في ذكرى النكبة، وإعلان الكيان الصهيوني نفسه دولة اسمها إسرائيل في فلسطين التاريخية وإسراع الولايات المتحدة إلى الاعتراف به فورا، يكتب فؤاد حجازي في مجلة "الهلال" مقالا عن أصدقاء أمريكا، رجالها الذين تستخدمهم إلى حين، ثم تغلق الأبواب في وجوههم أو تتخلص منهم قتلا أو اعتقالا، بمجرد انتهاء مهامهم، ومنهم شاه إيران الأخير ونورييجا.
وتخصص المجلة في عدد مايو 2017 ملفا بعنوان "من نكبة 1948 إلى سراب حل الدولتين".
وفي تقديم العدد يناقش سعد القرش رئيس التحرير ما قدمه "المؤرخون الجدد" في إسرائيل، إذ حاول البعض تصوير ما قاموا به كأنه إنجاز عربي، لم نكن بحاجة إليه؛ فما أخرجوه من الأرشيف الإسرائيلي يسهم في تفكيك الرواية الإسرائيلية الرسمية لنكبة 1948، ويقترب من الرواية الفلسطينية التي لم يتح لها أن تصل إلى العالم بمثل تأثيرهم.
وأضاف القرش في مقاله أن السياسات الاستعمارية العنصرية لم تتغير، وعلينا أن نبحث عن توقيت هذه الموجة، في ضوء ما جرى بعد هزيمة 1967، إذ ظهرت أسطورة الهولوكوست بمبالغاتها؛ للضغط على الضمير العالمي، وتحويل انتباهه عن العدوان الصهيوني وابتلاع بقية فلسطين والجولان وسيناء، إلى مأساة اليهود على يد النازي.
وقال "أن الآمال المعقودة على مؤرخي إسرائيل الجدد لا تختلف كثيرا عن أوهام تعقد على لقاءات مثقفين خائبي الرجاء وسياسيين متقاعدين مع نظرائهم الصهاينة، ولم يدلنا أي من المشاركين في هذه الاجتماعات، منذ تحالف كوبنهاجن عام 1999 حتى لقاء محمد البرادعي بمجرم الحرب إيهود باراك (2017)، على تغيير إسرائيلي يمكن الرهان عليه. يبدو كل شيء مقصودا ومحسوبا لإضفاء شرعية على التطبيع".
وأعدت الكاتبة الفلسطينية بيسان عدوان ملفا يكتب فيه أشرف راضي عن القوميين العرب وكيف فهموا قضية فلسطين؟ ويناقش الدكتورصموئيل لبيب سيحة التواطؤ النازي الصهيوني قبل النكبة.
ويتناول زياد عساف تحوّل النكبة إلى أنغام على أيدي أربعة موسيقيين فلسطينيين. وتستعرض سلمى أنور صورة فلسطين لدى غسان كنفاني ومحمود درويش ورضوى عاشور. ويقدم تحسين يقين جانبا من التفاصيل الميدانية في الضفة والقطاع بين "الفصل والوصل والضم".
أما سلامة كيلة فيقدم سيناريو للحل الفلسطيني بعيدا عن "حل الولتين". ويختتم الملف بفصل من موسوعة الدكتور عبد الوهاب المسيري عن فلسفة "الاستعمار الاستيطاني الصهيوني".
وتحضر فلسطين أيضا بمقالين لكل من الشاعر زكريا محمد ود. عادل الأسطة عن الشاعر الراحل أحمد دحبور.
في العدد يستشرف الكاتب العراقي محمد خضير "البصرة عاصمة للثقافة العربية 2018". ويكتب عبد الخالق فاروق عن الاقتصاد المصري بين القدرات الكامنة والعجز المزمن. ويقدم الكاتب المغربي الدكتور محمد الخطابي جوانب من طقوس الشعوب في احتفالها بالحياة. وفي قضية التعليم يكتب كل من الدكتور محمد فتحي فرج وصلاح زبادي. ويقدم عاصم عبد المحسن شهادة عن الخلفية التاريخية الواقعية لمسرحية "الصفقة" لتوفيق الحكيم. ويكتب الفلسطيني علاء الدين العالم عن رواية السوري إبراهيم الجبين "عين الشرق". والمصري رضا عطية عن اغتراب الشاعر العراقي سركون بولص.
ويضم العدد الجديد دراسات للبنانية سمية عزام والمصريين حسن يوسف طه ومجدي عثمان. كما يضم العدد نصوصا منها قصائد للإيراني جمال نصاري وللسوريتين رولا حسن وأريج أحمد حسن، والبريطاني آندي كروفت بترجمة العراقي عبد الكريم كاصد.