الثلاثاء 4 يونيو 2024

«الهلال اليوم» تنشر «أن تراقب المخبولين» من مجموعة «جئتك بالحب»

فن6-12-2020 | 10:24

تنشر «الهلال اليوم»، قصة قصيرة من المجموعة القصصية «جئتك بالحب»، بعنوان «أن تراقب المخبولين» الصادرة مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، للكاتبة تيسير النجار.

يسألني الفيس بوك بوقاحة "ماذا تتمني الآن؟" يظن مارك أنه يدفعني للبوح بهذا السؤال الفضولي، حتى أكتب منشورًا ألعن به العالم الذي تعفن حد التحلل، أجمع الإعجابات وبعض التعليقات المؤيدة أو التي تهاجم تشاؤمي، لا لست من هذا النوع، أكره الأسئلة المباشرة، أحلم بفتاة تحضنني وتمرر أصابعها في شعري وأحكي لها كل شيء ثم تتلاشى دون أن تزعجني وتنصحني بالصبر الذي أمارسه كطقس يومي، البكاء يناسب الوسادة في المساء ليس على حوائط التواصل الإجتماعي، الثورة مكانها صدري الذي أحسبه تفحم من النيران التي لا تهدأ، قاطعتني أمي وطارت الخاطرة من رأسي المزدحم، تذكرني بموعد طبيب العيون لأن تضييق عينيّ عند الجلوس أمام المحروق- تقصد الكمبيوتر- صار عادة يجب التخلص منها بعمل نظارة، ثم تقرب رأسها وهي تستند على الأرج الموجود خلفي، تحاول قراءة ما أكتب، أشعر بقطرات الماء على عنقي، تمسحها وتخبرني أنه ماء الوضوء وعليّ تذكير أصدقائي بصلاة الفجر، تمضي إلى غرفتها وتدعو لي بالهداية، الفتاة التي أحببتها قامت بحذفي أنا والشباب الآخرين لأنها خُطبت من شاب ملتحي، أصبح اسم صفحتها (حجابي سر سعادتي)

هل سيشبعها الأرعن مثلي؟ صفحته جديدة كلها مشاركات من صفحة مهذبون ومصطفى حسني، الفتيات كثيرات لكنها مميزة سأفتقدها حقًا، لست مؤهلاً للزواج نجت مني على كل حال، الصحفي الذي تمنيت العمل معه ولم استطع طبعًا، أكد أن صنافير وتيران جزر سعودية، يساعدنا القدر دون أن ندري، صديقي المقرب بل الذي كان مقربًا تولى صكوك الغفران وأقسم في صفحته أن الجنة قاصرة على من يتبع مذهبه، صارت حربًا كلامية وصلت إلى السباب بأعضاء الأم، أردت المشاركة في هذا الخبل الجماعي، وضعت وجهًا أصفر اللون يبتسم ولم يكن بعينيه بياض، نقرتين باللون الأسود وحسب، ربما أعمى، فقد خلا العالم من المبصرين، توقفت عن متابعة الأخبار في القنوات الخاصة لأنها تزيف الحقيقة، وزير النقل السابق أصبح محافظًا بعد حادث القطار الأخير، الحكومة تعرف أكثر مننا، لكن مجموعة (عاوزينها دولة) التي قام أحد الأصدقاء بإضافتي إليها ساخطة من المحافظ الجديد وتريد محاكمته، قمت بمغادرتها سريعًا، بحثت عن دواء معدتي التي تضطرب كثيرًا في الفترة الأخيرة، خرجت أختي من غرفتها ولمحت ملامحي الغاضبة، ضحكت بشماتة أفهم معناها، كنت أقول أنني أجد روحي في عالمي الافتراضي، لأنكم لا تفهمونني، سألتها عن سبب استيقاظها، قالت أن القلق بشأن مستقبلها لم يجعلاها تنام فهي في الثانوية العامة دفعة 2016 وأزمة الامتحانات المتسربة، ربتّ على المقعد الذي بجواري

تخرجتِ ببكالوريس أو غيره، مكانكِ هنا جنبي.

لم تجب وكانت ابتسامتها حزينة.