له حتى سقوط حكمه، بالتالي هناك تيار واسع يعارض توليه الحزب والتيار، لأنه بات جزءا من النظام السابق الذي مارس جميع أنواع الضغوط على الحزب.

وشددت على أن صديق الصادق المهدي، وهو مهندس، ابنه الثالث أيضا ضمن المرشحين لخلافة والده، مشيرة إلى أنه كان يتولى الشئون المالية للأسرة والحزب معا، اشترك أيضا في المعارضة ضد نظام البشير وتم اعتقاله عدت مرات.

خارج التيار

وعن المرشحين من خارج الأسرة، أكدت أن الدكتور إبراهيم الأمين، القيادي في الحزب، من ضمن أبرز المرشحين لرئاسة الحزب وشارك في حركة الحرية والتغيير، وله أدوار كبير في قوة المعارضة ضد نظام البشير.

وبينت أسماء الحسيني، أن عبد المحمود أبو، الأمين العام لكيان الأنصار، وهو خطيب ومفوه، أبرز المرشحين، وله دور مهم في قيادة تيار الأنصار، مؤكدة أن خطاباته قوية تؤثر في الشارع السوداني وخاصة أنه يثير على نهج الصادق المهدي الذي يجمع بين قيم الإصلام والحداثة، ويتمسك أيضا بالديمقراطية.

وأضافت أن أمين العام لحزب الأمن "الواثق البرير"، وهو زوج ابنة الصادق المهدي "زينب"، مرشح قوي لرئاسة الحزب، والذي فاز قبل شهرين بمنصبه الحالي في منافسة قوية.

وشددت على أن هناك مخاوف من وجود أي مخططات لتفكيك الحزب أو إحداث انقسام داخله، وتدخل بعض جماعات لإحداث فرقة، إلا أنها راهنت على قوة الحزب في مواجهة أي تيارات للانقسام لأنه حزب الكبير، وحسم أول انتخابات ديمقراطية حقيقة في السودان في عام 1986، موضحة أن الحزب لديه القدرة على حسم الأمور ومسار الأحداث خلال الفترة المقبلة خاصة مع انطلاق الانتخابات القادمة.

وعن محاولات النظام السابق لتفكيك الحزب، قالت إن الإسلاميين بعد الثورة الشعبية التي أسقطت حكم البشير توارى بعضهم في الظل والبعض الآخر دخل إلى السجون، إلا أنه يحاول أن يكون له دور بأي طريق ولكنها أصبحت بدون أي تأثير.

منافسة شرسة

وتوقع الدكتور السيد فليفل، النائب البرلماني وعميد معهد الدراسات الأفريقية سابقًا، وجود منافسة شرسة بين المتصارعين على عرش «الصادق المهدي»، رئيس حزب الأمة السوداني وإمام طائفة الأنصار الذي وافته المنية في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي جراء إصابته بفيروس كورونا.

وقال السيد فليفل لـ"الهلال اليوم" إن هناك منافسة بين أكثر من مرشح، ويتم الاختيار الأفضل مع مراعاة التوافق مع أهداف الحزب والخلفيات التاريخية القديمة لأسرة المهدي، فهي الرمز الأساسي في تشكيل حزب الأمة وجماعة الأنصار.

وتساءل عميد معهد الدراسات الأفريقية سابقًا:" هل سيستمر نائب الحزب، في عرض النتائج عن نائب رئيس حزب الأمة اللواء فضل الله ناصر في رئاسته؟، أم يتقدم الفريق عبد الرحمن المهدي، نجل رئيس الحزب السابق، للرشح لقيادو الحزب.

وأكد "فليفل" أن غياب المهدي لن يؤثر على استقرار السودان، فرسالة المهدي الأساسية في هذة الدولة هي رسالة سلام، وتعايش وقبول الآخر، ومبدأ عدم حمل السلاح، بالإضافة إلى كراهية النزاع والحرب.

وأشار إلى أن الشعب ما زال في حالة من الحزن، على رحيل الإمام المهدي، وما تركه من تاريخ حافل، منذ الستينات وحتى الآن، مؤكدًا أن المهدي كان له دور هام في استقرار السودان، فلم يكن فقط زعيما سياسيًا، ولكنه كان أديبًا، شاعرًا، كاتبًا، مفكرًا.

وأضاف "فليفل" أنه على المستوى العربي، يُشهد لـ"المهدي" بتقديم رؤى للأوضاع العربية، ومكافحة العالم الإسلامي للضغوط الشيوعية، وضغوط العولمة، فضًلا عن صعود التيار الإسلامي الذي مثله نظام البشير.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن تخيل السودان بدون الصادق المهدي، أمر يدعو للحزن، وحتى يتم تعيين رئيسا للحزب يتولى نائب الحزب الآن مسئولية القيادة، ولكن سوف يُعقد الحزب مؤتمرا عاما، والذي سينتهي باختيار الرئيس الجديد وفقا للقواعد العامة للحزب.

وأكد أن ذلك سوف يستغرق بعض الوقت، فالحزب عليه أن يجمع أعضاء المؤتمر العام من أقاليم السودان المختلفة، ويتم إجراء مشاورات عدة للتوافق على اختيار رئيس الحزب، مما سيؤدي إلى تأجيل عملية الاختيار لبعض الوقت.