الجمعة 17 مايو 2024

في ذكرى ميلاد مؤسس «دار الهلال».. محمد رضوان يكتب: جرجى زيدان والصحافة

فن14-12-2020 | 17:55

يعد جورجي زيدان علامة بارزة في الصحافة المصرية، وهو أحد رواد الصحافة في الوطن العربي، ولد زيدان لأسرة مسيحية فقيرة، كان له 5 أخوة، وهم متري، واجيا، إلياس، يوسف وإبراهيم، عانت أسرته من الفقر وظروف صعبة، ربما مكنته لأن يكون صامدا أمام عثرات الحياة في مستقبله، واستطاع أن يكون جورجي زيدان الذي لا يجهله أحد اليوم.


تنشر "الهلال اليوم" مقال الأستاذ محمد رضوان


بقلم الأستاذ محمد رضوان


يعد جرجى زيدان (1861 - 1914) أحد أبرز رواد الصحافة الأدبية فى العالم العربى وكانت حياته ملحمة من الكفاح والعمل والنضال من أجل النهضة الأدبية والفكرية العربية المعاصرة، فأصبح بدراساته وأعماله وإصداراته الصحفية من رواد التنوير والنهضة فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية الحديثة، وفى نفس الوقت كانت حياته وكفاحه ومعاناته من أجل تحقيق آماله صورة مشرفة للرجل العصامى الذى بنى نفسه بجهوده وعرقه وأقام صرحا ضخما للأدب والصحافة والفكر بمجهوداته الذاتية المتواضعة.

نشأ جرجى زيدان فى أسرة لبنانية كادحة كانت تعيش فى قرية «عين عنوب» ثم جدت أمور وظروف صعبة اضطرت جدته لأبيه إلى الهجرة إلى بيروت العاصمة مع بنتيها وابنيها، وأكبرهم حبيب زيدان والد جرجى زيدان.

فى ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة ولد جرجى زيدان فى 14 ديسمبر سنة 1861 ولما بلغ من العمر خمس سنوات أرسله أبوه إلى مدرسة متواضعة يديرها قسيس يدعى المعلم إلياس شفيق، ليتعلم الكتابة والقراءة والحساب حتى يستطيع أن يساعد والده بإدارة المطعم وضبط حساباته. ثم انتقل إلى مدرسة الشوام فتعلم فيها الفرنسية، وتركها بعد ذلك إلى مدرسة مسائية يديرها المعلم مسعود الطويل فتعلم فيها الإنجليزية.

وخلال تردده بين العمل فى المطعم والبيع فى محل للأقمشة كان يقرأ ويطالع الكتب والمجلات، ويأخذ المعارف بنهم، فعرفه أكثر خريجى الكلية الأمريكية وأكثر أدباء بيروت، ورجال الصحافة فيها، مما سهل له الانتظام فى سلك «جمعية شمس البر» التى أنشئت ببيروت سنة 1869، وكانت فرعا لجمعية الشبان المسيحيين فى إنجلترا، ورأى نفسه فى هذه الجماعة رفيقا لجماعة من أعلام سوريا ولبنان، منهم الدكتور يعقوب صروف، والدكتور فارس نمر، وسليم البستاني، وبطرس البستاني، ويوسف الأسير وغيرهم، وكان هؤلاء يدعونه إلى المشاركة بالحضور فى احتفالات الكلية الأمريكية - وخاصة حفلات التخرج - فكان يسمع الخطب، ويخرج مشحونا بالأمل فى أن يقف يوما مثل هذه المواقف، ويجد من الحضور إصغاء لما يقول..

وفى سنة 1881، صمم نهائيا على أن يترك العمل ويلتحق بالكلية الأمريكية طالبا فى مدرسة الطب بها، وقضى فيها عاما كاملا.

وفى سنة 1883، اعتزم الهجرة إلى مصر ليتم فيها دراسة الطب، وكان عيسى باشا حمدى ناظرا لمدرسة الطب المصرية يومئذ، فأقرضه جار له ببيروت ستة جنيهات، على أن يردها إليه حينما ييسر الله عليه.

