الخميس 23 مايو 2024

نجيب محفوظ وعزت العلايلى.. شريكان فى أساطير درامية

فن11-12-2020 | 13:25

كان للأدوار التى قدمها عزت العلايلى من روائع الأديب العالمي نجيب محفوظ، دور واضح في إبراز موهبته، ما عاد بالنفع على العلايلى ونجيب محفوظ معًا.

 

وشارك عزت العلايلي في العديد من أفلام مبنية على قصص وروايات نجيب محفوظ، واجتمعا معًا لخلق سينما متماسكة وقوية، وكان ذلك هو النتاج الطبيعي لعبقرية محفوظ الأدبية، وموهبة العلايلي الفزة.

 

وبعدما بدأ العلايلى مسيرته الفنية عام 1962 بفيلم "رسالة من امرأة مجهولة"، من إخراج صلاح أبو سيف وتأليف السيد بدير، بدأت أدواره التي أداها سواء في أفلام مقتبسة من روايات لنجيب محفوظ، أو سيناريوهات كتبها لتصبح أفلامًا.

 

ذلك الأمر كان مفيدًا للممثل والأديب معًا، حيث إن عبقرية نجيب محفوظ الأدبية، كانت في صالح العلايلي، لأنه استطاع من خلالها إبراز موهبته التمثيلية الفائقة، وقدرته على الإحساس بالشخصية التي يؤديها.. الأمر الذي أفاد محفوظ أيضًا، لأنه أبرز قوته في رسم الشخصيات ليس فقط أدبيًا، بل سينمائيًا.

 

كان أول الأفلام المبنية على رواية لنجيب محفوظ يشارك فيها عزت العلايلي، هو فيلم "بين القصرين" للمخرج حسن الإمام. حيث جسد  شخصية "إبراهيم" وهى شخصية متمردة وثورية، ومن خلال أحداث الفيلم حرض "إبراهيم"،  "فهمي"، الطالب الجامعي بكلية الحقوق  للانضمام إلى جماعة سياسية سرية تطالب بالاستقلال، وذلك عن طريق طبع المنشورات وتوزيعها.

 

وتشابه دوره في فيلم "التوت والنبوت"، وهو يركز على آخر جزء من رواية الحرافيش، مع دوره في "بين القصرين" بطريقة ما، وكان هذا الدور هو "عاشور الناجي".

 

وفيلم "التوت والنبوت" تدور أحداثه في فترة الفتوات، الذين فرضوا الإتاوات على الأهالي بحجة حمايتهم، وكان حسونة السبع" يفرض هذه الإتاوات على أهالي منطقة مصر القديمة، ويضطهد عائلة "عاشور الناجي"، الذين كانت أحوالهم تتقلب بين الفقر والغنى.

 

أُجبر "عاشور" على تطليق زوجته، لكي يتزوجها "حسونة"، وهنا ثار الأول، ووقف إلى جانب أهالي الحي المطحونين في مواجهة الظلم والاضطهاد الذي وقع عليهم من الفتوات بما فيهم "حسونة السبع".


أما في فيلم "الاختيار"، يكتشف "سيد"، الكاتب الذي وصل إلى قمة الهرم الاجتماعي والسياسي، وهو على وشك السفر مع زوجته "شريفة" التي جسدت دورها السندريلا سعاد حسني، أن توأمه "محمود" قد قُتل، وتزيد شكوك الشرطة حوله، وفي نهاية الفيلم، يظهر أن له شخصيتين، وأنه مع زوجته كـ "سيد"، ومع عشيقته كـ "محمود".

 

كان لعزت العلايلي في فيلم "الاختيار" لونًا جديدًا، حيث جسد فيها شخصية "سيد"، المصاب بمرض "الشيزوفرينيا" أو انفصام الشخصية. وهذا يختلف تمامًا عن شخصيتي "إبراهيم" و"عاشور الناجي" الثوريتين، حيث إن البطل هنا لا يختار مواقفه، بل هو خاضع لمشكلته النفسية.


وإلى جانب تقديم دور الطالب المتمرد، والرجل الشعبي صاحب الطموح في التغلب على الظلم، والكاتب المصاب بانفصام الشخصية، منح نجيب محفوظ للعلايلي فرصة تجسيد شخصية الضابط بلونه الأدبي الفريد فى فيلم "أهل القمة"، وهو مأخوذ عن رواية تدور احداثها حول الانفتاح الاقتصادي الذي تم في فترة السبعينيات، والذي تسبب في ثراء النشال "زعتر" أو "محمد زغلول" عن طريق تهريب البضائع من الجمارك، ويوازي ذلك الخط الضابط "محمد فوزي" وشقيقته سهام، التي تقع هي و"زعتر" في قصة حب، يرفضها شقيقها بعد معرفته لحقيقة الشاب لخوفه على شقيقته واهتمامه بأمرها.

 

وكان العلايلي قد قال في أحد لقاءاته عن كتابة محفوظ،  "يمكنك أن ترى فيها فلسفة المصري الحقيقي" حسب تعبيره، وأنه هو في ذاته يمثل "معجون مصري نادر".