يعد الروائي العالمي نجيب محفوظ من أكثر الأدباء المصريين اللذين قدموا
أعمالاً سينمائية على الرغم من أنه في البداية كان لا يعرف كيف يُكتب السيناريو،
ولكن لقائه بالمخرج صلاح أبو سيف الذي قرأ له رواية عبث الأقدار وشعر أنه أمام
كاتب لديه ما يقوله كان سبباً رئيسيا دفع نجيب محفوظ لكتابة السيناريو.
وفي عام 1947 طلب صلاح أبو سيف مقابلة نجيب محفوظ وأرسل له صديقه فؤاد
نويرة، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التي يجتمعا فيها فقد جمعتهما من قبل مقاهي
المثقفين في وسط المدينة.
وذهب نجيب محفوظ لمقابلة صلاح أبو سيف في "شركة تلحمي للسينما"،
وأبلغه أبو سيف أنه مولعاً بكتاباته، وأخبره أن رواياته وطريقته في الكتابة تشبه
سيناريو الفيلم مما يضيف متعة خاصة للقاريء.
وعرض أبو سيف على نجيب محفوظ أن يكتب له سيناريو "المنتقم"،
وعندها أخبره بعدم علمه بكتابة السيناريو، وقال له "أبو سيف" أن الأمر
يشبه كتابة القصة القصيرة، وأنه سيعلمه.
وكانت نظرة نجيب محفوظ وصلاح أبو سيف للسينما مختلفة ترفع من شأنها وتحولها
من عمل تجارى إلى عمل فني متكامل يمس الجماهير ويحقق مطلبها الحقيقي بفن جاد.
ويبدو أن هذه النظرة ما جعلت سيناريوهات أفلامه تواجه دوما بتردد شديد من
المنتجين عندما تعرض عليهم، نظرا لكونها لا تخضع لمقاييس السينما التجارية، ومع
ذلك حققت بعد إنتاجها نجاحا جماهيريا كبيرا.
وكان أول سيناريو يشارك نجيب محفوظ في كتابته فيلم "المنتقم" عام
1947، ثم فيلم "مغامرات عنتر وعبلة" عام 1948، ومن خلال هذين الفيلمين تعلم محفوظ مبادئ كتابة
السيناريو.
وانطلق محفوظ يقتحم عالم السيناريو خصوصا في الفترة من عام
1952 حتى 1960 والتي كتب فيها عدة سيناريوهات وهي: "لك يوم يا ظالم"،
"ريا وسكينة"، "الوحش"، "فتوات الحسينية"،
"جعلوني مجرما"، "درب المهابيل"، "شباب إمرأة"،
"النمرود"، "الطريق المسدود"، "الفتوة"، "ساحر
النساء"، "الهاربة"، "مجرم في أجازة"،
"جميلة"، "أنا حرة"، "إحنا التلامذة"، "بين
السما والأرض"، ثم توقف نجيب محفوظ
عام 1960عن كتابة السيناريو.