وفى أحد أيام شهر أكتوبر سنة 1883، وصلت به الباخرة إلى ثغر الأسكندرية، وكان مشهد المدينة محزنا كئيبا لما حدث فيها من آثارضرب الأسطول الإنجليزى للمدينة عقب الثورة العرابية.


ولم يمكث بالإسكندرية إلا أياما غادرها إلى القاهرة ليعمل محررا فى صحيفة «الزمان» اليومية التى كان يملكها ويديرها علكسان صرافيان، وكانت الجريدة اليومية الوحيدة فى القاهرة بعد أن عطل الاحتلال الإنجليزى صحافة ذلك العهد، ومكث صاحبنا فى الزمان عاما وبعض عام.

وفى سنة 1884، رافق الحملة الإنجليزية النيلية إلى السودان مترجما لها. وكانت هذه الحملة لإنقاذ غوردون عقب فتنة المهدي.


وقد شارك فى المتاعب التى لقيتها الحملة، ووصف بعضها فى كتابه «تاريخ مصر الحديث». وكانت مدة رحلته إلى السودان عشرة أشهر.

وفى سنة 1885، سافر إلى بيروت، وكان المجمع العلمى الشرقى فيها حديث عهد بالإنشاء.


وكان من أوائل من فكر فى إنشائه الدكتور يعقوب صروف، والدكتور فارس نمر، والدكتور فانديك، وموصلى باشا، وانضم إليه بعد ذلك جماعة منهم الدكتور ورتبات، والدكتور إسكندر بارودي، وسليم البستاني، والشيخ إبراهيم اليازجى وغيرهم.


فرأوا أن يكرموا جرجى زيدان بتقرير ضمه إلى جماعتهم. وفى خلال إقامته ببيروت هذه المرة تعلم اللغتين العبرية والسريانية. وكان من ثمرة هذا أنه ألف كتابه «الفلسفة اللغوية» أو «الألفاظ العربية والفلسفة اللغوية» الذى ظهرت أولى طبعاته فى بيروت سنة 1886.


وكان من أثر ذلك أن عينه «المجمع الأسيوى الملكي» عضوا عاملا فيه. وكان هذا التعيين تكريما للرجل حينما بعث إلى هذا المجمع نسخة من كتاب «الفلسفة اللغوية» الذى بعث ينسخ منه إلى المجامع والجمعيات العلمية فى العالم كله.

وفى سنة 1886، زار لندن وتردد على المتحف البريطانى وغيره من المكتبات ومجامع العلم،ولما عاد فى شتاء العام نفسه إلى مصر طلبت إليه إدارة المقتطف أن يتولى إدارة أعمالها، ففعل، وقضى فى المقتطف عاما ونصف عام لم يشترك فى التحرير فيه إلا بمقالة صغيرة واحدة فى ختام السنة الحادية عشرة، ومعنى هذا أن عمله فى مجلة المقتطف كان قاصرا على الإدارة لا التحرير.

واستقال من المقتطف سنة 1888 ليشتغل بالكتابة والتأليف، وفى هذه الفترة أصدر كتابه «تاريخ مصر الحديث».

وفى سنة 1889، انتدبته المدرسة العبيدية الكبرى لتدريس اللغة العربية وآدابها فيها، وكان مستوى العربية فى هذه المدرسة عاليا، ولا غرو فقد كان صاحبها روفائيل عبيد السورى من المهتمين باللغة العربية فوق اهتمامه بالطباعة، وتولى زيدان التدريس فى المدرسة العبيدية لمدة عامين ألف خلالهما رواية «المملوك الشارد».

وفى سنة 1891، أنشأ جرجى زيدان مطبعة التأليف مشتركا مع نجيب مترى المؤسس الأول لدار المعارف. وبعد سنة انفضت الشراكة بينهما، واحتفظ جرجى زيدان بالمطبعة لنفسه وأسماها مطبعة الهلال، على حين قام نجيب مترى بإنشاء مطبعة مستقلة باسمه أسماها مطبعة المعارف.

