يصادف اليوم عيد ميلاد الدكتور علي الغزولي، الفنان الذي وصفت أفلامه بلوحات فنيه متكاملة، فهو أستاذ السينما والإخراج والفنان لتشكيلي والمصور السينمائي، الذي لقب بشاعر السينما التسجيلية، وتربّع على عرشها لأكثر من 30 عامًا، وما يزال يواصل العطاء.

وعلي الغزولي هو علامة من علامات السينما التسجيلية في مصر، ودرس في قسم التصوير بكلية الفنون التطبيقية، وتخرّج منها في عام 1956، كما درس في كلية الفنون الجميلة، وواصل دراسته للتصوير السينمائي في إيطاليا, فى المعهد التجريبى للسينما فى روما لمدة سنتين.

وعن بداية علاقته بالفن يقول الغزولي: "التحقت بالتعليم الفنى قسم الزخرفة، والتحقت كذلك بالجامعة الشعبية قسم التصوير، وبعد تخرجي منها التحقت بالفنون التطبيقية على أساس أكمل زخرفة فدخلونى قسم التصوير السينمائى، وكان اسمه قسم التصوير الفوتوغرافى والسينمائى، وفى نفس الوقت قدمت فى كلية الفنون الجميلة، وتخرجت منها بتقدير امتياز، وكنت فاكر إنى الأول على القسم لكن من ثلاث سنوات وأنا مع صديق لى كان يقدم أوراقه فى نقابة المهن التطبيقية وكان هو الثاني، وعرفت منه أنى كنت الأول على الكلية كلها ولم أعرف ذلك إلا بعد خروجى على المعاش بسنوات".

وينتمي الغزولي إلي جيل من كبار السينمائيين نجح في تغيير السينما المصرية، وتغيير النظرة للسينما التسجيلية، يضم هذا الجيل عدد كبير من كبار المخرجين، الذين قدموا أفلاما سينمائية هامة، مثل هاشم النحاس وعطية الأبنودي.

وهو مهموم دائما بالسينما التسجيلية، ويرفض الفكرة السائدة بأن السينما التسجيلية، خطوة في طريق السينما الروائية، مؤكدا علي أهميتها، وأنها تتيح مناقشة مواضيع جريئة تشتبك مع الواقع وتتقاطع معه وتطرح الأسئلة الحيوية؛ وتشكل أسلوباً للأعتراض والرفض والاحتجاج ومواجهة الواقع، رصد قضايا لا يمكن للسينما الروائية أن ترصدها، وهو ما فعله في أفلامه التي وصلت ل25 فيلم تسجيلي من بينها "صيد العصاري"، "أناشيد الجورنة"، "حكيم سانت كاترين"، "الريس جابر"، "طفولة وإبداع". 

يواصل الغزولي دعمه لشباب السينمائيين وتشجيعه لهم في كافة المحافل، ويحرص كل عام علي حضور مهرجان الاسماعيلية الدولي للسينما الوثائقية والروائية القصيرة، ولا يبخل بالنصيحة وبالخبرة علي تلامذته، الذين ينهلون منه العلم وعشق السينما التسجيلية.