الجمعة 17 مايو 2024

متاحف حول العالم| المتروبوليتان بنيويورك.. دائرة معارف الفن

فن9-12-2020 | 12:58

اهتمت الولايات المتحدة الأمريكية بالدراسات المتحفية، باعتبارها ضمير الأمة، وأحد أسباب تقدمها، لذلك يبلغ عدد متاحفها نحو 5000 متحف، ولم تكن نشأة المتاحف القديمة أو قصور الأمراء والنبلاء لعرض التحف والمقتنيات بها، وجعلها متاحف تحكى بلسان تاريخ الشعوب، فتم تأسيسها كمؤسسات ثقافية قائمة بذاتها، ومن ثما أصبحت معاهد ومؤسسات تربوية وتعليمية وثقافية، استخدمت فيها المعروضات كوسيلة للمعرفة والثقافة.


واختلفت تصاميم المتاحف الأمريكية عن نظيرتها الأروبية، فى أنها تحتوى على قاعات خاصة للباحثين والدارسين والمشتغلين بالعلوم والفنون، تلقى فيها المحاضرات.


وتأسس متحف "المتروبوليتان" عام 1866 وهو من أهم وأكبر المتاحف فى العالم، وتضارع مجموعته الآن مجموعات المتاحف القديمة فى أوروبا، بالرغم من نشأته متأخرًا، وقد جاء فى لائحة تأسيس المتحف والتى صدرت فى عام 1870 ، أى بعد تأسيسه بأربع سنوات أنه كان "من أجل إنشاء متحف ومكتبة للفن، ولتشجيع ونشر دراسة الفنون الجميلة، وجعل الفنون فى خدمة الصناعة والحياة العلمية، للعمل على تقديم المعلومات العامة فى الموضوعات المماثلة، وللوصول إلى إعطاء المعلومات والثقافة الشعبية والمتعة النفسية".


مر المتحف بعدة توسعات وتجديدات، من أهمها التى تمت فى سبعينيات القرن العشرين، بإقامة جناح لمعبد مصرى من النوبة، وافتتح للجمهور فى عام 1978، على هامش عرض مجموعة توت عنخ آمون فى المتحف بأمريكا، وبالمتحف مجموعة ممتازة من آثارنا الفرعونية تمثل آثار الدولة الحديثة فى مصر القديمة، منها تمثال من الذهب للإله آمون، وهو من التحف النادرة التى وجدت بمقبرة توت عنخ آمون، ويعتقد البعض أنه من إهداء العالم كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون.


ويضم هذا المتحف بين جنباته مجموعة مهمة من التماثيل مثل تمثال "الملكة حتشبسوت" من الدير البحرى بالأقصر، حيث كان يعمل "ونلوك" فى بعثة فى هذا المعبد.


ويتميز المتحف بطراز معماره القوطى، وأخذ بالاتساع شيئا فشيئا حتى أصبح واحدا من أكبر متاحف الفن في العالم وقد وصفه "فيليب دي مونتيبيلو" مدير المتحف الحالي بدائرة معارف نيويورك بأنه "دائرة معارف الفن في العالم "ومن الممكن أن تشاهد فيه ما يعكس ثقافات شعوب عدة بدءا من الفن الآشوري والمصري ومرورا بفن فلورنسا وحتى ما يعكس ثقافة غينيا بيساو الجديدة وهضبة التبت الصينية.


فى البداية اقتصر المتحف على الفن الأوربي وقليلا من الفن الأمريكي ولكن مع مرور الزمن اتسع المتحف ليضم مجموعات كبيرة من القطع الفنية والتحف إضافة إلى جناح خاص بفن التزيين والتصميم الأميركي ويحتوي هذا الجناح على 12 آلف قطعة من نماذج الأثاث والتصاميم الأميركية. وقد انتهى المعماري ريتشارد موريس هونت خريج مدرسة الفنون الجميلة في باريس من تصميم وإنجاز المتحف بطرازه القوطي عام 1926 ومع ذلك بقيت الإضافات مستمرة حتى أخذ شكله النهائي في العام الماضي.