وفى سنة 1892، أصدر مجلة الهلال، وقد وصفها صاحب «مرآة العصر» بقوله: «وفى شهرة هذه المجلة ما يغنى عن الوصف، وقد دخلت الآن - يعنى سنة 1897 - فى سنتها السادسة، ونالت من الشهرة وسعة الانتشار مالم يسبق له مثيل فى العالم العربى... وقد اشتهر مشربها بالاعتدال، وإنشاؤها بالسهولة والوضوح مع اجتناب الركاكة، واستمرت لهجتها بالصدق والإخلاص، وعرف الهلال بحسن الاختيار فى المواضيع على اختلافها»، وكان زيدان يقوم بتحريرها بنفسه، إلى أن كبر ولده «إميل» وصار يساعده فى تحريرها.

ولم تشغل «الهلال» صاحبها عن التأليف المثمر الضخم المفيد. فقد أصدر أكثر مؤلفاته ورواياته التاريخية وهو قائم بتحرير الهلال، لاتعارض بين الاثنين، ولاتناقض بين العملين، فكلاهما مكمل لصاحبه، ومات بين أوراقه وكتبه فى دارالهلال ميتة البطل فى الميدان.

رمز العصامية

كانت حياة جرجى زيدان وكفاحه صورة مشرقة للعصامية والكفاح المضنى من أجل تحقيق أهدافه فى الحياة، حيث يرى بعض المؤرخين أن هناك ظاهرتين فى حياة جرجى زيدان توحيان بالعظمة وتلفتان النظر إلى هذه الشخصية الضخمة التى تركت آثارا قوية متعددة فى الاجتماع وفى الأخلاق والأدب والحكمة والسياسة والتاريخ، فقد هاجر فى مطلع شبابه إلى مصر والهجرة تعطى معنى القوة والثقة بالنفس، والرغبة فى العلا والهروب من الواقع المر إلى الآفاق الواسعة، والثانية إنه ثقف نفسه بنفسه، وعكف على الدراسات المتعددة حتى كسب قدرا من العلم أهله ليكون قائدا من قادة الفكر فى مطلع القرن العشرين.

تعطينا هاتان الظاهرتان صورة الطموح والتطلع إلى المجد فى نفس الشاب الذى عاش يكتب للناس ويدرس أسرار الوجود والأزلية . هذا البحث الذى شغل أوقات فراغه والذى قرأ له عشرات من المؤلفات وكان يقول: "لقد أكتفينا فى هذه الحياة بفخرنا وقصورنا عن إدراك أسرار الكون فلتعجل بنا الحياة الأخرى لعلنا ندرك من تلك الأسرار مايشفى الغليل".

ولم يقف أمر طموح جرجى زيدان عند هذا الحد بل أولع بالأسفار فقد ذهب إلى السودان وسافر إلى الآستانة وأوروبا وفلسطين ولا شك أن رحلاته قد أمدته بمزيد من الخبرة والتجربة، وتنقل بين دراسة الطب والصيدلة واللغات فدرس العبرية والسريانية والإنجليزية.

ولاشك أن طبيعة جرجى زيدان العلمية ودراساته فى مطلع الشباب واتجاهه إلى العلوم والطب واللغات، هى التى كونت أسلوبه الكتابى ورسمت أسس كتاباته التاريخية، وأسلوبه صورة نفسه، الأسلوب التلغرافى البسيط الواضح الذى يحرص على المعنى أكثر مما يحرص على اللفظ، فهو لاشك كان منبسط النفس غير معقد الأحاسيس، وكان غير حفى بمظاهر الحياة، وأسلوبه الأدبى يعطينا صورة الاعتداد فى الطبع، ولكن هذا لايمنع أنه ذو عزيمة ماضية وقلب وثاب، فهو قد هاجر من الشام عندما ضيق على المفكرين ومنعت الخطابة وحرمت الكتابة، عندئذ قصد إلى مصر مع من قصدوا إليها ليجدوا مجالا لإعلان آرائهم.

وكانت حياة زيدان رمزا للجهاد الصامت والكفاح الدائب فى سبيل الفكرة "ابتدأ زيدان يحرر الهلال سنة 1892 فكان فى أول سنة من سنى الهلال يقف إلى مكتبه يحرر فصلاً أدبياً أو اجتماعياً ويترجم للشخصيات الشهيرة، ويؤلف رواية تاريخية، ثم يراقب الطبع والتصحيح دائبا على العمل نهارا وليلا ، ثم توفى وكان قبل الوفاة بدقائق واقفا وقفته لم يقلل ساعات العمل ولم يتضجر أو يتأفف يوما من كثرته".

