الأربعاء 27 نوفمبر 2024

أخرى

«لجنة صرف النظر»!

  • 6-12-2020 | 22:35
طباعة

 تفاءل جمهور الزمالك خيرا، بتشكيل لجنة كرة القدم بالنادي، التي ضمّت أيمن يونس، وأشرف قاسم، وعبد الحليم علي، فالأسماء التي تم اختيارها، مجموعة منتقاة من نجوم الزمالك، عبر تاريخه، وبالتالي تفاءل الجمهور بنجاح اللجنة في تدعيم صفوف الفريق بصفقات جديدة وقوية، تسد النقص في بعض المراكز والتجديد للعناصر الرئيسة في الفريق، وتعديل بعض عقود اللاعبين النجوم لضمان استمرارهم مع الفريق، لكن فوجئ الجميع بحالة من التخبط، وغياب التنسيق بين أعضاء اللجنة، ففي الوقت الذي صرح فيه أيمن يونس، بقيد 28 لاعبا في قائمة الفريق للموسم الجديد، خرج أشرف قاسم في نفس التوقيت ليعلن قيد 29 لاعبا! 


الغريب هو حصول عضو اللجنة ومدير الكرة عبد الحليم علي، على توقيع اللاعب أمير عادل، للانضمام إلى الزمالك لمدة 4 سنوات قادما من الدنمارك، إلا أن الجميع فوجئوا بعدها بيومين فقط، بصرف النظر عن التعاقد مع اللاعب، وعدم صرف مقدم التعاقد له.


الأمر نفسه تكرر مع أحمد الشيخ لاعب الأهلي السابق، الذي تعاقد معه الزمالك لمدة 3 سنوات، وبعدها بساعات أعلنت لجنة الكرة صرف النظر عن التعاقد معه، ثم تكرر ثالثا مع علي غزال لاعب المنتخب الوطني، الذي بدأ الزمالك في إجراءات ضمه ثم صرف النظر عنه، وهو ما دفع الجمهور إلى إطلاق لقب "لجنة صرف النظر"، على اللجنة، بدلا من "لجنة الكرة"، خاصة أنه حتى عندما أعلنت اللجنة أنها ستعقد جلسة مع فرجاني ساسي، مساء اليوم الأحد، للاتفاق على التجديد له في ظل انتهاء عقده بنهاية الموسم الجديد، عادت لتصرف النظر عن ذلك، وليظل مصير ساسي معلقا، ويحق له التوقيع لأي نادٍ في يناير المقبل. 


انتهى موسم الصفقات بلا صفقات في الزمالك، اللهم صفقة واحدة تعاقدت عليها الإدارة السابقة، وهو الظهير الأيمن التونسي حمزة المثلوثي، أي أن لجنة الكرة الحالية عمليا لم تتعاقد من لاعب واحد، يوحد ربنا، وتم إغلاق القيد دون صفقات جديدة، رغم حاجة الزمالك لتدعيم العديد من المراكز، في وسط الملعب، وخط الهجوم، لكي يستطيع الفريق الاستمرار في المنافسة على البطولات، خلال الموسم الجديد، لا سيما مع توالي مباريات الدوري والكأس وبطولة إفريقيا.


يبدو أن الزمالك سيعاني كثيرا في الموسم الجديد، ليس فقط لعدم ضم صفقات جديدة، لكن أيضا بسبب عدم التجديد لنجوم الفريق، وكذا إطلاق تصريحات عن تعديل عقود لاعبين مثل مصطفى محمد وشيكابالا، دون أن يتم ذلك، وهو ما سيجعل اللاعبين في حالة من الإحباط الذي سيؤثر على مستواهم .


والأخطر من حالة عدم الاستقرار، هو حالة التخبط الذي عليها الفريق في الوقت الحالي، بإعلان التعاقد مع صفقات ثم التراجع عنها، واتخاذ قرارات ثم الرجوع فيها، كأن اللجنة لا تعرف ماذا تفعل، ولا يوجد تناغم بين أعضائها. 


وأيضا يحوم تساؤل حول هل قرارات لجنة الكرة تعرض على رئيس اللجنة المؤقتة للزمالك أم لا؟ وما دور المدير الفني في كل ذلك؟ 


الأمر المؤكد أن الزمالك يعيش حالة من عدم الاستقرار، رغم تصريحات وزير الشباب، بأنه لن تحدث هزة للفريق بعد رحيل مجلس الإدارة السابق، لكن في الواقع تأثر الفريق، وكان الأفضل تأجيل توقيت الإطاحة بمجلس مرتضى منصور لأسبوع واحد فقط، حتى ينتهي الزمالك من بطولة الكأس، ومن قيد الصفقات الجديدة، لكن أن تتم الإطاحة به قبل يومين من لقاء الزمالك المصيري ضد طلائع الجيش، فهو أمر لا يحافظ على استقرار الفريق، ويزيد أوجاعه بعد خسارته النهائي الإفريقي. 


ويستمر مسلسل التخبط الحالي بوجود «لجنة صرف النظر»، لجنة الكرة سابقا، التي لم تضف شيئا قبل بدء الموسم الجديد، وأعلنت عن ضم صفقات جديدة، ولم تفعل، وأعلنت عن التجديد للنجوم، ولم تنفذ، وصرحت بتعديل عقود لاعبين، ولن يحدث. 


المطلوب حاليا لسرعة خروج الزمالك من هذا النفق المظلم، هو الإعلان عن تحديد موعد لإجراء انتخابات مجلس إدارة للنادي، حتى يتسلم مقاليد الأمور، ويختار مسؤولين عن فريق الكرة يستطيع حسابهم، ولا يشترط أن يكونوا كلهم من قدامى اللاعبين، فهذه موضة وبطلت، فرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "انفانتينو" يعمل محاميا.


فريق الزمالك نجح خلال العامين الماضيين في الفوز ببطولة الكونفيدرالية الإفريقية، والوصول لنهائي إفريقيا، والفوز بكأسي السوبر، الإفريقي، والمصري، وكأس مصر، والسوبر المصري السعودي، وبالتالي الحالة التي وصل إليها الفريق، تتطلب سرعة الحفاظ عليه، وضمان استقراره، وتدعيم بعض المراكز، حتى يستمر الفريق بشكل طيب، لأن من مصلحة الكرة المصرية والمنتخبات، أن يكون الزمالك قويا، وليس العكس، خاصة في ظل المنافسة الحامية بين الأندية لتدعيم صفوفها.


وبالنسبة للجنة الكرة فعليها أن تلتفت لعملها فقط، ولا تلتفت لأصوات السوشيال ميديا، ولا يتأثروا ببوستات الفيس بوك، وألا ترهبهم بعض الأصوات عن ممارسة عملهم بشكل جماعي، وليس فرديا، حتى يؤدوا مهمتهم، ولا يكونوا لجنة التخبط وصرف النظر .

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة