تحل اليوم الذكرى 109 لميلاد "أبو الرواية المصرية" دون منازع
العالمي نجيب محفوظ، فهو واحد من أعظم الأدباء حول العالم.
قدم نجيب محفوظ الكثير للسينما المصرية، من خلال أفلامه الروائية القيمة،
وأضاف نقلة نوعية في حياة بعض الفنانين من خلال تجسيدهم دور "البطولة"
أعماله الأدبية. حيث استطاعت الفنانة الراحلة "شادية" أن تنال أستحسان
الأديب العالمي نجيب محفوظ، وساقها القدر لتصبح بطلة إحدى رواياته على الشاشة
السينمائية.
من بين 110 أفلام، قدمتها شادية للسينما، كان هناك 4 روايات للأديب العالمى
استطاعت أن تجسد دور البطولة فيها، ونالت إعجاب الجميع. حيث قدمت فيلم
"الهاربة" عام 1958، الذي كتبه بالاشتراك مع حسن رمزي والسيد زياد.
وتوطدت علاقة شادية بنجيب محفوظ عام 1962، حيث أبهرت الجميع بتخليها عن
أدوار الفتاة الدلوعة أو الزوجة الفاتنة ابنة الطبقة المتوسطة، بتجسيدها شخصية
"نور" فتاة الليل في فيلم "اللص والكلاب"، المأخوذ عن رواية
"محفوظ".
وتدور أحداث الفيلم حول "نور بائعة الهوى" التى في حب "اللص
سعيد مهران" الذي تنكرت له زوجته وابنته وباعه صديقه، ولم يجد بجواره سوى
بائعة هوى منحته كل شيء وحمته من الشرطة ومن الرغبة في الانتقام، ومن نفسه، ولم
يقدم لها شيئا في المقابل.
كما جسدت الفنانة "شادية" دور البطولة في فيلم "زقاق
المدق" الذي تم إنتاجه عام 1963، وتدور أحداثه حول "حميدة" الفتاة
اليتيمة الطامحة للثراء، التي يتم خطبتها لحلاق الزقاق "عباس الحلو"
الذي يقرر السفر للحصول على المال حتى يفي بإحتياجات "حميدة"، وبعد سفره
يقوم قواد محترف بإغواء "حميدة"، وبعد تورطها تنغمس في حياتها الجديدة
وتنسى خطيبها وأهل الزقاق، لتجمعها الصدفة مرة أخرى بـ"عباس" الذي يقرر
الانتقام من الرجل الذى حرض خطيبته ودفعها فى طريق الرذيلة.
وحققت "شادية" نجاحا ساحقًا في فيلم "الطريق" عام
1964، للمخرج حسام الدين مصطفى، حين جسدت دور امرأة ناضجة، مثيرة، متزوجة من صاحب
فندق عجوز، لا تخلو من غموض، يرمقها نزيل الفندق، "صابر الرحيمي"، و هو
الدور الذى أداه رشدي أباظة، وبدورها ترسل له، بعيونها، رسائل مبهمة.
وفي العديد من المشاهد حافظت شادية، بمهارة، على ذلك الغموض الأخلاقي، ما
بين رفضها الحاسم لإقامة علاقة مع النزيل، أو الاستجابة لما يرغبه، وبذكاء أقرب
للخبث تدفعه، إلى قتل زوجها العجوز.