وصورة أخرى من طبيعته الراسخة، أنه كان يواجه النقد والحملات بأسلوب رياضى فلا يضيق بها ويمر بها كريما، وهذه الآية دلالة على هدوء الأعصاب وضبط النفس والإيمان بالنفس.

ويعد جرجى زيدان من رجال الفكر، وأسلوبه أسلوب العلماء الذين يؤمنون بأن الألفاظ أدوات للمعانى ، ولعل دراسته للطب فى مطلع حياته هى التى منحته هذه الطبيعة العلمية.

ويقول الدكتور طه حسين إن جرجى زيدان هو «الذى نقل إلى الأدب العربى مذهبا من مذاهب الأدب الأوروبى ... هو القصص التاريخي» .

وبعد فإن الدراسات التى كتبها طه حسين والعقاد وهيكل وفريد وجدى وأنطون الجميل ومطران والبشرى والمنفلوطى وجبران على فترات متباعدة أو متقاربة من ذكراه ، تعطينا فكرة واضحة بأن هؤلاء الكتاب تتلمذوا أو اتصلوا من قريب بآثار هذاالكاتب ، فضلا على أن هذه الآثار كانت موجهة لفنهم وأسلوبهم .

وأن منهم من كان يقصد جرجى زيدان ليسأله رأيه فى أمر من أمور الفكر والأدب ، يقول الأستاذ العقاد: «.. ومرة أخرى زرته فى بيته بين الفجالة والظاهر ، وأنا مشغول بقراءة شوبنهور لأسأله رأيه فى أصح النظريتين إلى حقائق الحياة : نظرة المتشائمين أو نظرة المتفائلين».

ويصف طه حسين صاحب الهلال بأنه «من رجال هذا الجيل الساخط الطامح وكان الهلال نتيجة من نتائج سخطه وطموحه، وجرجى زيدان لم يكن أرستقراطى الأدب وإنما كان رجلا يجمع بين نزعتين مختلفتين أشد الاختلاف ، ولكنهما نافعتان أشد النفع إحداهما النزعة العلمية التى تظهر فيما كتب من التاريخ الأدبى والسياسى ومن تاريخ الحضارة ، والثانية النزعة الشعبية التى تظهر فى هذه الكتب التاريخية نفسها ، وتظهر بنوع خاص فى قصصه وفصوله الثقافية العامة» .

ويقول العقاد إن جرجى زيدان من كتاب «مايسميه هو بالحاسة الاجتماعية ونسميه نحن بكتاب الأستواء والطبع السليم ، تقرأ جرجى زيدان فى جميع موضوعاته فإذا هو مطبوع بطابع السداد والاستقامة والاستواء ، هى جدول وليست بشلال وهى بنت الدوام وليست بنت اللفتات واللمحات .

وبعد فإن آثار جرجى زيدان تعطينا صورة لرجل مفكر فيه نزعة علمية ، ونظرة واحدة إلى إنتاجه تبين لنا جوانبه العقلية جميعها ولكنها لاتضع أمامنا شيئا عن عاطفته .

لكن عاطفته تبدو قوية حين نتصور هذا الإنتاج الضخم الذى أصدره فى السنوات القليلة التى عاشها منذ أنشأ الهلال عام 1889 إلى أن توفى عام 1914 .

إن هذا الإنتاج يدلنا على أن جرجى زيدان لم تكن له صبوات ، ولم يكن ينفق وقته عبثا ، لقد عاش يقرأ هذه المراجع الضخمة التى استقى منها مصادر كتبه فى التاريخ وفصوله عن الأبطال والعظماء وجعل منها مادة قصصه ، لقد عاش يقرأ ويراجع ويستقصى ويكتب ويراجع ويصحح ويقدم آثاره للأدباء فى الشرق العربى كله .

