تمر اليوم ذكرى وفاة السير أنتوني دايك، الرسام والفنان التشكيلي الفلامنكي، من عصر
الباروك، ولد في أنتورب ببلجيكا، وظهرت فيها موهبته، داخل الاستوديو الخاص به، الذي نقل فيه فنه لتلاميذه.
بدأ دايك تدريبه وهو في الثامنة، على يد فان بالمان،
وفي السادسة عشر أصبح له تلاميذه، وسجل في نقابة الفنانين في سن التاسعة عشر. في
الفترة من 1618 إلى 1620، عمل مع الرسام الشهير بيتر بول روبنز، الذي تأثر به بشغف
بالغ، ولم يكن تلميذًا بقدر ما كان مساعدًا له على نحو كبير. وفي تلك الفترة، قام
بزيارة قصيرة لإنجلترا. لكنه تركها ذاهبًا إلى إيطاليا، التي عاش فيها للعام 1627،
وتشابه هو والرسام البندقي الشهير تيتيان في أسلوبها، من حيث ألوانهما الدافئة،
وحركة فرشتاهما غير المقيدة، وعكست لوحاته التي رسمها في إيطاليا هذا الأمر.
بعد أن ترك إيطاليا عاد مرة أخرى إلى أنتورب، ثم ذهب إلى إنجلترا في العام 1632،
وفي تلك المرة طالت زيارته، حيث عينه الملك تشارلز الأول رسامًا للبلاط الملكي.
رسم في إنجلترا نحو 350 لوحة، من بينها 40 لوحة للملك، وكان أهمها لوحة له وهو
يصطاد، والتي اظهرت بذكاء كبير بذخ الأرستقراطيين وسلطة الملك.
رسم أيضًا عددًا من اللوحات للبلاط الإنجليزي، والتي تأثر بأسلوبه في رسمها رسامين
من القرن الثامن عشر، وهما توماس جينزبره، والسير جوشوا رينولدز.
لم يكن رسامًا للعائلات الإنجليزية فقط، بل كانت تتهافت عليه العائلات الإيطالة
للحصول على لوحات شخصية لهم.
لم يؤسس فان دايك مدرسة فنية خاصة به، لكنه ترك أثرًا كبيرًا في إنجلترا، حيث أسرع
الفنانين وليام دويسون، وروبرت ووكر، وصمويل كوير، إلى تقليد أسلوبه المتملق الذي
يدر ربحًا كبيرًا.