مكانة زيدان

لكن أين نحدد مكانة زيدان الأدبية والفكرية والصحفية بين أعلام القرن العشرين ؟

وماهى قيمة أعماله الروائية والأدبية ودراساته اللغوية والتاريخية ؟

لقد كتب بضعا وعشرين رواية قصصية جعل مادتها التاريخية من تاريخ الإسلام ، وألف عدة كتب عن التمدن الإسلامى وتاريخ مصر ، وتاريخ مشاهير الشرق ، ولقد تناول النقاد هذه المؤلفات بالدرس ، وهوجم جرجى زيدان ، وقال البعض إنه اعتمد على بعض الروايات الضعيفة أو المؤرخين الأجانب.

ونسى النقاد أن جرجى زيدان كان يقتحم ميدانا جديدا وأن أدواته بالطبع كانت أقل من أدواتنا الآن ، وأنه فى حدود المراجع التى وجدها بين يديه استطاع أن يدرس تاريخ العرب والشرق باعتباره تاريخ الإسلام .

وليس من شك أن جرجى زيدان كان يتناول ذلك بحسن نية على أساس أنه كاتب عربى يكتب للعرب، فلا عليه إن اعتمد على رواية دون رواية ، ولاشك أنه فيما تناول من حياة المعاصرين كان دقيقا ، لأن أدوات التاريخ كانت بين يديه وهو لاشك أول من ابتدع من التاريخ الإسلامى صورة قصصية لطيفة محببة إلى النفوس كانت سبيلا إلى عقلية العامة لتقبل حقائق التاريخ الجافة .

ولقد كانت آراء جرجى زيدان وأفكاره ومذاهبه غاية فى الاعتدال ولا عيب أن لم تكن معالم أسلوبه واضحة وضوح أسلوب الأدباء فهو عالم وباحث ومفكر ، وقد عاش قبل نهضة الأسلوب البيانى وآمن بالأسلوب التلغرافى القصير الواضح الذى يصل إلى ما يريد أن يقول دون لف أو دوران .

مدرسة دار الهلال الصحفية

أصبحت مجلة الهلال إحدى علامات النهضة الأدبية والصحفية العربية منذ أكثر من قرن من الزمان وأصبحت دار الهلال صرحا صحفيا كبيرا تصدر العديد من المجلات الأسبوعية والشهرية المتنوعة .

المصور

صدرت مجلة المصور عام 1924 كمجلة أسبوعية تغطى الجوانب السياسية والاجتماعية والسياسية والفكرية مصريا وعربيا ودوليا وكان من أبرز من تولى إدارتها وتحريرها الكاتب الكبير فكرى أباظة.

وقد توالى على المصور عدد من رؤساء التحرير هم: إميل وشكرى زيدان، فكرى أباظة، على أمين، أحمد بهاء الدين، صالح جودت، مرسى الشافعى وصبرى أبو المجد ومكرم محمد أحمد، عبدالقادر شهيب، حمدى رزق، عزت بدوي.

ثم صدرت مجلة الكواكب عام 1932 كمجلة فنية متخصصة وكان الناقد مجدى فهمى أول رئيس تحرير لها ثم توالى رؤساء التحرير وهم: سعد الدين توفيق، رجاء النقاش، راجى عنايت، كمال النجمي، حسن إمام عمر، حسن شاه، محمود سعد، فوزى إبراهيم، هشام الصواف وأخيراً أشرف غريب.

ثم صدرت مجلة حواء الأسبوعية فى يناير 1955 كمجلة تعنى بشئون المرأة ، وقادت السيدة أمينة السعيد مسيرة المجلة منذ بدايتها حتى عام (1981) ثم تولتها السيدة سعاد حلمى (1981-1991) ثم تولتها إيفون رياض ثم إقبال بركة ثم إيمان حمزة ثم إيمان الحفناوى ثم أمل مبروك.

وكان لمجلات الأطفال مكان فى إصدارات دار الهلال فصدرت مجلة سمير عام 1956 وتولت رئاستها السيدة ناديا نشأت ثم تلتها السيدة نتيلة راشد عام 1962 حتى تولتها د. شهيرة خليل فحافظت على طابعها المميز مع إدخال التطورات التى تناسب روح العصر شكلا وموضوعا .

وصدرت مجلة ميكى للأطفال شهرية فى يناير 1959 ثم صارت أسبوعية منذ يناير 1962 .

ومن الإصدارات الأخرى التى أصدرتها مؤسسة دار الهلال الصحفية مجلة طبيبك الخاص (1961) وكتاب الهلال (1953) وروايات الهلال (1949) والكتاب الطبى 1981 هذا بخلاف كتب النشر التى تناولت القضايا والدراسات الأدبية والتاريخية والفكرية وغيرها .

وقد تولى رئاسة تحرير الهلال عدد من كبار رجال الأدب والثقافة والفكر بعضهم تولى عمله لسنوات طويلة والبعض الآخر تولى قيادتها لفترة قصيرة.

فبعد تولى جرجى زيدان رئاستها لأكثر من عشرين عاما (1891 - 1914) تولى رئاستها ولده إميل زيدان (1914 - 1946) تلاه د. أحمد زكى (1947 - 1950) ثم تولى طاهر الطناحى تحرير الهلال لكن كمدير تحرير فى الفترة من 1950 حتى 1961 وترك بصماته الأدبية على أعدادها وإصداراتها وكانت مـن أزهـى فترات مجلة الهلال وبعد تأميم الصحافة عام 1961 تولى الكاتب الصحفى على أمين رئاسة تحرير الهلال (1962 - 1964) فحاول أن يبسط موضوعاتها ويفرد للصور والاستطلاعات مكاناً أكبر ثم تولاها كامل زهيرى (1964 - 1969) فأضفى عليها الطابع السياسى تلاه الكاتب والناقد رجاء النقاش (1969 - 1971) فحاول أن يجدد فى الهلال لكن فترة رئاسته للهلال القصـيرة لـم تتـح لـه أن يحقق كل طمـوحـاتـه لتطـويـر الهلال وتولـى د. على الراعى رئآسة تحرير الهلال لشهور قليلة فى مطلع 1971 تلاه الشاعر والأديب صالح جودت من عام 1971 حتى وفاته فى يونيه 1976 تلاه د. حسين مؤنس من عام 1977 حتى 1981 فأعاد للمجلة قطعها الكبير وصبغ الهلال باهتماماته التاريخية والصحفية وتوسع فى صفحات الاستطلاعات المصورة بحكم تجربته الصحفية بمجلة العربى الكويتية وأدخل فيها المناهج الدراسية لجذب القراء وفى العموم رأى النقاد والكتاب أن المجلة تراجعت كثيرا فى مستواها الأدبى والفكرى فى فترة حسين مؤنس ، فليس كل أكاديمى يصلح رئسا للتحرير لكن بعد تولى كمال النجمى رئآسة تحريرها سنة 1981 أعاد لها حجمها ووزنها وقيمتها المفتقدة حتى سنة 1984 لكن فى عام 1984 تولاها مصطفى نبيل وكان يعمل صحفياً بمجلة العربى الكويتية يقوم بعمل استطلاعات صحفية مصورة من خلال رحلاته الصحفية فى بلاد العالم فظل بها سنوات طويلة حتى تولى أحد الصحفيين وهو مجدى الدقاق عام 2005 حتى عام 2009 فتولاها عادل عبدالصمد حتى عام 2012، حيث تولاها الزميل محمد الشافعى فى أغسطس 2012 فانعكس منهجه فى إصدار أعداد خاصة تغطى قضايا الوطن والأمة العربية والقضايا الوطنية القومية والإنسانية والفكرية.

وبعد فقد ظلت مؤسسة دار الهلال منذ أكثر من قرن من الزمان منارة مضيئة للأدب والفكر والثقافة، وظلت مطبوعاتها وإصداراتها رافدا مهما من روافد الثقافة والفكر فى مصر والوطن العربى حتى الآن ويؤكد كبار الأدباء والمؤرخين أن جرجى زيدان قد أنشأ مدرسة واضحة الأثر فى الأدب العربى الحديث والصحافة العربية الحديثة هى مدرسة الهلال التى أثمرت بصورة واضحة فيما بعد العديد من أعلام الأدب والفكر العربى.